الأربعاء، 27 أغسطس 2025

04:11 م

توماس فريدمان: إسرائيل تسير نحو "الانتحار السياسي" في ظل حكم نتنياهو

الكاتب الأمريكي توماس فريدمان

الكاتب الأمريكي توماس فريدمان

رسم الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، صورة قاتمة لمستقبل إسرائيل في ظل سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبرًا أن الحرب في غزة تحولت إلى وسيلة لبقائه في السلطة، وليس لتحقيق أهداف أمنية أو سياسية واضحة.

"انتحار وقتل واقتتال داخلي"... حكومة إسرائيل في مرمى الانتقاد

قال فريدمان إن الحكومة الإسرائيلية تمارس ثلاثية مدمرة: "الانتحار، والقتل، والاقتتال الداخلي" في وقت واحد، مشيرًا إلى أن سياساتها أضرت بمكانة إسرائيل عالميًا، وأسهمت في تمزيق المجتمع الإسرائيلي واليهودي حول العالم.

غزة أثناء الحرب

وأوضح أن تلك السياسات قتلت الآلاف من المدنيين في غزة دون اعتبار لحياة الأبرياء، كما قسمت المجتمع اليهودي إلى فريقين:

  • من يواصلون دعم إسرائيل دون قيد أو شرط،
  • ومن لم يعودوا قادرين على تبرير أفعال الحكومة، ويسعون للنأي بأنفسهم عنها.

غارة على مستشفى تثير الغضب الدولي

وأشار فريدمان إلى الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مستشفى في جنوب غزة، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا، بينهم خمسة صحفيين يعملون في مؤسسات دولية، وعدد من المسعفين والمدنيين.

وانتقد تبرير نتنياهو للحادث باعتباره مجرد "حادث مأساوي"، مؤكدًا أن ما جرى هو نتيجة مباشرة لسياسات تهدف إلى إطالة أمد الحرب، من أجل:

  • البقاء في السلطة.
  • الهروب من المحاكمات الجنائية.
  • تجنب لجنة تحقيق قد تُحمّله المسؤولية عن الإخفاق في منع هجوم حماس المفاجئ يوم 7 أكتوبر 2023.

دعم اليمين المتطرف وخطة لضم الأراضي

وأكد فريدمان أن نتنياهو يعتمد على دعم وزراء اليمين المتطرف، ومنهم بتسلئيل سموتريتش، الذي يسعى إلى:

  • تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية لقطع الطريق أمام قيام دولة فلسطينية.
  • تشجيع تهجير الفلسطينيين من الضفة وغزة تمهيدًا لضم المنطقتين.

سياسة "جعل الحياة لا تطاق" في غزة

اتهم الكاتب إسرائيل باتباع سياسة منظمة تهدف إلى إجبار سكان غزة على الرحيل، عبر:

  • إجبار السكان على النزوح المتكرر من منطقة إلى أخرى.
  • تجريف المنازل.
  • استخدام المساعدات الإنسانية كأداة ضغط عبر وقفها واستئنافها بشكل متكرر.

وصف فريدمان هذه الممارسات بأنها محاولة لجعل الحياة في غزة لا تُطاق، بما يدفع السكان لمغادرة القطاع نهائيًا.

إسرائيل تقترب من أن تصبح "دولة منبوذة"

شدد فريدمان على أن ما يحدث لا يمثل فقط قتلًا للمدنيين، بل أيضًا انتحارًا سياسيًا واقتتالًا داخليًا، محذرًا من أن إسرائيل تسير نحو أن تصبح دولة منبوذة عالميًا، إلى درجة قد تجعل الإسرائيليين يترددون في التحدث بالعبرية أثناء سفرهم للخارج.

وأضاف: "العالم بات يميز بين حرب تُخاض من أجل بقاء إسرائيل، وأخرى تُخاض من أجل بقاء نتنياهو سياسيًا".

انقسام في الجاليات اليهودية وتصاعد الاحتجاجات

وتطرق فريدمان إلى تصاعد الانقسامات داخل الجاليات اليهودية حول العالم، متوقعًا أن تشهد الكنس اليهودية في الأعياد القادمة خلافات حادة بين من يدعمون إسرائيل دون شروط، ومن لم يعد بإمكانهم تحمل سلوك الحكومة الحالية.

كما أشار إلى أن مئات الآلاف من الإسرائيليين خرجوا في احتجاجات متواصلة ضد حكومة نتنياهو، في مشهد يعكس عمق الأزمة السياسية والاجتماعية في الداخل الإسرائيلي.

ترامب... "الوحيد القادر على تغيير المسار"

وفي ختام مقاله، اعتبر فريدمان أن ما تشهده إسرائيل هو "انتحار جيوسياسي بمساعدة الغير"، مضيفًا: "للأسف، الشخص الوحيد القادر على تغيير هذا المسار هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنني أخشى أنه وقع ضحية خداع من نتنياهو، الذي أقنعه بالتخلي عن خيار وقف إطلاق النار لصالح وهم تحقيق نصر كامل".

search