السبت، 27 سبتمبر 2025

01:48 م

توصيات حبيسة الأدراج.. أزمة التجنيس تطارد أبطال الرياضة

 شروق وفا

شروق وفا

تجدد الحديث داخل الأوساط الرياضية المصرية عن ظاهرة "التجنيس" وهروب الأبطال إلى الخارج، بعدما هددت بطلة الشطرنج المصرية شروق وفا – المتوجة مؤخرًا ببطولة إفريقيا للسيدات 2025 للمرة الخامسة في تاريخها – رسميًا بتمثيل دولة أجنبية في البطولات المقبلة.

شعرت شروق، بما وصفته بـ"الإهمال والتجاهل الرسمي"، رغم إنجازاتها التاريخية التي رفعت اسم مصر في أكبر المحافل القارية والدولية.

شروق، التي كتبت اسمها من ذهب بألقابها المتعددة (2013، 2014، 2016، 2019، 2025)، أثارت صدمة واسعة عبر منشور على "فيسبوك" ألمحت فيه إلى إمكانية تغيير انتمائها الرياضي، في ظل ما وصفته بغياب الدعم والرعاية اللازمين لها.

أزمة شروق وفا

شروق وفا ترى أن إنجازاتها لم تقابل بالحد الأدنى من التقدير أو الدعم، مقارنة بما تعرضه دول أخرى من احتراف حقيقي ورعاية كاملة. 

وحسب مصادر مقربة منها، فإن شروق تلقت عروضًا فعلية من دول عربية وأوروبية لتمثيلها رسميًا، خاصة بعد تتويجها الأخير.

وتشير نفس المصادر إلى أن البطلة لم تحصل على مكافأة الفوز ببطولة إفريقيا حتى الآن، ولم تُكرم من قبل أي جهة رسمية، وهو ما جعلها تُفكر جديًا في اتخاذ خطوة قد تكون مؤلمة للجماهير المصرية، لكنها منطقية من وجهة نظرها بعد سنوات من الإنجازات بدون مقابل.

"الونش" أشعل القضية.. والرئيس يتدخل

تصريحات شروق وفا جاءت استمرارًا لعمليات التجنيس في الملاعب فهناك المصارع المصري إبراهيم غانم "الونش" الذي هرب من مصر ومثل فرنسا وتوج معها بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للمصارعة الرومانية، حيث أكد اللاعب في تصريحات مثيرة للجدل أن السبب وراء مغادرته للعب تحت علم بلد آخر هو تواجده في "منظومة فاشلة"، على حد تعبيره، مشيرًا إلى غياب التخطيط والدعم.

الضجة التي أحدثها تتويج "الونش" لفرنسا دفعت القضية إلى أعلى المستويات، حيث علّق الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيًا على الظاهرة، مشددًا على ضرورة تقديم كل أشكال الدعم لأبنائنا الرياضيين، حتى لا يُقال إننا فقدناهم لأننا لم نرعاهم كما ينبغي.

وأكد السيسي وقتها  في مؤتمر "حكاية وطن" أن الدولة ستدرس رفع مكافآت الأبطال في المستويات العليا، ومنحهم مزايا تحفزهم على البقاء تحت العلم المصري.

وبلغ عدد اللاعبين المصريين المجنّسين في آخر 5 أعوام 45 لاعبًا ولاعبة، توزّعوا بين الألعاب الفردية (24 لاعبًا بنسبة 54%) والجماعية (21 لاعبًا بنسبة 46%).  

وأرجعت بعض الإحصاءات التي أعلنتها وزارة الشباب والرياضة مؤخرًا أن الأسباب الرئيسية لهروب اللاعبين واللاعبات تعود إلى تهميش الألعاب الفردية إعلاميًا ومؤسسيًا، وضعف الموارد المالية للاتحادات، والإغراءات المادية الضخمة من الدول الأخرى، وغياب الرعاية الطبية والاحترافية، ونظرة المجتمع لرياضة المرأة، وتقييد فرصها.

وتصدّرت قطر والولايات المتحدة قائمة الدول المستقبلة للمجنسين المصريين، بنسبة 55.5% و20% على التوالي.

توصيات حبيسة الأدراج.. وبغدودة والشوربجي شواهد حية

رغم توصيات الوزارة، التي شملت إنشاء صندوق لدعم الأبطال، توقيع بروتوكولات مع القطاع الخاص، تعديل اللوائح، إصدار "جواز سفر رياضي"، وإشراك رجال الأعمال، إلا أن شيئًا منها لم يُنفّذ.

وهو ما أدى إلى تكرار حالات مثل: أحمد بغدودة الذي هرب من بطولة خارجية بسبب سحب جواز سفره وعدم صرف مستحقاته، ومحمد ومروان الشوربجي نجمي الإسكواش، اللذين واجها ما وصفاه بالإهمال مما أخرج أحدهما من صفوف المنتخب الوطني، وعمر محمد شتا بطل العالم في "الووشو كونغ فو"، الذي يفكر حاليًا في التجنيس أيضًا بعد تأكيده بحرمانه من الحوافز والامتيازات الدراسية.
 

search