الأربعاء، 08 أكتوبر 2025

11:02 م

صفقة الأسرى.. لماذا تضع "حماس" مروان وعبدالله البرغوثي في مقدمة مطالبها؟

مروان وعبدالله البرغوثي

مروان وعبدالله البرغوثي

تتواصل في مصر المفاوضات غير المباشرة بين حركة “حماس” وإسرائيل، لوقف الحرب في غزة، وعلى رأس المناقشات ملفات حساسة، في مقدمتها ملف الأسرى الذي يمثل محورًا خلافيًا دائمًا في أي جولة محادثات بين الطرفين.

ووفقًا لما ورد في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يُتوقع أن يتضمن الاتفاق المحتمل لتبادل الأسرى إطلاق سراح نحو 250 أسيرًا ومعتقلًا فلسطينيًا مقابل 47 محتجزًا إسرائيليًا في غزة، بينهم جثامين 25 إسرائيليًا.

إصرار حماس على الإفراج عن بعض الأسرى

في المقابل، تُصر حركة حماس على الإفراج عن قيادات بارزة من الفصائل الفلسطينية مضى على اعتقالهم سنوات طويلة، من بينهم شخصيات من الصف الأول مثل القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، والقيادي في حركة حماس عبدالله البرغوثي.

ويطرح هذا الموقف تساؤلات حول أسباب تمسك حماس بهذين الاسمين تحديدًا، ودلالات إصرارها على إدراجهما ضمن الصفقة المرتقبة.

واجب وطني وأخلاقي

قال حسن قنيطة، مدير هيئة الأسرى والمحررين في غزة: إن المنطق الوطني والشعور بالواجب الأخلاقي والالتزام تجاه القضية الفلسطينية، تفرض على حركة حماس والمفاوض الفلسطيني الإصرار على الإفراج عن مروان البرغوثي، نظرًا لمكانته الاعتبارية ورمزيته الكفاحية، فهو أحد أبرز القيادات الفلسطينية التي تحظى بشعبية واسعة داخل السجون وخارجها، كما يعد من أهم رموز العمل الوطني، ومؤسس الجناح العسكري لكتائب شهداء الأقصى، إضافة إلى كونه عضوًا منتخبًا في المجلس التشريعي الفلسطيني وعضوًا في اللجنة المركزية لحركة فتح، وهي أكبر وأهم حركات العمل الوطني الفلسطيني.

وأضاف قنيطة لـ"تليجراف مصر"، أن البرغوثي يعد من الشخصيات التي ترى فيها قيادة حماس وجزء واسع من الشعب الفلسطيني منافسًا قويًا على رئاسة السلطة الفلسطينية، إلى جانب علاقته الوطيدة والمميزة مع قيادات حماس الأسرى، ومنهم الراحل يحيى السنوار وروحى مشتهى وتوفيق أبو نعيم، وكذلك علاقته مع أحمد سعدات وغيرهم ممن شكلوا حالة وحدوية فلسطينية داخل زنازين الاحتلال، وأسهموا في صياغة وثيقة الأسرى عام 2005، التي عرفت لاحقًا باسم وثيقة الوفاق الوطني، والتي أصبحت إحدى أهم مرجعيات المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام.

وأضاف أن هذه الاعتبارات وما تمثله من تقارب في الرؤى بين مختلف القوى الفلسطينية؛ تشكل الدافع الأساسي وراء إصرار حماس على المطالبة بالإفراج عن مروان البرغوثي ضمن الصفقة التي تتبلور ملامحها في شرم الشيخ.

أقلهم أمضى أكثر من 20 عاما

أما بشأن الأسير عبدالله البرغوثي، فقد أوضح أن وضعه لا يختلف عن رموز العمل المسلح الآخرين مثل عباس السيد، وإبراهيم حامد، وحسن سلامة، مؤكدًا أن حماس تعتبر جميعهم أسرى قدامى، إذ أمضى أقلهم أكثر من عشرين عامًا في سجون الاحتلال.

وبين أن مفاوضات الأسرى تتضمن بندًا أساسيًا نُقل إلى الوسطاء، ينص على ضرورة الاعتماد على مبدأ الأقدمية والعمر عند اختيار أسماء 250 أسيرًا محكومين بالمؤبدات الذين سيُفرج عنهم، علمًا بأن عدد المحكومين بالمؤبدات لا يتجاوز 300 أسير حاليًا، ما يعني أن الأغلبية العظمى من الأسرى القدامى من المفترض أن تشملهم الصفقة.

رغبة إسرائيل 

وختم بالقول إن إصرار الحكومة الإسرائيلية الحالية، برئاسة بنيامين نتنياهو، على إبقاء رموز النضال الوطني داخل السجون يعكس رغبتها في المساس بمكانة الكفاح الفلسطيني، معربًا عن أمله في أن تنجح المفاوضات الجارية في إطلاق سراح هؤلاء القادة وإغلاق ملف المؤبدات نهائيًا، باعتبارهم العنوان الأوضح لحقيقة الصراع مع الاحتلال.

مفاوضات شرم الشيخ

تأتي هذه الأحداث بالتزامن مع مفاوضات تُجرى في مدينة شرم الشيخ، تهدف إلى التوصل لاتفاق يشمل إطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب في غزة، ضمن مساع أوسع لإنهاء الأزمة.

يشار إلى أن هذه التحركات تأتي في إطار مبادرة طرحها ترامب الأسبوع الماضي، تضمنت خطة من 20 بندًا تشمل وقفًا تدريجيًا لإطلاق النار، وإعادة جميع الرهائن خلال 72 ساعة من بدء الهدنة، إلى جانب ترتيبات مؤقتة لوضع غزة تحت وصاية دولية.

search