الخميس، 11 سبتمبر 2025

10:44 م

تعليم بلا قراءة وكتابة.. من المسؤول عن "أُميّة طلاب الابتدائي"؟

تعسر اتقان القراءة والكتابة في المدارس

تعسر اتقان القراءة والكتابة في المدارس

أسامة جمال

A .A

تسببت تصريحات مساعد وزير التربية والتعليم لشؤون التقويم التربوي، الدكتور محمد رمضان، حول نجاح الوزارة في التغلب على تعثر قرابة نصف طلاب الصفوف الأولى بالمرحلة الابتداية، في إتقان مهارات الكتابة والقراءة، في فتح النار على سنوات من التراخي والإهمال داخل منظومة التعليم.

عدم اتقان طلاب الابتدائية القراءة والكتابة

تصريحات رمضان، بأن 45% من الطلاب حتى الرابع الابتدائي، “199 ألف طالب"، كانو لا يجيدون القراءة والكتابة فتح الباب أمام تساؤلات عديدة، أبرزها، كيف استطاع هؤلاء الطلاب تجاوز الصفوف التي حصلوا على شهادات النجاح بها ومن المسؤول؟.

مساعد وزير التربية والتعليم لشؤون التقويم التربوي، أكد أن برنامج تنمية مهارات اللغة العربية حقق نتائج مبهرة بعكس النتائج التي كانت موجودة قبل إطلاقه رسميًا، بوجود 45% من التلاميذ لم يكن لديهم مهارات القراءة والكتابة في الصف الرابع الابتدائي، وهذه كانت نتيجة صادمة، حسب قوله خلال احتفالية انتهاء المرحلة الأولى من برنامج مهارات القراءة والكتابة، يوم الإثنين الماضي.

خطوة الجريئة

ووصفت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب الدكتورة حنان حسني إعلان وزارة التعليم بأن 45% من طلاب المرحلة الابتدائية حتى الصف الرابع كانو لا يجيدون مهارات القراءة والكتابة، بالخطوة الجريئة.

وأضافت حسني، في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، أن ما بدر إلى الأذهان عند وقوع كلمات مساعد الوزير لشؤون التقويم التربوي، كيف وصل هؤلاء الطلاب إلى الرابع الإبتدائي، دون اتقان القراءة والكتابة، ومن المسؤول عن هذا التقصير، الطالب أم الوزارة أم المدرسة.

من يتحمل المسؤولية؟

وحمّلت النائبة حنان حسني، المدرسة المسؤولية الأولى، حيث يستوجب على المدير متابعة أداء المدرس في الفصل، بالإضافة إلى التشديد على الحضور بالمدارس، لافتة إلى أن الوزاراء السابقين تقع عليهم المسؤولية الكبرى في هذه الصدمة.

الدكتورة حنان حسني يشار
الدكتورة حنان حسني يشار

وأضافت أن المسؤولية لم تقتصر فقط على المدرسة بل الأسرة في المنزل، التي عليها إجباره على الالتزام بالحضور للمدرسة، لافتة إلى أن بعض الأسر تستخرج للطالب شهادات مرضية للتهرب من الحضور بالمدارس.

التزام الطلاب بالحضور

وأضافت حسني، أن الخطوة الأولى لإصلاح منظومة التعليم بالمدارس هو التشديد على التزام الطلاب والمعلمين بالمدارس، لافتة إلى أن نسب الحضور التي تعلن عنها الوزارة غير حقيقية، وهناك تلاعب من المدارس بها للحصول على رضاء الوزير.

وأشارت إلى أن نجاح الطلاب وصعودهم إلى الصفوف الأعلى وصولا للرابع الابتدائي رغم عدم اتقانهم القراءة والكتابة، لايختلف كثيرا عن التلاعب في نسب الحضور بالمدارس، وذلك هربا من مواجهة الاتهامات بالتقصير إذا كانت نسب الرسوب مرتفعة.

مبادرات مؤقتة أو تغييرات غير مدروسة

من جانبه قال الدكتور فريدي البياضي، عضو مجلس النواب، ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي: “أتمنى لو كان ما نُشر عن نجاح برنامج تنمية مهارات اللغة العربية خبرًا حقيقيًا، لأننا جميعًا ندرك حجم القصور في مستوى التعليم، وخاصة في القراءة والكتابة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية".

الدكتور فريد البياضي

وأضاف البياضي في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، أن العلاج لمثل هذا القصور في عدم إتقان الطلاب مهارات القراءة والكتابة، لا يكون عبر مبادرات مؤقتة أو تغييرات غير مدروسة، ولا بفرض أنظمة جديدة على الأهالي والطلاب.

العجز الكبير في أعداد المعلمين

وتابع: "العلاج الجذري يبدأ أولًا من سد العجز الكبير في أعداد المعلمين، الذي تجاوز نصف مليون معلم، ثم رفع كفاءة المدرسين بالتدريب الجاد والمستمر، وتحفيزهم بمكافآت عادلة تعكس قيمة رسالتهم، ودون ذلك، ستبقى كل البرامج مجرد مسكنات لا تعالج أصل الأزمة التعليمية في مصر”.

search