الأحد، 07 سبتمبر 2025

04:22 ص

120 دقيقة في البئر.. مدير مدرسة يخاطر بحياته لإنقاذ كلب بالأقصر

عبدالراضى نوبي

عبدالراضى نوبي

الأقصر:احمد العطيفي

A .A

لم يكن يعلم الحاج عبدالراضي النوبي حسن، مدير المدرسة المتقاعد من قرية الرياينة بمركز أرمنت غرب الأقصر، أن نباحًا متقطعًا في إحدى الليالي سيقوده إلى موقف إنساني سيُحفر في ذاكرة قريته طويلًا.

في البداية، سمع الرجل صوتًا متقطعًا لكلب بدا كأنه يلهو بين الحقول، فاعتقد أنه أمر عابر. لكن مع حلول اليوم التالي، عاد الصوت أضعف وأكثر استغاثة، وكأن صاحبه يستنجد في لحظاته الأخيرة. هنا تحركت مشاعر الرحمة داخل الرجل الذي قضى سنوات عمره في تربية الأجيال وتعليمهم، فقرر أن يبحث عن مصدر الصوت.

رحلة البحث 

بمساعدة أحفاده الصغار، بدأ “الجد المربي” رحلة البحث. وبعد دقائق من الإصغاء والتيه بين الحقول، قادهم الصوت إلى بئر مياه مهجورة وسط الأراضي الزراعية. وهناك، كان المشهد مؤلمًا، كلب ضعيف يترنح داخل البئر، وانهكه الجوع والعطش بعد يومين كاملين من الاحتجاز .

ساعتين كاملتين 

لم يتردد عبدالراضي النوبي لحظة، وألقى بنفسه في مهمة شاقة استمرت أكثر من ساعتين كاملتين. كان يحاول بكل ما يملك من قوة، تارة يمد يده، وتارة يستعين بالحبال، فيما يتابع أحفاده المشهد بقلوب خائفة وأعين دامعة. ومع كل محاولة، كان صوته يتعالى: “أصبر مش هسيبك”.

الاستعانة بأهالى القرية 

لكن المهمة لم تكن سهلة، فالبئر عميق وجدرانه زلقة، ومع تقدم الساعات بدأت قواه تضعف، فاستغاث بأهالي القرية. هرعوا لمساعدته، وبالتكاتف أخيرًا تمكنوا من إخراج الكلب المنهك، وسط صيحات الفرح والارتياح وكأنهم أنقذوا نفسًا بشرية.

كان المشهد الأخير مؤثرًا؛ الكلب يلهث بشدة، ثم يقترب من الرجل الذي أنقذه، يهز ذيله ويضع رأسه بين قدميه، في لحظة وفاء صامتة عكست معنى الرحمة في أبهى صورها.

search