الجمعة، 17 أكتوبر 2025

01:50 ص

المداني يخلف الغماري، اغتيال رئيس الأركان الحوثي يربك صفوف الجماعة

عبدالملك الحوثي قائد ميليشيا الحوثي

عبدالملك الحوثي قائد ميليشيا الحوثي

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم، مقتل رئيس أركان جماعة الحوثي محمد عبدالكريم الغماري، في غارة استهدفت اجتماعًا للمجلس العسكري الأعلى للجماعة اليمنية في صنعاء، يونيو الماضي، وفي المقابل، أصدرت القوات المسلحة التابعة للحوثيين بيانًا أكدت فيه مقتل رئيس أركانهم السابق وتعيين يوسف المداني خلفًا له.

عملية استهداف عبدالكريم الغماري

وفيما يتعلق بتفاصيل عملية التصفية، كشف موقع "تايمز أوف إسرائيل"، أن عملية استهداف الغماري جرى تنفيذها بتنسيق استخباراتي بين وحدات إسرائيلية وغربية، في إطار استراتيجية تل أبيب للقضاء على أذرع إيران العسكرية في المنطقة، لافتًا إلى أن الغماري كان ضمن قائمة الاستخبارات الإسرائيلية ذات الأولوية القصوى عام 2022.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، يعد الغماري من أبرز القادة العسكريين داخل ميليشيا الحوثي الذين خضعوا لعقوبات دولية، واصفة إياه بالعقل المدبر للعمليات الحوثية ضد السعودية والإمارات، بالإضافة إلى إشرافه على شبكات الإمداد والتدريب والتخطيط العملياتي للميليشيات بالتنسيق مع مستشارين من "فيلق القدس" الإيراني.

كما اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية أن مقتل الغماري جاء في سياق أوسع لتغيير قواعد الاشتباك في البحر الأحمر والتي حاولت الميليشيا السيطرة عليها خلال السنوات الماضية.

ما أهمية الغماري العسكرية؟

الإعلام العبري وصف الغماري بالعقل التنظيمي للمجهود الحربي الحوثي، حيث لعب دورًا حيويًا في بناء هيكل القيادة الميدانية للميليشيا، وكان من بين المقربين لعبدالملك الحوثي.

وبحسب تحليل لموقع "i24 news"، فإن الغماري كان بمثابة حلقة وصل بين القيادة السياسية للميليشيا والمستشارين الإيرانيين، وبإعلان مقتله ستشهد منظومة القيادة الحوثية ارتباكًا وضعفًا شديدًا، في ظل الصراع الداخلي بين قيادات الصف الأول في الميليشيات الحوثية.

وبحسب تقرير لموقع "جورزاليم بوست"، تفتح تصفية الغماري الباب أمام مرحلة جديدة داخل صفوف الحوثيين، لكن التعيين الجديد لـ"المداني" يترجم على إنه استمرار للنهج الإيراني في تثبيت الولاء العقائدي داخل صفوف القيادات الأولي بالميليشيا دون النظر إلى مدى الكفاءة العسكرية.

كما علقت “رويترز” على ذلك معتبرة أن تل أبيب حققت هدفًا رمزيًا أكثر من كونه عملياتيًا، بالإضافة إلى أن تأثير تلك العملية قد يكون محدودًا على المدى الطويل، في ظل استمرار التمويل الإيراني وإدارة الإمداد اللوجستي للحوثي.

محمد عبد الكريم الغماري رئيس الأركان الحوثي السابق

من هو يوسف المداني رئيس أركان الحوثي الجديد؟

وفي أول رد فعل داخلي من صنعاء على تأكيدات تل أبيب بتصفية الغماري، أعلنت جماعة الحوثي في بيان لها تعيين يوسف المداني رئيسًا جديدًا لرئاسة الأركان.

ويعد المداني من أبرز القادة العسكريين الميدانيين داخل في صفوف الميليشيا، ويتولى منذ سنوات قيادة المنطقة العسكرية الخامسة التي تشمل محافظة الحديدة.

ووفق تقرير سابق لوزارة الخزانة الأمريكية فإن المداني من أبرز الأسماء المدرجة على قوائم العقوبات منذ عام 2021، بعد اتهامه بالمشاركة في التخطيط لهجمات هددت أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وبحسب تقرير لمنظمة "Counter Extremism Project" لمكافحة التطرف، يعد رئيس الأركان الجديد من أكثر قادة الميليشيا قربًا من طهران، بالإضافة إلى مشاركته في تأسيس عدد من الألوية الخاصة التي تتلقي تدريب مباشر من الخبراء الإيرانيين.

يوسف المداني رئيس أركان الحوثي الجديد

وبينما تنظر تل أبيب إلي تصفية الغماري بوصفها جزءًا من سياسة الضربات الاستباقية الوقائية ضد أذرع إيران في المنطقة، تذهب التحليلات الغربية إلى أن أهمية العملية الإسرائيلية تكمن في إرباك الصفوف الداخلية للميليشيا واختبار قدرتهم الحقيقية على الحفاظ على تماسكهم الداخلي في ظل استهداف قياداتهم العسكرية.

اقرأ أيضًا:

تباين في المواقف بين إسرائيل وفلسطين يغلف مسقبل غزة بـ"الغموض"

انقسام حول مطلب تسليم بشار الأسد، والدوما: قد يعرضه للانتقام 

search