 
                                    اعتذروا يرحمكم الله
لا يوجد إنسان لا يرتكب أخطاء، فكما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "كل ابن آدم خطاء.. وخير الخطائين التوابون".
ولن نتحدث هنا عن التوبة، فهي تحتاج إلى مجلدات للحديث عنها، وإنما نخصص تلك المساحة لتناول فضيلة ندر أن نجد من يتمتع بها، إنها فضيلة الاعتذار.
يعتقد الكثير أن اعتذاره عن خطأ ما يقلل منه ويظهره في صورة الضعيف، وفي حقيقة الأمر العكس هو الصحيح، فليس هناك أشد سيطرة من الإنسان على نفسه، وتغلبه عليها هو القوة بعينها، وإلا لماذا وصف النبي محمد جهاد النفس بأنه أعظم من جهاد الكفار؟
إن النفس تدفعنا إلى المكابرة وعدم الاعتذار عما ارتكبناه في حق الآخرين، وهناك الكثير ممن يعتبرون ذلك عزة نفس، لكن ما هي النتيجة؟
هؤلاء ليس لديهم أصدقاء، وبنسبة كبيرة منفصلون عن شريك حياتهم ويتجنبهم أطفالهم، فهل هذه حياة تريدها بالفعل؟
وعلى جانب آخر، تخيل أنك أخطأت في حق شخص ما وتسببت له في أذى نفسي كبير، ثم سمعت أنه مات بعدها، ما الذي ستشعر به حينها؟ وكيف ستتغلب على الندم الذي سيظل يؤرقك كلما نظرت إلى من حولك وأعينهم تتهمك بالتسبب في موته؟
أنا لا أبالغ فيما أقول، فالخطأ قد يشعر ذلك الشخص بالغضب والحزن، وهو ما يمكن أن يصيبه بأزمة صحية تودي بحياته، بينما إذا اعتذرت له عما اقترفته في حقه قد يهدئ ذلك من روعه ويجعلك تكبر في نظره أيضا.
أما إذا كنت أنت من كتب عليه الموت بعد الخطأ في الغير، فكيف ستقف أمام الله وأنت ظالم لعبد من عباده؟
نعم.. فالخطأ في حق الغير يعتبر ظلما، وهو ما حرمه الله على نفسه، فما بالك بك أنت؟
ولم يحرمه الله فقط، وإنما حذر منه رسوله الكريم في حديثه الشريف حيث قال: "اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا، فإنه ليس دونها حجاب".
فإن كنتم تستطيعون أن تقفوا أمام الله بظلمكم، فلا تعتذروا لمن أخطأتم في حقهم، أما إن كنتم تخشون دعوة المظلوم، فاعتذروا يرحمكم الله.
 
        الأكثر قراءة
- 
                موعد عرض مسلسل "ورد وشوكولاتة" وطرق المشاهدة
- 
                نجوم الفن والإعلام يضيئون حفل زفاف ابنة عزة مصطفى، صور
- 
                المستشار طاهر الخولي يعلن برنامجه الانتخابي، التعليم والصحة على رأس الأولويات
- 
                5 آلاف مصري يواصلون إرث “بناة الأهرام”، يوميات عمال المتحف المصري الكبير
- 
                24 ساعة على الهواء، كيف بث التليفزيون حدث نقل تمثال رمسيس قبل استقراره بالمتحف الكبير؟
- 
                فوضى المجلات الأكاديمية الوهمية.. من يسرق شرف البحث العلمي؟
- 
                بعث جديد من قلب مصر.. نحن أولاد الأصول
- 
                خفير مزلقان يضحي بحياته لإنقاذ مواطن بالمنيا
 
        مقالات ذات صلة
سامحوا تصِحّوا
21 أكتوبر 2025 02:28 م
علي حسين مهدي يكشف لـ"تليجراف مصر" سر عودته: حاربونا في أمريكا بالضرائب والنساء (انفراد)
29 سبتمبر 2025 02:38 م
علي حسين مهدي يعتذر للسيسي في حوار حصري لـ"تليجراف مصر".. والسر في "صفقة القرن" (انفراد)
29 سبتمبر 2025 12:01 م
في أول ظهور له.. علي مهدي يحذر من مؤامرة إسرائيلية لـ"التهجير" عبر رفح (انفراد)
28 سبتمبر 2025 05:26 م
أكثر الكلمات انتشاراً
 
                     
                                                 
                         
                         
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                     
                     
                     
 
