الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025

12:05 ص

أعضاء مروة يسري.. مدعية البنوّة

لا تخلو الحياة بطولها وعرضها من القضايا المغلفة بالإثارة والغموض .. القضايا الـ"حراقة" التي ينتظرها الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ليتلقفها وينهم منها فهي وجبة دسمة "لٌقطة"تحوي الكثير من الأحداث والخيوط و القيل والقال والبهارات التي يعشقها "الزبون" من المتابعين.. قضايا لا تخرج من أوراق النيابة ولا حتى محاضر الشرطة.. قضايا جديدة تصنعها وسائل التواصل وتنفخ في نارها وتوجهها كما تريد .. أو مخطط لها!

 "تجارة الأعضاء" مادة مثيرة وسريعة الجذب وتصلح لصناعة أعمال درامية كثيرة تحقق  كثافة مشاهدة وتصلح أيضًا لدراما الـ"سوشيال ميديا" التي تتفوق على خيال أعتى ورش الكتابة ولأن هذه النوعية من القضايا تفتح الشهية فيلزم لصناعتها سيناريو محكم لتفجيرها كقنبلة بعيدة المدى وأول ركن في هذا السيناريو.. من الذي سيلقي بهذه القنبلة في وجوهنا؟ فعندما تسوقك الأقدار لشخص غير اعتيادي يعاني من خلل نفسي طبقاً لكل الشواهد فمؤكد هو عنصر رائع لتنفيذ العملية ليتم السيطرة عليه وتوجيهه عن بٌعد دون أن يدري فما بالك لو كانت تلك الشخصية المهتزة نفسياً مدعية بنوّة؟!

عبث متكامل يتجسد في شخصية تعاني من خلل نفسي واضح ادعت أنها ابنة الرئيس المصري الأسبق "محمد حسني مبارك" وربطت اسمها بلقب "بنت مبارك" لتزيد الحبكة وربطتها بشائعة قديمة عن زواجه من الفنانة "إيمان الطوخي" لتحكم حبكتها مستغلة التشابه من زوايا تصوير معينة بينها وبينهما.. ولمزيد من "التحابيش" تطل من خلال حسابات على منصات التواصل تروي حكايات تستعطف بها المتابعين وتزيد من عددهم وتصدِّر لهم أوهامها ليعيشونها معها وتزيد من "اللمة" حولها ليبدأ السيناريو ينتقل من مرحلة "الفَرشة" ويأخذ اتجاه آخر إلى الإثارة بمهاجمة أسرة الرئيس الأساق وتطالب بحقها في إثبات نسبها المزعوم وتدعي البنوّة غصب واقتدار و"كٌهن" ومسكنة حتى تصنع لها تياراً داعمًا..
ولإضافة حالة من التصديق على كلامها تختلق سيناريوهات موازية بحكايات هلامية عن أحداث بالأسماء في عصر الرئيس الراحل ليشعر المتابع أنه أمام المرأة الحديدية.

مع ارتفاع سخونة الأحداث تأتي الذروة بإلقاء القنبلة برواية جديدة عن تشكيل لـ"تجارة الأعضاء" وليبقى السيناريو متماسكًا وأكثر إثارة وجذبًا فيجب أن يكون أبطاله من الأسماء المعروفة ليقع الاختيار على لاعب كرة يعاني من المرض الخبيث ومتبقي من عمره فقط "الوقت الضايع" أما البطولة النسائية فتم الاستقرار على نجمة لامعة تعرضت لمشكلة قانونية بادعاء كاذب منذ سنوات طويلة وتم تبرئتها منه وهي صيد ثمين يسهل إلصاق التهمة به وقذفه إلى الجمهور لينهش فيه من كل اتجاه.

ربما كانت الأحداث مثيرة لكن السيناريو الهابط الذي يحمل ثغرات عديدة في وقت قصير أصبح كـ "المنخٌل" فلا توجد قضية في الدنيا بلا أوراق أو أدلة أو أي إثبات والسند الوحيد للمدعية هو "قالوله" وبعد أحداث ساخنة من الحكايات والتشويه والتدليس تقف "قالوله" أمام النيابة ثم القضاء عارية قانونًا بلا قصاصة ورق صغيرة حتى تدعم رواياتها المزعومة سواء "تجارة الأعضاء" أو النسب المزعوم لكنها تتمسك بـ"ادعاء البنوّة" هستيريًا.. وتبقى إجابتها على جميع الأسئلة عن مصادر معلوماتها ووثائقها وأدلتها ومستنداتها هي إجابة واحدة فقط.. "قالولي" وتهزي بأسماء أصحاب حسابات على منصة "تيك توك" هربوا عنها ولا تملك منهم معلومة موثقة بأي تسجيل كتابي أو صوتي.. أسماء عديدة حملَّتها "مروة" المسئولية بمدها بالمعلومات كان آخرها "أم إبراهيم قالتلي"! 

سيناريو هزلي انتهى إلى قضية فارغة بلا ورقة واحدة على منصة القضاء لتقضي المحكمة بحبسها عامين مع غرامة 100 ألف جنيه وتأييد الحكم بعد رفض الاستئناف بعد أيام قليلة بتهمة إنشاء حساب إلكتروني لارتكاب جريمة ولكن الأكثر هزلاً كان في جزء آخر من الأحداث في سيناريو العبث..

صراع أصحاب الأرواب السوداء على المدعية للدفاع عنها.. أعضاء "مروة يسري" من هيئة الدفاع عنها ممن امتهنوا مهنة المحاماة والتي تحمل في معناها الأصيل "الحماية" بحماية الحق والعدل فكيف كان هؤلاء الأعضاء يُفعّلون هذا المعنى في الصراع على قضية تحمل كل الخطايا القانونية من ادعاءات بلا أي سند أو دليل والتدليس  إلى "ادعاء البنوّة" من رئيس راحل وفنانة شهيرة وإصرارهم الغريب على إلصاق التهمة بفنانة أخرى تشارك بالتواجد على نفس المنصة دون تقديمهم أي دليل على ادعاءاتهم سوى التدليس ببعض المنشورات والترويج بها لادعاءاتهم في صراع محتدم على الـ "تريند" بشكل فج..

وهنا يجب أن نقف طويلاً أمام أسئلة تفرض نفسها بقوة وقد تكون بين إجاباتها مفاتيح لأبواب مغلفة عن عمد..

  • لماذا تشكلت هيئة دفاع عن المدعية وهي لا تعني أحداً وليس لها أية صفة أو قيمة سوى أنها تجلس أمام كاميرا هاتفها تهزي لساعات وتدخل في صراعات وهمية في بث مباشر لكسب الأموال في لعبة قذرة لغسيل الأموال .. فمن وراء تشكيل هيئة دفاع لها استكمالاً للسيناريو الهزلي الذي بدأته مسبقاً؟
  • لماذا تصارع أعضاء هيئة الدفاع نفسهم على "مروة" بقفزات يسابق كل منهم بها لتحقيق أعلى نسب مشاهدة وتصدر المشهد وإصرار كل منهم أنها موكلته هو؟ فهناك من يهوى ركوب الخيل .. وهنا من يهوى ركوب الـ "تريند"!
  • لماذا تشكلت هيئة الدفاع بواجهات بصبغات "الجماعة" وهذا التناحر على إثبات صحة ادعاءات بلا أي دليل حتى ولو بالإشارة؟!
  • لماذا يصر أحدهم على الانفراد بالصدارة وتأليب المتابعين على القضاء والنيابة ومؤسسات الدولة ليصل إلى نقطة مهمة في السيناريو وهي السخط على مؤسسات الدولة والقضاء وزعزعة الثقة والتشكيك  الدائم والإيحاء دائماً بأنها ضحية مؤامرة كبرى وأن هناك ستار وخلفه من يتعمد طمس حقائق معينة والقضاء على المدعية و"تظبيط القضية"؟!
  • كيف استطاع محامي قضية المنقولات للمدعية الإطاحة بهيئة الدفاع والانفراد بالدفاع عن موكلته؟!
  • تفاصيل تكوين لوبي في أمريكا من أحد الهاربين المنتمين للجماعة الإرهابية لإثبات النسب المزعوم لصالح المدعية أمام القضاء البريطاني من طرف واحد بخطة شيطانية مستغلًا ثغرة قانونية وارتباطه بعلاقات مع أسماء هاربة شهيرة وظهوره الدائم معهم على القنوات التابعة لهم.. ما هي العلاقة المريبة بين هذا المخطط وبين القضية المزعومة وتبعاتها؟!

ويبقى السؤال الأهم.. من يحاسب هؤلاء؟! من يطهر مهنة المحاماة نصيرة الحق والعدل مِن مَن يخالفون رسالتها ويستبدلونها بتجارة فاسدة ببضاعة فاسدة.. وعمدًا؟!

قانوناً هناك تهمة البلاغ الكاذب.. ويجب أن تكون هناك أيضاً تهمة "الدفاع الكاذب".

أخيرًا.. أيها الحق والعدل والدفاع.. كم من الجرائم ترتكب باسمكم.. من أبنائكم!   

title

مقالات ذات صلة

search