الإثنين، 06 أكتوبر 2025

09:48 م

بطلة من قلب المعركة.. فايقة حنيدق تحكي قصة التمريض في حرب أكتوبر (خاص)

 الصول فايقة حنيدق

الصول فايقة حنيدق

تُعتبر الصول فايقة حنيدق من أبرز النساء اللاتي قدّمن التضحية والفداء لوطنهن أثناء الحروب، إذ عملت كممرضة ومسعفة للجرحى والمصابين، وشاركت في حرب أكتوبر، وظلت على هذا النهج لمدة 12 عامًا حتى تحقق نصر أكتوبر.

بداية الممرضة فايقة حنيدق

قالت فايقة حنيدق إن بدايتها كانت خلال المرحلة الإعدادية، عندما كانت تؤدي امتحان مادة الهندسة، وتعرّضت المدرسة لقصف بطائرة نارية، ما اضطرهم إلى ترك الامتحان والفرار، هذا الموقف أثّر فيها بشدة، فقررت الالتحاق بمدرسة التمريض.

وأضافت في تصريحات لـ"تليجراف مصر" أن والدها أُصيب بلغم عام 1960 أثناء توجهه لقائده، ووالدتها كانت تعمل بمستشفى "نمرة 6" في الإسماعيلية، والتي كانت تقع أمامها قناة السويس، وفي الجهة المقابلة القوات الإسرائيلية بالدبابات والمدافع.

 الصول فايقة حنيدق

بداية مشوار التمريض

قضت فايقة عامها الأول في التمريض بمستشفى الأساطين الحكومية، ثم نُقلت إلى مستشفى السيد جلال بباب الشعرية بالقاهرة، حيث أمضت العامين الثاني والثالث. 

وبعدها، طلبت العودة إلى الإسماعيلية، حيث عملت لمدة عام وتسعة أشهر.

التطوع في الجيش

أشارت فايقة إلى أنها تطوعت في تمريض الجيش بدءًا من 1 يناير 1973، ومع اندلاع حرب أكتوبر طلبت الانتقال إلى المستشفى الميداني. 

وذكرت أن أول ما تم قصفه حين اندلاع الحرب كان "مطار أبو حماد"، ووصل إليهم حينها نحو 5 طيارين، نجا منهم واحد فقط، إلى جانب عدد من الأطفال والرضّع.

وأكدت أنه لم يكن هناك وقت للراحة، حيث كانت فترات الاستراحة لا تتجاوز نصف ساعة إلى ساعة، فقط لتغيير الملابس، ثم العودة فورًا إلى العمل، وأحيانًا لم يكن لديهم وقت للراحة إطلاقًا.

مواقف إنسانية مؤثرة

تحدثت فايقة عن موقف مؤثر لشاب كان على وشك الزواج، لكنه أُصيب وبُترت يداه وقدماه. وعندما أفاقت من صدمتها، روى لها القصة قائلاً: "كنا قاعدين بنفطر في رمضان، وما حسّناش بنفسنا".

كما ذكرت واقعة أخرى حدثت في منزل خالها الذي كان مخصصًا كـ"خندق" للاختباء، حيث أصاب القصف الطابق الرابع والأخير، وبعد انتهاء القصف بدأوا الزحف للأعلى للاطمئنان على أبناء خالها، فوجدوا الأطفال نائمين ولم يُصَب أحدهم بأي أذى.

الاستقالة من الجيش

فيما يخص تقديم الاستقالة، أوضحت فايقة أنها حصلت على بعثة للتدريس بجامعة عين شمس، والتقت حينها قائد المستشفى العسكري بالإسماعيلية الذي طالبها بتحمّل مسؤولية إدارة المستشفى. وبعدما هدأت الحرب، بدأت حالات الإصابة بالألغام والانفجارات في التوافد، فتذكرت والدها الذي استُشهد بسبب لغم، فقررت تقديم استقالتها.

رسالة للشباب

اختتمت فايقة حديثها قائلة: "أتمنى أن أظل في خدمة بلدي، ولم أتأثر نفسيًا بعد الحرب لأنني اعتدت على التعامل مع المصابين، مما جعل قلبي قويًا. وأوجه رسالة للشباب: حبّوا بلدكم ولا تخونوها، لأنها تحميكم".

search