السبت، 11 أكتوبر 2025

11:38 م

كلينتون ورايس تشيدان باتفاق ترامب للسلام: خطوة أولى لإنهاء الحرب

هيلاري كلينتون وكوندوليزا رايس، وزيرتا الخارجية الأمريكيتان السابقتان

هيلاري كلينتون وكوندوليزا رايس، وزيرتا الخارجية الأمريكيتان السابقتان

في أولى ردود الفعل السياسية على اتفاق السلام الجديد الذي تم التوصل إليه في الشرق الأوسط، أشادت وزيرتا الخارجية الأمريكيتان السابقتان، هيلاري كلينتون وكوندوليزا رايس، يوم الجمعة، بنجاح إدارة الرئيس دونالد ترامب في التوسط بين إسرائيل وحماس، مؤكدتين أن الاتفاق يمثل خطوة أولى مهمة نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في قطاع غزة، مع التحذير من صعوبات محتملة في المراحل المقبلة.

وجاءت تصريحات كلينتون ورايس خلال مقابلة مشتركة بثتها قناة "سي بي إس نيوز"، حيث تناول الحوار تفاصيل خطة السلام المكونة من عشرين نقطة التي أعلنها ترامب، مع بدء تنفيذ مرحلتها الأولى.

إطلاق سراح الرهائن

جاءت المقابلة بعد يومين فقط من توقيع الاتفاق الذي يقضي بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين الذين أسروا في 7 أكتوبر 2023، مقابل انسحاب إسرائيل من أجزاء من قطاع غزة، وقد وصف ترامب الاتفاق بأنه المرحلة الأولى من خطة شاملة تهدف إلى إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، معلنًا عزمه زيارة الشرق الأوسط هذا الأسبوع لحضور مراسم تنفيذ الاتفاق وعودة الرهائن.

وقالت هيلاري كلينتون خلال المقابلة: "أشيد بالرئيس ترامب وإدارته، وكذلك بالزعماء العرب في المنطقة، على التزامهم بالخطة المكونة من عشرين نقطة ورؤيتهم الواضحة لما يعرف عادةً باليوم التالي".

حذر وتفاؤل من رايس وكلينتون

من جانبها، علقت كوندوليزا رايس على مستقبل الاتفاق بقولها: “لا يمكن لأحد أن يكون واثقًا تمامًا، نظرًا لتاريخ الشرق الأوسط، لكن هناك أسبابًا وجيهة للتفاؤل”.

واتفقت الوزيرتان على أن نجاح الاتفاق يتوقف على اجتياز المرحلة الأولى التي لا تزال غير مضمونة، مشيرتين إلى أن تنفيذها يتطلب "جهدًا وتنسيقًا كبيرين".

وأضافت رايس أن التحدي الأكبر يكمن في إشراك جميع الأطراف المعنية في العملية السياسية، لكنها رأت أن مشاركة تحالف أوسع من دول الشرق الأوسط في الاتفاق "علامة إيجابية على جديته".

وتساءلت رايس حول مستقبل الحكم الفلسطيني، قائلة: “ما يقلقني هو كيفية الانتقال من سلطة انتقالية إلى سلطة فلسطينية تمثيلية حقيقية، السلطة الفلسطينية لم تجر إصلاحًا منذ فترة طويلة، وهي بحاجة إلى دماء جديدة”.

انتقاد للهجوم الإسرائيلي

وفي حديثها عن الأحداث السابقة، وصفت كلينتون الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في الدوحة في سبتمبر الماضي بأنه خطأ استراتيجي أتاح لترامب وفريقه فرصة لإعادة ترتيب الأوراق وجمع القوى الإقليمية، بما فيها قطر، للضغط على إسرائيل ووقف التصعيد.

وقالت كلينتون: “لقد استغل فريق المفاوضين الأمريكيين الفرصة وتمكنوا من تحقيق النجاح”.

أما رايس، فأعربت عن شكوكها في إمكانية تحقيق حل الدولتين حاليًا، لكنها شددت على ضرورة أن يبدأ الفلسطينيون بأنفسهم إصلاح مؤسساتهم والتحضير لدولة مستقبلية.

 وأضافت: "على الفلسطينيين أن يدركوا أن إسرائيل ستبقى جزءًا من الشرق الأوسط، يجب تغيير المناهج والرسائل التي تدرّس للأطفال لتشجيع ثقافة التعايش بدلاً من المقاومة كطريق للسلام"، بحسب القناة.

وفي المقابل، دعت كلينتون إلى وقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، معتبرة أنه "عقبة أمام السلام".

إعادة إعمار غزة 

وحول ما بعد الاتفاق، أكدت كلينتون أن إعادة إعمار غزة ستكون "مهمة شاقة وكبيرة"، داعية المجتمع الدولي إلى التكاتف من أجل إحلال سلام دائم في الشرق الأوسط.

وأضافت: “يجب أن ندعم هذه العملية كالتزام عالمي حقيقي لإرساء السلام والأمن والاستقرار في المنطقة”.

تفاصيل الخطة

وبحسب الخطة التي أعلنها ترامب، من المتوقع أن يتم الإفراج عن عشرات الرهائن خلال يومي الاثنين والثلاثاء، ما يمنح الاتفاق فرصة راحة لملايين الفلسطينيين في غزة الذين عانوا من القصف الإسرائيلي المستمر طوال العامين الماضيين.

لكن بعض البنود لا تزال غامضة، إذ تدعو الخطة إسرائيل إلى الانسحاب التدريجي من معظم قطاع غزة دون تحديد وتيرة واضحة، كما تنص على تسليم إدارة القطاع إلى لجنة تكنوقراطية لم يتم تشكيلها بعد، لا تضم حماس، وتستبعد في الوقت الراهن السلطة الفلسطينية.

وتشير الوثيقة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة باعتبارها "طموحًا مشروحًا للشعب الفلسطيني"، دون تحديد جدول زمني أو آلية لتحقيق ذلك.

search