لماذا جادل بنو إسرائيل؟!
قصة البقرة في سورة البقرة ليست مجرد حكاية عن ذبح بقرة، بل هي مرآة لطبائع البشر حين يغلب عليهم الجدل بدل الطاعة، والمماطلة بدل المبادرة.
الله أمرهم بأمر بسيط: اذبحوا بقرة. لو أطاعوا مباشرة لانتهى الأمر سريعًا، لكنهم بدأوا في سلسلة من الأسئلة، كل سؤال يجر وراءه تضييقًا أكبر، حتى صارت البقرة التي يبحثون عنها نادرة الوجود، ثمينة الثمن، شاقة المنال.
الحكاية تحمل أكثر من رسالة:
1. الجدل يضيع الوقت ويزيد المشقة
كثرة الأسئلة لم تكن بحثًا عن الحق بقدر ما كانت هروبًا من التنفيذ. وهكذا نحن أحيانًا، نغرق في “لماذا” و”كيف” و”متى”، بينما المطلوب خطوة بسيطة إلى الأمام.
2. من يتهرّب من الطاعة يجد نفسه أمام تكاليف أعقد
الأمر في بدايته كان سهلًا، لكن تعنتهم جعل الطريق أصعب. كأن الله يعلّمنا: إذا شددت على نفسك بغير داعٍ، شدد الله عليك.
3. الحق لا يُعرف بالجدل، بل بالعمل
لم يُكشف القاتل إلا بعد أن ذُبحت البقرة فعلًا. أي أن الحقيقة لم تظهر إلا بالطاعة والتنفيذ، لا بالثرثرة ولا بالاعتراض.
4. القصة دعوة لتليين القلوب
“ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة”. القصة لم تكن عن البقرة بقدر ما كانت عن قلوب بشر اعتادوا الجدل حتى صار الامتثال عندهم أثقل من الجبال.
الدرس لنا اليوم
كم مرة نعرف الصواب لكن نؤجله بحجج واهية؟ كم مرة نُكثر الكلام والتحليل والجدل بدل أن نفعل ما هو صحيح وبسيط؟
قصة البقرة تُذكّرنا أن الدين ليس مساحة للمراء العقيم، بل للطاعة والعمل. أن الحكمة ليست في الأسئلة المتكررة، بل في أن نفعل ما أمرنا الله به بصدق وطمأنينة.
إنها رسالة لكل واحد فينا:
• لا تُضيّع حياتك في جدالات لا تُثمر.
• لا تؤجّل الخير بحجة أنك “تحتاج تفاصيل أكثر”.
• ولا تنسَ أن البساطة في الطاعة هي أقصر طريق إلى الرضا والسكينة
الأكثر قراءة
-
حضّانات وأجهزة أكلها التراب، محافظ الأقصر يتفاجأ بكارثة داخل مركز طبي ويصدر قرارًا فوريًا
-
بسبب الشبورة المائية، غلق طريق الإسكندرية القاهرة الصحراوي
-
ويأخذني الحنين إليك كلَّ ليلة، فأعرف أنه لا مفر منك إلا إليك
-
مواعيد مباريات اليوم الخميس والقنوات الناقلة
-
متى الجمعة البيضاء؟، تخفيضات تصل إلى 70%
-
"محدش يظلمها"، أول تعليق من عصام صاصا بعد انفصاله عن جهاد أحمد
-
يبدأ خلال ساعات، ماذا تعرف عن الصمت الانتخابي؟
-
القضاء ينصف مواطنًا بالأقصر، استرداد أموال وفوائد وتعويض بعد تحويل إلكتروني بالخطأ
مقالات ذات صلة
حتى ُتزهر الديمقراطية عندنا
20 نوفمبر 2025 08:32 ص
لماذا نحتاج إلى بيت الطاعة؟!.. اختبار أخير قبل الرحيل
16 نوفمبر 2025 10:24 ص
الطلاق.. حين يصبح القرار الصعب هو أصدق أشكال الرحمة
12 نوفمبر 2025 10:55 ص
حب إيه؟ حين يحتفل المجتمع بما لا يعرفه
04 نوفمبر 2025 01:07 م
المتحف المصري الكبير.. حين تستيقظ الذاكرة ويبتسم التاريخ
03 نوفمبر 2025 10:56 ص
كيف تتعامل بوعي مع الشخصية النرجسية؟
28 أكتوبر 2025 02:26 م
حين يَسُمّك بكلمة ويتلذذ بإيذائك
22 أكتوبر 2025 11:14 ص
توفيق عكاشة.. بائع الوهم وباثّ السم في العسل
20 أكتوبر 2025 04:04 م
أكثر الكلمات انتشاراً