الجمعة، 19 سبتمبر 2025

12:43 ص

"نسيت إني صحفي".. تامر مجدي يروي لحظة اغتيال اللواء نبيل فراج

تحت وابل كثيف من الرصاص وصخب المعركة، استعاد تامر مجدي، كبير مراسلي موقع تليجراف، أصعب اللحظات التي عاشها خلال عمله الصحفي، وهي لحظة اغتيال اللواء نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة آنذاك، أثناء موقعة كرداسة في عام 2013، حين واجهت قوات الأمن واحدة من أعنف المعارك ضد الجماعات الإرهابية.

عشوائي وكثيف

وخلال الفيلم الوثائقي "أبطال كرداسة.. حتى لا ننسى الحكاية"، تحدث مجدي، بصوت يملؤه الحزن والفخر، قائلاً إن المنطقة التي وقعت فيها الاشتباكات كانت المدخل الرئيسي الكبير المؤدي إلى قلب كرداسة، حيث كان على القوات التقدم منه وسط ظروف محفوفة بالمخاطر.

وأوضح أن هناك مبنيين مرتفعين يقعان على جانبي الطريق، تحصن بداخلهما الإرهابيون، الذين أطلقوا وابلًا من الرصاص الحي بمجرد دخول القوات.

وأضاف: "كان الهجوم عشوائيًا وكثيفًا بشكل لا يُصدق، كنا لا نعرف من أين يأتي الرصاص، لكنه كان ينهال علينا من كل اتجاه، كان هدفهم إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر".

لحظة استشهاد اللواء نبيل فراج

روى مجدي، اللحظة الأصعب في مهمته الصحفية، قائلاً: "بينما كنت في بث مباشر أنقل ما يحدث، فوجئت باللواء نبيل فراج يسقط أمامي أرضًا، بعد أن أصيب بطلق ناري غادر. 

"في تلك اللحظة نسيت تمامًا أنني صحفي، وانطلقت نحوه محاولًا إنقاذه، غير آبه بالخطر المحدق بي أو بالرصاص الذي كان يحيط بنا من كل جانب"، حسبما قال.

وأضاف بصوت متأثر: "كان المشهد يفطر القلب، كان اللواء يقود القوات في الصفوف الأمامية، مُصرًا على أن يكون أول من يواجه الخطر، لكنه ارتقى شهيدًا في ساحة المعركة، مضحيًا بروحه من أجل الوطن".

قميص ملطخ بدماء الشهادة

وختم مجدي حديثه، بكلمات مؤثرة، وهو يشير إلى القميص الذي كان يرتديه يومها، قائلاً: "ما زلت أحتفظ بنفس القميص الذي ارتديته في ذلك اليوم، والذي امتلأ بدماء الشهيد اللواء نبيل فراج، إنها دماء طاهرة، ذكرى لا تمحى من ذاكرتي، وشاهد حي على تضحيات رجال الشرطة في مواجهة الإرهاب".

search