الإثنين، 22 ديسمبر 2025

04:26 ص

محمد صبحي .. فارس بـ جواد في عصر الأوغاد

اتفقت أنا وزوجتي أن نربي أبناءنا على الأخلاق والقيم لنقدمهم للمجتمع  أباً عظيماً وأماً فاضلة ولكننا اكتشفنا أننا في مجتمعنا من يفسد ما زرعناه فيهم .. وهؤلاء .. عليَّ أن أربيهم أولاً

كلمات ناجزة ولكنها عميقة اختار أن يبدأ بها الفنان الكبير "محمد صبحي" الجزء الثاني من مسلسل "يوميات ونيس" الذي تربى على حلقاته أجيال ومستمر في دوره لأجيال قادمة .. كلمات اختارها بعناية ودقة في عام 1995وكأنه يستقرئ المستقبل البعيد بعدما التقطت عينيه الثاقبتين طرف خيط الانفلات مبكراً .. كلمات "صبحي" الذي ينتقيها من أفكاره وينمقها في جُمل صائبة مؤثرة هي في الحقيقة وصفاً تشريحياً لما نلاقيه اليوم في 2025 ومستمر متطوراً للأسوأ مستقبلاً .…

“ ولكننا اكتشفنا أننا في مجتمعنا من يفسد ما زرعناه فيهم .. وهؤلاء .. عليَّ أن أربيهم أولاً”

هذا ما نعانيه تماماً من وجود عناصر فاسدة انتشرت في جسد المجتمع تهدف إلى إفساده وتقف في طريق أية محاولة لأن يَصِح .. توقف عندهم "ونيس" مكتفياً بالإشارة إليهم بـ "هؤلاء" ولم يُعرِّفهم لكنهم بكل فُجر يُعرِّفون أنفسهم للجميع بإظهار مواصفاتهم من الحماقة والدناءة والرذالة والعقول الضعيفة …

إنهم الأشرار المنحطون أخلاقياً .. إنهم "الأوغاد"!

للأسف اتسعت رقعة "الأوغاد" التي يتحركون فيها وأصبحوا يعيثون في أرض المجتمع فساداً بل أصبحوا يطلون علينا عبر وسائل الإعلام المختلفة .. هؤلاء "الأوغاد" يجلسون أمام الكاميرات ويخاطبون عقول الجماهير ووعيهم عبر الشاشات يقذفونهم بقمامة أفكارهم بحرية كاملة دون رقيب ولا رادع فدائماً من يأمن العقاب يسيء الأدب!

قدر النجم "محمد صبحي" أن يصبح رمزاً فتاريخه المشرف في تربية الأجيال يكفل له هذا الوضع الراقي في صفحة مستقلة باسمه بكتاب التاريخ تحمل عنوان "فارس بـ جواد" فهو في الحقيقة فارس نبيل يدافع دائماً عن شرف الإنسان في فطرته التي خلقها الله عليها .. يبحث دائماً عن النسخة الأفضل .. يهدف دائماً لمحاربة كل ما هو مبتذل يصيب الإنسان ومنه المجتمع بالتشوه عن الفطرة .. لا يطمح "صبحي" في الجلوس على عرش "يوتوبيا" المدينة الفاضلة .. ولكنه يسعى دائماً أن يكون في الطريق "ونيس" .. "أبو الفضل" الذي يضيء لك كشافاً تجاه الفضائل فتنتبه لطريقك قبل أن تصل إلى نهايته.

قدر "محمد صبحي" أن يكون مؤمناً بمبادئ وقيم وأخلاق تجعل اسمه لا يحتاج أن يسبقه لقباً أو تعريف فيكفي أن تنطق "محمد صبحي" ليبقى ترجمة لكل المعاني الأصيلة والمحترمة وكل الفضائل حتى لو كان هذا الاسم لشخص آخر فسيحضر أمامك الأصل وينعم الشخص الآخر بهيبة ونقاء صاحبه .. وفي المقابل هناك قدراً معاكساً وهو رؤية هؤلاء من معدومي الأخلاق والفضيلة فيخرج عليه بين فترة وأخرى هؤلاء "الأوغاد" بما يحملون من صفاتهم ويعلنون الحرب ولكن في كل مرة يخذلهم "الفارس" بأخلاقه التي يعدموها ويرفض أن يغوط معهم في وحلهم ويتركهم يصيحون بما تعفن بداخلهم مبتعداً عن ساحة تناسبهم ولا تليق به فيعمل دائماً بالحكمة الشهيرة التي تقول "لا تصارع خنزيراً في الوحل فيستمتع هو .. وتتسخ أنت".

في كل محاولة للانتقام من "محمد صبحي" وفي اللحظة التي يتصور فيها "الأوغاد" أنهم اختطفوا المعركة .. يخرج "أبناء ونيس" جيشاً حصيناً ينتصر في بداية معركة محسومة ولكن ..

لماذا الترصد دائماً للانتقام من "محمد صبحي"؟

الحقيقة أنه ليس انتقاماً شخصياً ولكنه انتقام من "الرمز" .. الحرب على الأخلاق والفضيلة التي يتماسك بها المجتمع وهي مفاصله الرئيسية وقدر "صبحي" أن يكون رمزاً لها صنعته سنوات من الإخلاص في العمل الهادف فيجب التخلص من هذا الرمز الذي يقف عقبة أمام هؤلاء الآخرون .."كبار الأوغاد".

عملية "تكسير الرموز" هي جزء من حروب الجيل الرابع والأجيال المتقدمة .. "كسر الهيبة" لتمهيد الطريق لصناعة الفوضى وبدأت هذه العملية تحديداً عندما دخل "الأوغاد" بتخطيط كبارهم في أحداث 2011 واستخدموا أحذيتهم في ضرب صورة الرئيس الأسبق "مبارك" ثم رفعوها في الميادين أمام الشاشات رداً على كلمته .. وكانت البداية.

لا يخفى على أحد المؤامرة التي يقودها "المحفل" لحكم العالم ولا تخفى على أحد "بروتوكولات حكماء صهيون" التي كشف عنها "محمد صبحي" في مسلسله "فارس بلا جواد" وتهدد مسلسله بالتوقف ومنع العرض لولا تدخل رئيس جهاز المخابرات وقتها "عمر سليمان" حتى أن مبيعات هذا الكتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" كسرت السقف مع نهاية عرض المسلسل وتحولت لمبيعات خيالية في حالة فريدة من نوعها وكان الإقبال الأكبر من الشباب فأصبح منذ تلك اللحظة "محمد صبحي" عدواً واضحاً صريحاً لهم ولن يغفروا فضحه لخططهم المستقبلية طوال الوقت حتى اللحظة ومحاربتهم في أعماله ولكن .. هل اهتم أحد بالبحث في هذه النصوص في ظل هذا العبث الدائر في السنوات الأخيرة؟!

بالرجوع إلى البروتوكول "السابع عشر" نصاً نجد أصل الحكاية …

“ما يصح قوله الآن أن تستمر صحافتنا المعاصرة في شن حملات النقد اللاذع على الدول في أعمالها وعلى الأديان .. وينبغي أن تكون لهجة الحملات بالغة حد العنف خارجة عن آداب الخطاب حتى تتواطأ الوسائل كلها في إضعاف الهيبة وتهشيمها وهذا الأسلوب لا يتقنه إلا النابغون من رجال قبيلنا المخصوص بالمواهب”

فإذا عرف السبب .. بطل العجب من ظهور "أراجوزات" على الشاشة تتطاول وتسيء الأدب خدمة لكبارهم المحركين وتصويب نيرانهم تجاه "محمد صبحي" تحديداً وربما يكون "الوحيد" فهؤلاء "الأوغاد" بما يحملونه من صفاتهم "مستخدمون"  ..

وبالرجوع لنفس البروتوكول "السابع عشر" نصاً …

"ولقد خدعنا الجيل الناشئ من الأمميين وجعلناه فاسداً متعفناً بما علمناه من مبادئ ونظريات معروفة لدينا زيفناها له .. ولكننا نحن أنفسنا الملقنون لها .. ولقد حصلنا على نتائج مفيدة خارقة من غير تعديل فعلي للقوانين السارية من قبل .. بل بتحريفها في بساطة وبوضع تفسيرات لها
لم يقصد إليها مشترعوها".

كيف يرفض "صبحي" أن يتنازل عن المبادئ ويقبل حفنة دولارات ويبيع نفسه وتاريخه؟

كيف يرفض "صبحي" أن تٌكسر عينه وأن "يطاطي"؟

كيف يرفض "صبحي" أن يترك تمسكه بوطنيته ونخوته والفضائل؟

الحقيقة أن "محمد صبحي" شخصاً بكل ما يحمل من ترجمة لمعانٍ نبيلة هو "عقبة" في طريق "كبار الأوغاد" وهذا قدر آخر .. قدر المحارب.

"محمد صبحي" محارباً صلباً متحصن بإيمانه وبمبادئه .. قد يبدو "فارس بلا جواد" نسبة لمسلسله لكن الحقيقة أن "محمد صبحي" بأخلاقه "فارس بـ جواد" وجواده إيمانه بمبادئ لا تتجزأ ويبقى في النهاية …

"محمد صبحي .. فارس بـ جواد في عصر الأوغاد" .. وهؤلاء "الأوغاد" في مزبلة التاريخ.

title

مقالات ذات صلة

search