الأربعاء، 03 سبتمبر 2025

04:14 م

"قوة ثلاثية".. ما الهدف من العرض العسكري في بكين؟

صاروخ واي جاي 20 الفرط صوتي المضاد للسفن

صاروخ واي جاي 20 الفرط صوتي المضاد للسفن

نهى رجب

A .A

في قلب الصين، تتحرك الصفوف العسكرية بدقة، وتدور عجلات الدبابات بينما تحلق الطائرات الحربية في السماء.. 

استعراض “مخيف” للأسلحة، مشهد مهيب يوحي بالقوة والردع، ووسط ثالوث نووي موجهًا نحو الغرب، فيغدو السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح: ما الهدف الحقيقي من وراء هذا العرض العسكري الصيني؟

أكثر من 10 آلاف جنود يشاركون في العرض العسكري

بحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية، فإن العرض العسكري في الصين، يهدف إلى إرسال رسالة مفادها أن رؤية الرئيس الصيني، شي جين بينج لنظام عالمي جديد مع وجود بكين على القمة سوف تكون مدعومة بأسلحة عالية التقنية، تبدو في كثير من الحالات، متقدمة على منافسيها، واصفة عرض الأسلحة بـ"المخيف".

إظهار نفوذ شي 

أما صحيفة “الجارديان” البريطانية، نقلت عن مصادرها قولهم، إن الهدف الحقيقي من العرض العسكري، هو إظهار نفوذ “شي” على الدول التي تعتزم إعادة تشكيل النظام العالمي بقيادة الغرب.

وقال ألفريد وو، الأستاذ المشارك في كلية لي كوان يو للسياسات العامة في الجامعة الوطنية في سنغافورة للجارديان: "إن شي جين بينج يحاول إظهار أنه قوي للغاية، وأنه لا يزال قويًا ويحظى باستقبال جيد في الصين".

وأضاف ألفريد، أن شي عندما كان مجرد قائد إقليمي، كان يُعجب ببوتين، ويرى فيه القائد الذي يُمكنه التعلم منه، والآن هو قائد عالمي.

تعزيز القوة 

من جهته، أشار الباحث في معهد الدراسات المتقدمة في آسيا بجامعة طوكيو، ليم تشوان تيونج، إلى أن الغرض الأساسي من "المشهد المؤقت" هو تعزيز قوة شي وقوة الحزب الشيوعي الصيني.

وأوضح "أن الاحتفال بالذكرى 80، لا يتطلب بالضرورة عرضًا عسكريًا"، لافتًا إلى أن الصين بدأت في الاحتفال بهذا التاريخ منذ 10 سنوات فقط، وبجزء بسيط من الميزانية.

وتابع: "معظم القادة الحاضرين، المدعوين منهم، ليسوا حاضرين لدعم إحياء الصين للذكرى الـ80 لانتصار الحرب العالمية الثانية، إنهم حاضرون لإعطاء الصين وجهها، ولقادتها، ولتجنب الإضرار بالعلاقات الثنائية".

عرض مبيعات للأسلحة الصينية 

لكن شبكة "بي بي سي" البريطانية، ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث لفت محلل الدفاع ألكسندر نيل، إلى أنه مع دعوة زعماء أكثر من 20 دولة إلى هذا الحدث، كان عرض الأسلحة والدبابات بمثابة عرض مبيعات ضخم للأسلحة الصينية للمشترين المحتملين.

ووفقًا لـ“بي بي سي” فأإنه من المعروف أن بعض الدول المشاركة، مثل ميانمار، تشتري كميات هائلة من الأسلحة الصينية، لكن فرصة البيع لعملاء جدد أو زيادة الطلبات هي وسيلة تنتهجها الحكومة الصينية لتوسيع نفوذها عالميًا، كما يشير الخبير العسكري مايكل راسكا.

وأوضحت أن من بين العملاء الرئيسيين كان أولئك الذين كانوا واقفين في المقدمة والوسط مع شي، والمتمثلين في فلاديمير بوتين وكيم جونج أون، حيث شكل الثلاثة جبهة موّحدة، وساروا معًا إلى العرض وصعدوا إلى المسرح.

كيم وشي وبوتين خلال العرض العسكري

وأوضح نيل: "أن وجود بوتين وكيم إلى جانب شي في العرض العسكري، بعث برسالة قوية إلى الولايات المتحدة مفادها أنه إذا أرادت أمريكا تحديهم حقًا فإن ذلك يعني محاربتهم في عدة مسارح محتملة في نفس الوقت، شبه الجزيرة الكورية، ومضيق تايوان، وأوكرانيا".

search