الخميس، 23 أكتوبر 2025

04:01 ص

صاحبة أغنية "شدوا بعضكم" تحلم بالعودة لفلسطين: "أرجع القدس مشي وزحف" (خاص)

حليمة الكسواني

حليمة الكسواني

من قلب مخيم الزرقاء للاجئين الفلسطينيين في الأردن، زُف إلى حليمة الكسواني أو حليمة أم العبد، صاحبة أغنية "شدوا بعضكم يا أهل فلسطين" نبأ وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب في قطاع غزة.

حليمة أم العبد التي لا تمل من الحديث عن فلسطين التي غابت عنها لسنوات طويلة، قالت لـ"تليجراف مصر"، إنها سعدت كثيرًا بإعلان انتهاء الحرب على غزة واستقبلت النبأ الذي ظلت تنتظره بالزغاريد.

حليمة الكسواني

الفلسطينية حليمة الكسواني

الفلسطينية حليمة الكسواني أصبحت أشهر أهل أرض العزة من قلب المخيم الذي تقيم فيه بالأردن، فمنذ بداية عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023 وما تلاها، دخل صوتها الشجي بأغنيتها الشهيرة كل بيت عربي، لتثبت التجاعيد التي رسمت ملامحها وهي تغني أنها أقدم من دولة الاحتلال، وتقول أغنيتها:

شدّوا بعضكم يا أهل فلسطين شدوا بعضكم

ما ودَّعتكم، رحلت فلسطين، ما ودعتكم

على ورق صيني لأكتب بالحبر على ورق صيني

يا فلسطينِ، عَ اللي جرى لك يا فلسطينِ

تضيف حليمة خلال حديثها: "أنا خارج فلسطين منذ عام 1948 لكني لم أنساها ولا مرة.. ونفسي أرجع على القدس مشي أو حتى زحف".

وتابعت أم العبد: "روحي في القدس ومنايا أرجع فلسطين لما تتحرر مثل ما كان مخطط السنوار".

رحلة حليمة أم العبد

بدأت حليمة منذ أن كانت في سن العاشرة، رحلة طويلة تعددت فصولها، فمن طفلة مفعمة بالحياة وسط أسرتها وجيرانها في حي إكسا شرق القدس إلى سيدة تعاني التهجير والنزوح واللجوء إلى المخيمات.

حليمة الكسواني

لقبت حليمة بـ الكسواني نسبة لبلدتها إكسا، كانت منطقة زراعية واسعة محاصرة بمجموعة من اليهود، يفصل بينهم "شيك" حديدي (سلك شائك) مثلما كان يطلق عليه في ذلك الوقت.

هاجمت العصابات الصهيونية قرية دير ياسين، وارتكبت فيها أبشع المجازر، تم فيها الاعتداء على النساء وقتل الأطفال، لذا اضطر والدها للهروب بها باتجاه الأردن.

منطقة الأغوار الأردنية

لم تكن رحلة عائلة الكسواني سهلة، بل ذاقت الأمرّين، قضت ليالي طويلة في الجوع والبرد، لا يساعدهم على العيش سوى حبات من التمر، إلى أن وصلوا إلى منطقة الأغوار الأردنية.

تزوجت حليمة وانتقلت للعيش مع زوجها في مخيم الزرقاء، وعملت ما يزيد على 25 عامًا في توزيع المساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لأهالي المخيم.

وأنجبت أم العبد ولدين أصرت على تربيتهما وحصولهما على شهادات دراسية عالية، أحدهما مدرس جامعي يحمل درجة الدكتوراه، والآخر يحمل الماجيستير في الفيزياء.

تجاعيد وجه حليمة، لم تكن سببًا في نجاح أغنيتها الشهيرة فحسب، وإنما شرحت معاناة النزوح واللجوء التي يعيشها أهل فلسطين على مدار عقود، مؤكدة أنها صاحبة الأرض الأصلية.

search