الإثنين، 06 أكتوبر 2025

10:32 م

الاتحاد الأوروبي يواجه تحديات طاقة شديدة في شتاء 2025

الغاز - تعبيرية

الغاز - تعبيرية

يدخل الاتحاد الأوروبي شتاء 2025 وسط تحديات متزايدة في أسواق الطاقة، مع تراجع المخزونات وانخفاض الإمدادات القادمة من روسيا والجزائر، ما يدفع القارة إلى زيادة اعتمادها على الغاز الطبيعي المسال الأميركي لتأمين احتياجاتها.

160 شحنة إضافية لتغطية العجز في الإمدادات

بحسب تقديرات المحللين وبيانات "رويترز"، سيحتاج الاتحاد الأوروبي إلى استيراد نحو 160 شحنة إضافية من الغاز المسال خلال الشتاء، لترتفع وارداته إلى 820 ناقلة مقارنة بـ660 ناقلة في العام الماضي. 

ويشكل الغاز المسال نحو 48% من إجمالي إمدادات الغاز الأوروبية، مقابل 10% فقط قبل عشر سنوات، في تحول جذري بمشهد الطاقة بالقارة.

الولايات المتحدة المورد الأول للغاز الأوروبي

منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية عام 2022، قلصت أوروبا اعتمادها على الغاز الروسي بشكل كبير، لتصبح الولايات المتحدة المزود الرئيسي للغاز المسال إلى القارة العجوز. 

وتستحوذ الشحنات الأميركية حالياً على 58% من واردات أوروبا، مع توقع ارتفاعها إلى 70% بين 2026 و2029، بالتزامن مع تنفيذ قرارات الاتحاد الأوروبي بحظر الغاز الروسي سواء المسال اعتباراً من 2027 أو عبر الأنابيب بداية من 2028.

مخاوف من الاعتماد الأميركي المتزايد

يثير هذا الاعتماد المتزايد قلقًا أوروبيًا، خاصة مع تصاعد التوترات التجارية وفرض واشنطن رسوماً جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي عام 2025، مما قد يهدد استقرار سوق الطاقة في القارة.

بدائل محدودة خارج أميركا

تبدو خيارات أوروبا خارج الولايات المتحدة محدودة، مع تراجع إمدادات الجزائر، وانخفاض تدريجي متوقع في إنتاج النرويج على المدى المتوسط. 

كما أن طاقة التصدير في قطر ونيجيريا لا تتوسع بسرعة كافية لتعويض الفجوة، مما يضع أوروبا أمام معادلة صعبة: الاعتماد المتزايد على الغاز الأميركي مقابل فقدان استقرار عقود الغاز طويلة الأجل عبر الأنابيب.

تراجع المخزونات وتهديد شتاء 2026

تشير بيانات Gas Infrastructure Europe إلى أن مخزون الغاز في الاتحاد الأوروبي وصل إلى 82.7% من السعة التخزينية (944 تيراواط/ساعة) في 4 أكتوبر 2025، مقارنة بـ94.3% في نفس الفترة من العام الماضي، وهو أدنى مستوى منذ 2021. 

ويحذر محللون من احتمال تراجع المخزون إلى 29% فقط بنهاية شتاء 2026، وهو أدنى مستوى خلال سبع سنوات، ما يزيد الضغط على البنية التحتية ويجعل القارة أكثر عرضة لتقلبات الأسعار.

الطلب الآسيوي يزيد الضغوط

تواجه أوروبا منافسة متزايدة من الأسواق الآسيوية، خصوصاً الصين، التي قد يؤدي ارتفاع طلبها إلى رفع أسعار الغاز المسال عالمياً، ما يقلص قدرة الأوروبيين على بناء مخزونات كافية قبل الشتاء. 

ويشير الخبراء إلى أن أسعار الغاز عبر الأنابيب أكثر استقراراً مقارنة بالغاز المسال في السوق الفورية، مما يجعل أوروبا أكثر تأثراً بتقلبات السوق العالمية مع زيادة اعتمادها على الغاز الأميركي.

مستقبل طاقة غير مستقر

تعكس هذه التطورات توجه أوروبا نحو اعتماد متزايد على الغاز الأميركي في ظل تراجع البدائل الإقليمية، ما يجعل أمن الطاقة في القارة عرضة لتقلبات جيوسياسية وأسعار عالمية متقلبة. 

ورغم أن الشحنات الأميركية ساهمت في تجنب أزمة حادة عام 2022، إلا أن استمرار هذا الاعتماد يطرح تحديات استراتيجية تهدد استقرار الطاقة الأوروبي في السنوات المقبلة.

search