الأحد، 09 نوفمبر 2025

12:10 ص

فؤاد ودماغه.. والدوبلير!

عندما يصنع منك القدر نجماً كبيراً له وضعه وثقله وجمهوره العريض خلفه طوال مشواره حتى لو قررت أن تركن صوتك في "الجراج" ويظل هذا الجمهور يدعم بكل قوته ويظل هو الدافع الأول لتضطر أن تقدم له الجديد فيجب أن تعلم أنها مسئولية كبيرة يلزم أن تتحملها وتكون على قدرها وتحقق لهذه الجماهير الغفيرة الحد الأدنى من طموحها فيك.. أن تسمع صوتك!

"محمد فؤاد" حالة فنية خاصة جداً بخلاف أنه مرادف صريح لابن البلد و"جدعنته" وقربه من شكل وتفاصيل الناس العادية.. "فؤاد" هو النجم الأول والوحيد تقريباً الذي يحتفظ بنجوميته بالرغم من عدم تقديمه لأي جديد حقيقي يلبي رغبات جمهوره الفنية منذ 15 عاما حتى اللحظة.. ومع ذلك يستمر الجمهور في الهتاف باسم "فؤش" أمام نجاحات غنائية لزملائه ومنافسيه.. ويستمر الجمهور أيضاً في التوسل إليه أن يركب معهم قطار النجاح ويقدم أغنيات جديدة تزيد من رصيده الفني ورصيده عندهم أيضاً..

يستمر الجمهور "يشحت" صوت "محمد فؤاد"!

الغريب العجيب أنه في الوقت الذي يقرر "فؤش" تلبية نداء الجماهير وقبل الانتهاء من ألبومه الذي ذُل الجمهور في انتظاره يصدم "فؤاد" الجميع وأولهم منتجه الذي قرر الإنتاج له حباً فيه ويرمي ألبومه ويتركه للمنتج بعد تكبيده ملايين الجنيهات في شراء الأغنيات التي اختارها بنفسه و"دماغه" ويدخل معه في خلاف لا يستوعبه عقل والسبب كما كشفه منفرداً الصحفي المخضرم "خالد شاهين" أن هناك من المقربين للنجم "لعب في دماغه" وأقنعه أن كل الأسماء التي تعاون معها في ألبومه هم دعائم نجاح "عمرو دياب" فكيف سينسب النجاح لنفسه وهم سبب نجاح الهضبة.. 

وزاد من "اللعب في دماغه" بضرورة العودة للتعاون مع فريقه القديم الذي ساهم في نجاحه وكأن المطرب يجب أن يعمل مع مجموعة واحدة طوال عمره وصناع الأغنية ولا يصح لهم التعاون مع نجوم آخرين فيخرج "فؤاد" من الملعب وهو يشيح للمنتج "مش لاعب" والحجة أن الأغاني التي اختارها "فؤاد" بنفسه "مش شبه فؤاد"!

المثير للغضب والحسرة في نفس الوقت أن بعد تسريب أغاني الألبوم بجودة تجريبية فقط هلل جمهور "فؤش" لاختياراته وعودته القوية التي لا يفهم أحد كيف جاء له قلب أن يفرط فيها بهذا الشكل الساذج، فالأغاني بمجرد أن تسمع فقط موسيقاها تسمع معها صوت "فؤاد" وتكتشف أنها صنعت خصيصاً له خاصة أنها نفس نوعية وشكل وأفكار وأجواء أغاني "فؤش" في أواخر ألبوماته.. 

فيبقى السؤال الجنوني.......

"هو بجد يا فؤاد الأغاني دي مش عاجباك واكتشفت فجأة إنها مش شبهك؟ بعد العمر ده بجد مش عارف تحكم على الشغل واللي يناسبك؟!"

الحقيقة أن "محمد فؤاد" صنع لنفسه أزمة تواجد منذ سنوات طويلة.. وصنع من نفسه أزمة فنية يعاني منها الجمهور طوال 15 عاما، والله أعلم كم عام ستظل مستمرة وأصبح لزاماً عليه الآن وبعد كل هذا العبث الدائر أن يقف أمام المرآة ويواجه نفسه.. يجب أن يعترف أن هناك مشكلة.. وأن "دماغه" هي أساس هذه المشكلة، ففي الوقت الذي لا تستمع فيها لنصائح أحد قادته عندما يسمع النصيحة.. أن يسمع الخطأ!

"فؤاد" و"دماغه" تسببا في عطلة فنية وتوقف محركاته الغنائية، عمر فني كامل سُرق منه متغافلاً أن العمر الحقيقي يتآكل والرصيد متوقف فأسوأ ما يعاني منه النجم هو عدم قدرته على إدارة نفسه وموهبته وعدم سماعه لنصائح المحيطين، واستغاثاتهم أيضاً و"يمشي بدماغه" فيتورط ويتورط.. فهل يعقل أن "فؤاد" الذي رفض هذه الأغاني و"مش عاجباه ومش شبهه" كان مقتنعاً بأغنية "الحفلة" التي قدمها منذ سنوات وأشرف عليها بنفسه ودافع عنها بضراوة وهي الأسوأ في تاريخه كاملاً؟

 المنتج الذي غامر بأمواله من أجل "فؤاد" خطط لانتقامه بذكاء ومنح الألبوم لـ "دوبلير" وهو مطرب المهرجانات "عمر كمال" الذي لا يستطيع الخروج من عباءة "فؤاد" والتقرب لصوته للدرجة التي فشلت كل محاولاته الغنائية المنفردة وظلت نجاحاته مقترنة بـ"مع".. "مع شاكوش – مع حمو بيكا" وأيضاً مع "شيماء المغربي" فقرر أن يقتنص فرصة العمر كما وصفها بالسطو على حالة "فؤاد" الفنية ليتحول إلى "الدوبلير" الرسمي لـ "محمد فؤاد"..

وبالرغم من ذلك ومن كل محاولاته للتقرب من الصوت والـ "بحة" إلا أن النتيجة في منتهى السوء وخرجت الأغاني في جودة صناعتها متميزة بـ "روح فؤاد" سيئة بصوت "عمر كمال" السيء جداً في التشبه بـ "فؤاد" فخرجت الأغاني مشوهة يغنيها "عمر كمال" لكن أذنك لا تلتقط موجاته الصوتية وتسمع الأغاني بصوت "فؤاد" المسيطرة روحه في تجهيزها سيطرة تامة!

يجب أن يعي "عمر كمال" أن المطرب بلا بصمة صوتية مثل "دخان بلا كفتة" فلا يستسهل فكرة "الدوبلير" ويلتفت لابن الفنان الراحل "حسن الأسمر" الذي نازع في تقليد صوت والده، وبالرغم من اقترابه منه جينياً إلا أن من يسمعه يدرك جيداً أنه يسمع النسخة المشوهة من والده “حسن الأسمر”..

 يسمع النسخة المشوهة من النسخة الأصلية!

"عمر كمال" الذي يحتاج للبحث عن هوية خاصة بنفسه بدلاً من السطو على هوية وتاريخ نجم كبير صاحب رصيد شعبي جارف لم يكن هو "الدوبلير" الأول في مشوار "محمد فؤاد" بل عانى "فؤش" من "دوبلير" قبله لسنوات طويلة  اسمه "محمد كمال" لكنه كان فجاً لدرجة أوصلته لطرح أغانِ بصوته واضعاً عليها اسم "محمد فؤاد" وكان صوته أقرب كثيراً لـ "فؤاد" من "عمر كمال" الذي يجب أن يسأل نفسه باهتمام.. "أين محمد كمال" الآن دون الخوض في تفاصيله الشخصية.. فهو انتهى فنياً!

حالة الفراغ الكبير التي يتركها "محمد فؤاد" لفترات طويلة تخلق حالة مقابلة من الشوق لصوته وتركيبته الغنائية يستغلها وينجح بها من يستطيع التسلل بصوت مزيف لبعض الوقت، ولكن تنتصر البصمة الصوتية لـ "فؤاد" لأنها الأصلية.

يجب على "محمد فؤاد" أن يستفيق من الغفلة التي أصابته ويدرك أن العمر القادم بكل الأوجه لن يساوي ما مضى ويدرك حجمه الفني وقيمته الفنية والجماهيرية ويعود بأقوى مما فرط فيه من أغنيات ألبومه وبأقصى سرعة وغزارة وبأعلى جودة.. ويدرك أيضاً أن قطاعا كبيرا من جمهور نفد صبره منه!

“فؤاد ودماغه.. والدوبلير”.. صراع طويل نأمل أن ينتهي!

search