السبت، 11 أكتوبر 2025

08:03 م

في ذكرى ميلاده الـ121.. أنور وجدي نجم أمام الكاميرا وخلفها

أنور وجدي

أنور وجدي

يعد الفنان الراحل أنور وجدي واحدًا من أبرز نجوم السينما المصرية في حقبتي الأربعينيات والخمسينيات، وصاحب بصمة فنية خالدة جعلته رمزًا من رموز "الزمن الجميل"، لما قدمه من أعمال شكلت جزءًا أصيلًا من تاريخ الفن العربي.

ذكرى ميلاد أنور وجدي

ويوافق اليوم السبت، 11 أكتوبر، ذكرى ميلاد أنور وجدي، الـ121، وهو المبدع الذي لم يكن مجرد ممثل، بل كان أيضًا مخرجًا ومنتجًا ومؤلفًا بارعًا، جمع بين الموهبة والطموح، وترك إرثًا فنيًا لا يزال حاضرًا في ذاكرة الأجيال ومحبي السينما المصرية حتى اليوم.

أنور وجدي

من حلب إلى القاهرة.. بداية الحلم

وُلد محمد أنور وجدي عام 1904 في مدينة حلب بسوريا، وسط عائلة تعمل في تجارة الأقمشة.

انتقلت أسرته لاحقًا إلى القاهرة بحثًا عن حياة أفضل، وهناك التحق بمدرسة "الفرير"، التي تخرّج منها كبار النجوم مثل فريد الأطرش وأسمهان.

في تلك المرحلة، تعلّم أنور اللغة الفرنسية بطلاقة، لكن قلبه كان يميل إلى عالم آخر… عالم الفن والتمثيل.

أولى الخطوات على خشبة المسرح

بدأ أنور وجدي شغفه الفني من مسرح رمسيس بشارع عماد الدين، تحت رعاية الفنان الكبير يوسف وهبي، الذي منحه فرصته الأولى.

أظهر موهبة لافتة جعلته ينتقل سريعًا إلى فرقة عبد الرحمن رشدي، ثم إلى الفرقة القومية، حيث بدأ يتألق في أدوار البطولة، واشتهر بعد مسرحية “البندقية” التي كانت نقطة تحول في مسيرته.

من المسرح إلى السينما.. رحلة نجم الأربعينيات

لم يكتفِ وجدي بالمسرح، بل اقتحم عالم السينما بمساعدة معلمه يوسف وهبي، وبدأ بأدوار صغيرة في بداياته.

وفي الأربعينيات، أصبح أحد أهم نجوم السينما المصرية، وشارك في أعمال لاقت نجاحًا كبيرًا مثل:

  • “ليلى بنت الأغنياء”.
  • “القلب له واحد”.
  • "غزل البنات".
  • "عنبر".
ملصقات أفلام شهيرة للفنان أنور وجدي

أدواره كانت تجمع بين الرومانسية والدراما والكوميديا، ما جعله النجم الشامل لتلك الحقبة.

المنتج المبدع.. حين جمع بين الفن والإدارة

لم يكتفِ أنور وجدي بالتمثيل، بل قرر خوض تجربة الإنتاج والإخراج، ليقدّم نموذج الفنان الشامل.

كانت البداية مع فيلم “ليلى بنت الفقراء”، الذي كتب له السيناريو وأنتجه بنفسه، كما اختار ليلى مراد لبطولته، ليصبح الفيلم نقطة انطلاق جديدة في مشواره.

وعندما توفي المخرج كمال سليم، تولّى أنور وجدي الإخراج بنفسه، وأثبت نجاحه كمخرج لا يقل إبداعًا عن الممثل الذي أمام الكاميرا.

قصص الحب والزواج في حياة أنور وجدي

في حياته الخاصة، كان لأنور وجدي نصيب كبير من الحب والدراما أيضًا، حيث تزوج ثلاث مرات:

  • الأولى إلهام حسين، واستمر الزواج ستة أشهر فقط بسبب الخلافات.
  • الثانية ليلى مراد، التي جمعته بها قصة حب خالدة بعد فيلم “ليلى بنت الفقراء”. شكّلا معًا ثنائيًّا سينمائيًّا ناجحًا، قبل أن ينفصلا بعد سبع سنوات من الزواج.
  • الثالثة من الفنانة ليلى فوزي، التي أحبها بصدق وتزوجها عام 1954، لتكون رفيقة أيامه الأخيرة.

المرض والرحيل.. نهاية النجم الباهر

أُصيب أنور وجدي في أواخر حياته بمرض الكلى متعددة الكيسات، وهو مرض وراثي خطير، ثم سافر إلى فرنسا لتلقي العلاج برفقة زوجته ليلى فوزي، لكن حالته تدهورت سريعًا، وفقد بصره وذاكرته.

وعاد إلى مصر بناءً على نصيحة الأطباء، ليفارق الحياة في 14 مايو 1955، عن عمر ناهز 51 عامًا، تاركًا خلفه مشوارًا فنيًا من أبهى فصول السينما المصرية.

إرث لا يُنسى

يُعد أنور وجدي من الرواد الأوائل الذين أسّسوا لصناعة السينما الحديثة في مصر، وجعلوا منها نافذة تضيء العالم العربي.

جمع بين الكاريزما والذكاء والموهبة، وصنع لنفسه مجدًا لا يزال يُذكر حتى اليوم، كأحد رموز العصر الذهبي للسينما المصرية.

أنور وجدي
search