الجمعة، 19 سبتمبر 2025

03:39 م

ماذا تريد إسرائيل من الترويج لاختراق حدودها بـ100 مسيرة عبر مصر؟

طائرات - أرشيفية

طائرات - أرشيفية

على مدار الساعات الماضية، دأب الإعلام العبري، على نشر مزاعم حول اختراق 100 مسيرة أجواء الأراضي المحتلة عبر الأراضي المصرية، وأن مصر باتت مصدر تهديد لإسرائيل، وذلك ضمن حملة دعائية تستهدف تشويه مصر.   

وقال الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور إسماعيل التركي، إن إسرائيل تدرك أن مصر تمثل حائط صد رئيسي أمام مشاريعها لتصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر رفض التهجير القسري أو عبر تمسكها بحل الدولتين، لذلك تسعى إسرائيل لتشويه صورة مصر أمام الرأي العام الإسرائيلي والدولي عبر الإيحاء بأنها مصدر تهديد أمني.

وأضاف تركي في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أنه من الواضح أن الاتهامات الإسرائيلية الأخيرة، والتي تزعم دخول 100 طائرة مسيّرة من الأراضي المصرية إلى إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، ليست مجرد رواية أمنية، وإنما خطوة محسوبة ضمن حملة دعائية تستهدف تشويه الدور المصري.

وأكد أن هذا الادعاء “الكاذب” ليس أكثر من ورقة ضغط سياسية، ووسيلة لتقويض الدور المصري الذي يقف بصلابة في مواجهة المخططات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها، من خلال شيطنة مصر، وإعادة رسم صورتها أمام المجتمع الدولي ليس فقط كطرف غير موثوق إنما تعدى الأمر لتصبح مصدر تهديد.

أهداف تل أبيب للترويج باختراق حدودها 100 مسيرة

وبشأن أهداف تل أبيب، أشار الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن إسرائيل تريد من خلال هذه المزاعم، تحقيق عدة أهداف، أولها الضغط على مصر، فمن خلال هذه الادعاءات، تسعى إسرائيل إلى خلق حالة من الابتزاز السياسي، والضغط لمحاولة دفع مصر لتخفيف مواقفها الرافضة للمخططات الإسرائيلية أو لتقليص دورها كوسيط رئيسي في المفاوضات وملف التهدئة.

وتابع تركي أن أحد الأهداف المهمة أيضًا هو التغطية على الفشل الأمني الداخلي، فإسرائيل التي تعيش أزمة أمنية وسياسية عميقة، لا سيما بعد عجزها عن تحقيق أهدافها المعلنة في غزة، تجد في هذه الادعاءات وسيلة لتحويل الأنظار عن إخفاقاتها، وتحميل أطراف خارجية مسؤولية “الثغرات الأمنية” كانت في وقت إيران وحزب الله وغيرها من الجماعات المسلحة والآن تريد الزج بمصر إلى هذا الفخ، وتبرير سقوط مزيد من القتلى في جيش الاحتلال.

وأوضح أن إسرائيل تحاول من خلال روايات كاذبة إعادة تعريف الدور المصري أمام الغرب من خلال زرع الشكوك في العواصم الغربية بشأن قدرة القاهرة على ضبط حدودها، بما يمس صورتها كطرف موثوق في ضبط الإقليم وإدارة التوازنات.

توقيت المزاعم الإسرائيلية

وفيما يتعلق بتوقيت هذه المزاعم، لفت تركي إلى أنها جاءت في وقت ترفض فيه مصر بشدة أي سيناريو لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وتعزز دورها الدبلوماسي في مجلس الأمن والمحافل الدولية ومع كل العواصم الدولية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومواجهة خطط إسرائيل.

وأشار إلى أن الرؤية المصرية لاقت قبولا كبيرا على المستوى الدولي، وبدأت الدول تتجه أكثر فأكثر للاعتراف بجرائم الاحتلال في غزة، لذا تحاول إسرائيل إضعاف الموقف المصري الرافض للتهجير وتشويهه أمام الرأي العام الدولي.

الإعلام العبري يزعم تسلل 100 مسيرة إلى إسرائيل عبر مصر

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، أفادت بأن أكثر من 100 طائرة مسيرة تسللت إلى الأراضي الإسرائيلية عبر مصر خلال الشهر الماضي، بعضها كان محمّلًا بالأسلحة.

وزعم تقرير لموقع “bhol” الإسرائيلي بأن هذه الطائرات المسيرة، التي دخلت من الجانب المصري، لم تُستخدم فقط لأغراض المراقبة أو التهريب، بل إن بعضها كان يحمل أسلحة، ما يُنذر بتحولها إلى وسيلة محتملة لتنفيذ عمليات هجومية مستقبلًا.

وفي المقابل، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، بصعوبة اعتراض معظم هذه الطائرات، لكنه أكد أنه يعمل على تعزيز قدراته الاستخباراتية وتطوير وسائل جديدة للتعامل مع هذا التهديد المتنامي.

من جهتها، أشارت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، إلى أن قوات الجيش وحرس الحدود تفشل في إحباط غالبية عمليات التهريب عبر الطائرات المسيرة، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي يخفي العدد الحقيقي للطائرات التي نجحت في اختراق الأجواء دون أن يتم رصدها أو إسقاطها.

وردًا على هذه التقارير، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "نحن على دراية تامة بتطور ظاهرة التهريب باستخدام الطائرات المسيرة، ونعمل عن كثب باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب والوسائل، بما في ذلك عمليات الرصد وجمع المعلومات والاستخبارات، ويجري التعامل مع هذه المسألة على مستوى القيادة بهدف تحسين الاستجابة العملياتية في المنطقة وتعزيز فاعلية المنظومة الأمنية على طول الحدود الجنوبية".

search