الإثنين، 22 سبتمبر 2025

09:42 م

الاعتراف بدولة فلسطين.. هل يتحول إلى ورقة ضغط على تل أبيب؟

الاعتراف بدولة فلسطين.. هل يتحول من خطوة رمزية إلى ورقة ضغط على تل أبيب؟

الاعتراف بدولة فلسطين.. هل يتحول من خطوة رمزية إلى ورقة ضغط على تل أبيب؟

أثارت خطوة الاعتراف بدولة فلسطين رسميًا من قبل كل من (كندا وأستراليا وبريطانيا) استنفارًا داخل إسرائيل، بينما وصفتها السلطة الفلسطينية بأنها “خطوة تاريخية”، معربة عن شكرها للدول الثلاث.

ماذا يعني هذا الاعتراف؟

يصف مراقبون فلسطين بأنها دولة "قائمة وغير قائمة" في الوقت نفسه، فهي تحظى باعتراف دولي واسع، وتمتلك بعثات دبلوماسية في الخارج، كما يشارك ممثلوها في المسابقات الرياضية العالمية بما فيها الألعاب الأولمبية، بحسب قناة "العربية".

غير أن استمرار الصراع “الفلسطيني - الإسرائيلي” يحول دون ترسيم حدود معترف بها دوليًا، رغم وجود قرار أممي يحدد تلك الحدود (حدود 1967)، كما أن فلسطين لا تمتلك جيشًا خاصًا بها، ولا اقتصادًا مستقلًا قادرًا على الاعتماد على نفسه، في ظل تحكم إسرائيل بكل شيء.

إلى جانب ذلك، لا تملك السلطة الفلسطينية سيطرة كاملة على الأراضي والسكان، بسبب الاحتلال العسكري الإسرائيلي.

لذلك، فإن الاعتراف بفلسطين يحمل طابعًا رمزيًا وسياسيا وأخلاقيًا، خاصة بعد الحرب المدمرة الأخيرة على غزة وما تبعها من تقارير أممية حول وقوع "إبادة" بحق المدنيين في القطاع، هذا الاعتراف يفتح الباب أمام تبادل السفراء وافتتاح سفارات، ويعزز حضور فلسطين في المحافل الدولية، كما يزيد الضغوط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تواجه انتقادات داخلية وخارجية.

هل الاعترافات تمثل ضغط على إسرائيل؟

وقال المستشار في الأمن القومي والعلاقات الدولية، اللواء محمد عبد الواحد: إن سلسلة الاعترافات بدولة فلسطين من قبل دول كبرى، كانت على تعاون وثيق مع إسرائيل، تمثل خطوة إيجابية في اتجاه ممارسة ضغوط دبلوماسية على تل أبيب، لكنه شدد على أن هذه الخطوة تظل ذات طابع رمزي أكثر منها طابع عملي، خاصة في ظل فرض إسرائيل أمرًا واقعًا على الأرض من خلال تدمير غزة ورفضها الاعتراف بدولة فلسطينية أو القبول بحل الدولتين.

اللواء محمد عبد الواحد

وأضاف “عبد الواحد” لـ"تليجراف مصر" أن الاعتراف رغم أهميته، يطرح تساؤلات جوهرية حول شكل الدولة الفلسطينية المرتقبة، متسائلاً: "كيف يمكن تصور دولة بلا عاصمة، وبلا حدود معترف بها، وبلا جيش، وقد تم تجريدها من سلاحها، بينما تبقى إسرائيل صاحبة السيطرة الكاملة؟"، مؤكدًا أن مثل هذا الاعتراف لا يتجاوز الرمزية في هذه المرحلة.

وشدد على أن تحويل الاعتراف إلى واقع ملموس يتطلب ضغطًا دوليًا واسعًا، وفي مقدمته ضغط من الولايات المتحدة الأمريكية، التي ينبغي أن تتخلى عن سياسة الدعم المطلق لإسرائيل، حتى تصبح فكرة الدولة الفلسطينية واقعًا يمكن لإسرائيل نفسها القبول به.

الاعتراف في الأمم المتحدة.. ماذا يعني؟

يشار إلى أن الاعتراف بدولة يكتسب قوته القانونية عندما تنضم بصفة عضو كامل في الأمم المتحدة، ووفق النظام الأممي، يتطلب الانضمام توصية من مجلس الأمن بأغلبية تسعة أصوات على الأقل، دون استخدام حق النقض (الفيتو) من أي من الدول الخمس الدائمة العضوية، ثم موافقة ثلثي أعضاء الجمعية العامة، وفقًا لشبكة “بي بي سي”. 

العضوية الكاملة تمنح الدولة حقوقًا كاملة، مثل التصويت وتقديم مشاريع القرارات والانضمام إلى أجهزة ومؤسسات الأمم المتحدة على قدم المساواة مع بقية الدول.

أما الاعتراف الصادر عن الجمعية العامة فقط، من دون قرار مجلس الأمن، فيعتبر رمزيًا، ورغم ذلك، تستطيع الجمعية العامة منح صفة "مراقب غير عضو" كما حدث مع فلسطين عام 2012، هذا الوضع لا يمنح حق التصويت، لكنه يسمح بالانضمام إلى بعض وكالات الأمم المتحدة مثل اليونسكو.

لماذا ترفض بعض الدول الاعتراف بفلسطين؟

رغم اعتراف 149 دولة بفلسطين كدولة، لا تزال دول رئيسية، على رأسها الولايات المتحدة، ترفض الاعتراف الرسمي، وترى واشنطن أن قيام دولة فلسطينية يجب أن يتم عبر مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، لا من خلال قرارات أممية.

وفي أبريل 2024، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد في تصريحات لها: “لا نرى أن إصدار قرار في مجلس الأمن سيوصلنا بالضرورة إلى مكان يمكننا أن نجد فيه مقترح حل الدولتين يمضي قدماً.”.

أما إسرائيل، فقد اعتبرت الخطوات الأخيرة بمثابة "جائزة لحماس"، ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قرار الجمعية العامة في أبريل بأنه "عبثي"، فيما اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتراف فرنسا بفلسطين "مكافأة للإرهاب"، كذلك، صرح وزير الخارجية جدعون ساعر بأن "الدولة الفلسطينية المقترحة ستؤول إلى حكم حماس".

search