مصروفات اليوم الدراسي.. خلافات مادية تهدد استقرار الأسرة

الخلافات الزوجية بسبب مصاريف المدرسة
لم يكن أول يوم دراسي جديد خاليا من التوتر، إذ تحولت ساحة إحدى المدارس إلى مساحة للشكوى بين الأمهات، بعدما روت إحداهن أن زوجها أعطاها 30 جنيهًا فقط بدلًا من 50 كانت تحتاجها لمصاريف اليوم.
مشهد رصدته “تليجراف مصر”، لكنه يعكس أعباء اقتصادية وضغوطا أسرية كبيرة، إذ تحكي إحدى السيدات أنها دخلت في خلاف حاد مع زوجها صباح أول يوم دراسي بعدما أعطاها أقل من نصف ما كانت تحتاجه لتجهيز أبنائها وتوصيلهم إلى المدرسة.
غياب التخطيط قبل بدء الدراسة يخلق خلافات حادة
وأكدت الدكتورة إيمان عبدالله، استشاري العلاج النفسي، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن القلق المالي مع غياب التخطيط المسبق يجعل الخلافات أكثر حدة في مواسم الدراسة، موضحة أن بعض الأزواج يربطون قيمتهم بما يقدمونه ماديًا، ما يفاقم المشاجرات ويحوّلها إلى ساحة لتفريغ الغضب.

وأشارت الدكتورة إيما إلى أن الأطفال هم الضحية الأولى لهذه الخلافات، إذ تظهر عليهم أعراض متنوعة مثل القلق والتبول اللاإرادي والكوابيس، بينما تميل البنات إلى الانعزال والتعبير عن ضيقهن بآلام جسدية، في حين قد يلجأ الأولاد إلى العنف أو فقدان الشغف بالدراسة.
الصراخ أخطر من الضرب
وشددت الدكتورة إيمان على خطورة المشاجرات الصباحية تحديدًا، مؤكدة أن "الصراخ أخطر من الضرب" ويتركه أثرا نفسيا عميقا، خاصة إذا ارتبط بذكرى أول يوم دراسة.

ورأت إيمان ٱن الحل يكمن في الحوار المبكر بين الزوجين لتحديد ميزانية واضحة قبل بداية العام، وتنظيم الانفعالات داخل البيت، إلى جانب إشراك الأبناء في مناقشات بسيطة حول الأولويات، ليشعروا بالمسؤولية بدلًا من اعتبار أنفسهم سببًا في الخلافات، مؤكدة أن الأطفال يحتاجون إلى حضن وكلمة مشجعة مع بداية يومهم، لا إلى مشهد مشاجرة يظل حاضرًا في ذاكرتهم أكثر من أي درس يتلقونه في المدرسة.

الضغوط الاقتصادية تزرع العنف داخل الأسرة
ترى الدكتورة سوسن، أستاذة علم الاجتماعي، أن تزايد المتطلبات اليومية للأسرة في ظل محدودية الدخل يولد حالة من التوتر والقلق، ومع غياب القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية قد يظهر السلوك العدواني والمشاجرات المتكررة بين الأزواج.
وأوضحت أن الضغوط الاقتصادية لا تؤثر فقط على مستوى المعيشة، بل تمتد لتضعف العلاقات الأسرية نفسها، ما لم يقابَل ذلك بقدر من الوعي والثقافة لدى الطرفين.
وأشارت إلى أن غياب ثقافة الحوار داخل المجتمع يجعل الخلافات أكثر حدة، بخاصة في المناطق الريفية والعشوائية التي لا تتوفر فيها نفس مستويات الوعي الموجودة في المدن.
التعاون بين الزوجين هو الضمان الأساسي
وتابعت الدكتورة سوسن أن مشاركة الزوجة ماديا عند قدرتها يمثل جزءا مهما من الشراكة الأسرية، معتبرة أن التعاون بين الزوجين هو الضمان الأساسي لتخفيف حدة الأزمات.

وأوضحت سوسن أن الضغوط الاقتصادية غالبًا ما تتحول إلى عنف داخل الأسرة، وتزداد خطورتها مع وجود أطفال في مراحل عمرية مختلفة يحتاجون إلى رعاية متواصلة.
وأكدت الدكتورة سوسن أن نشر الوعي بثقافة المشاركة والحوار هو السبيل لإرساء الهدوء والاستقرار داخل الأسرة، بدلًا من ترك الضغوط المعيشية تتحول إلى مصدر للعنف يهدد تماسك المجتمع.

الأكثر قراءة
-
دعوى قضائية تطالب "إعمار مصر" بتنفيذ عقود "مراسي" وتعويض الملاك
-
أسوة بـ "الإجراءات الجنائية".. هل يعود قانون الإيجار القديم للبرلمان؟
-
30 سم في القلب.. حلاق ينهي حياة شاب بـ"مقص" في إمبابة
-
هل تزوجت سهير رمزي من سيد متولي طمعا في الملايين؟.. إجابة عمرها 38 عامًا
-
محمد الشيخ.. سينما الكرة في وادي دجلة
-
شهيد لقمة العيش بأسيوط.. مصرع عامل بناء سقط من الطابق الثامن
-
حين يؤجلنا القدر عن الوصول
-
خطوات الاستعلام عن نتيجة معادلة كلية الهندسة 2025

أخبار ذات صلة
من القصور لـ"الدقة والتقلية".. الأمير محمد علي يعد طبق الكشري في مطعم أبو طارق
22 سبتمبر 2025 12:16 ص
رغم فقدانه البصر.. شنودة حداد ألهم قريته رغم صغر سنه
22 سبتمبر 2025 02:19 ص
خبير يكشف كيفية حفظ خصوصية الصور الشخصية على تطبيقات الذكاء الأصطناعي
21 سبتمبر 2025 06:11 م
ممثل أمريكي يسخر من تعامل المصريين مع أفلام الرعب (فيديو)
21 سبتمبر 2025 04:43 م
"ودودة وغير متكلفة".. شاب يسرد تفاصيل زيارة ملكة إسبانيا لقايتباي (خاص)
21 سبتمبر 2025 09:04 ص
حفيدة الشيخ محمد رفعت: المحافظ رحب بنا ووعد بعدم المساس بمقبرة جدنا
21 سبتمبر 2025 05:13 ص
بجلابية وعمة وعصا.. الريس علي يزين مشهد زيارة ملك إسبانيا للأقصر (فيديو وصور)
21 سبتمبر 2025 12:26 ص
فقد أمه وحمل شقيقته على كتفه.. صرخة صغير تجسد وجع غزة في صورة
20 سبتمبر 2025 09:47 م
أكثر الكلمات انتشاراً