مصر تستكمل قواعد المجد.. المتحف الكبير جاهز للاحتفال

شعور بالعزّة والجلالة ينتابك فور اجتيار البوابة الخضمة للمتحف المصري.. على الجانبين تماثيل تقف شامخة..كُلما ترّجلت تجد حكاوي على الجدران يسرد التاريخ الفرعوني.. صورة نادرة توصل لها أجدادنا من تقدم سبق العالم في جميع المجالات.  

استعدادات نهائية كشف عنها المدير التنفيذي للترميم ونقل الآثار في هيئة المتحف المصري الكبير، عيسى زيدان، بشأن الافتتاح الكامل والتشغيل الكلي للمتحف الكبير.

وقال “زيدان”، لـ"تليجراف مصر"، إنّ من المقرر افتتاح المتحف المصري الكبير خلال الربع الأول من 2024، مشيرا إلى أنّ ما تم افتتاحه حاليًا داخل المتحف هو الدرج العظيم، كـ"تشغيل تجريبي"، حيث تم استقبال عدد من الزوار، في منطقة تحتوي على 60 قطعة، من أهم القطع الأثرية بالعالم.

وتابع “زيدان”، نقل ما يقرب من 56 ألف قطعة أثرية من عموم الجمهورية، وتم الانتهاء من ترميمها  بالكامل، وكانت القطع الأثرية التي تحظى بالأولوية، هي التي ستدخل ضمن قاعات العرض الرئيسية بالمتحف. 

وأضاف "زيدان"، أنّ جميع القطع التي تم نقلها تنتمي إلى عصر ما قبل الأسرات إلى العصر اليوناني الروماني، وكان أبرزها وأهمها مجموعة الملك "توت عنخ أمون"، ويتجاوز عددها 5398 قطعة، وتم ترميمها بالكامل أيضًا. 

واستكمل، “مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير تم تجهيزه لكي يصبح أكبر مركز بحثي في ترميم الآثار على مستوى العالم، ولا يزال يستقبل القطع الأثرية ، لترميمها وتجهيز عرضها للسائحين”.

المتحف المصري الكبير 

ويحظى المتحف باهتمام كبير من القيادة السياسية، والذي يتابع تطورات العمل فيه بشكل يومي، من خلال رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، بالإضافة إلى أعمال الإنشاءات في المنطقة المحيطة، حيث من المقرر افتتاح محطة مترو باسم المتحف الكبير، لتسهيل الوصول إليه.

وترجع فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير إلى الفنان فاروق حسني، وزير السياحة والآثار الأسبق، وكانت الدراسات الأولية لفكرة إنشاء المتحف الكبير استغرقت 8 سنوات بعد إعلان الفكرة عام 1992م. 

وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف المصري الكبير، بمنطقة ميدان الرماية بالهرم، لكي يكون مطل على وجهه أهرامات الجيزة، وذلك لأهمية تلك المنطقة بتاريخ مصر القديم. 

تصميم المتحف المصري الكبير 

وتم الإعلان عن مسابقة معمارية دولية يفوز بها التصميم الأفضل للمتحف، وقد فاز التصميم الحالي للمتحف المقدم من شركة متخصصة في الهندسة المعمارية بدولة أيرلندا، وتم البدء في تنفيذ المشروع بشهر مايو 2005، وفي عام 2006 تم إنشاء أكبر مركز ترميم للآثار بالشرق الأوسط، وتبلغ مساحة المتحف 300 ألف متر مربع. 

الجهه الممولة للمتحف المصري الكبير 

ولا سيما أن الهيئة اليبانية للتعاون الدولي “جايكا” هي من قدمت التمويل، وفي عام 2016 قدمت قرض لمصر بمبلغ 460 مليون دولار، ويتم تدسديده على مدار 25 عام، بفائدة 1.4%، ويعد هذا هو القرض الثاني بعد قرض عام 2006.