الإثنين، 20 أكتوبر 2025

04:04 م

أسود الأطلس يروضون الكبار، المغرب يعتلي عرش الكرة العالمية

المغرب

المغرب

في السنوات الأخيرة، تحولت كرة القدم المغربية إلى واحدة من أبرز قصص النجاح في العالم، إذ استطاعت المنتخبات الوطنية، بمختلف فئاتها، أن تفرض حضورها على الساحة القارية والدولية. 

ومن التتويجات الإفريقية إلى الإنجازات العالمية، أثبتت الكرة المغربية، أنها تمتلك منظومة متكاملة تجمع بين التخطيط والاحترافية والهوية الفنية الواضحة، حتى أصبحت نموذجًا يُحتذى به في بناء المنتخبات الوطنية وصناعة الأجيال المتعاقبة من المواهب القادرة على المنافسة في أعلى المستويات.

صعود لا تتوقف

بدأ مسلسل الإنجازات، حين توج أسود الأطلس بلقب كأس إفريقيا للمحليين عام 2018، قبل أن يكرر الإنجاز ذاته عام 2020، ليؤكد هيمنته على البطولة وامتلاكه قاعدة قوية من اللاعبين في الدوري المغربي.

وجاء عام 2022 ليشهد قفزة تاريخية في مسار الكرة المغربية، بعدما حقق المنتخب الأول إنجازًا غير مسبوق بوصوله إلى دور نصف النهائي في كأس العالم بقطر، محتلاً المركز الرابع كأول منتخب إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز.

وحقق أسود الأطلس، انتصارات رائعة في المونديال على منتخبات بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، وهو ما جعل العالم يقف احترامًا للمشروع المغربي.

وفي عام 2023، واصل المغرب، صعوده الذي لا يتوقف، حين توج ببطولة كأس إفريقيا تحت 23 عامًا، ثم جاء عام 2024 ليحمل إنجازين كبيرين، تمثل الأول في تتويج جديد بكأس إفريقيا للمحليين، والثاني في حصول المنتخب الأولمبي على الميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية، بعد أداء بطولي أمام كبار القارات.

أما عام 2025، شهد تتويج منتخب منتخب الناشئين بكأس إفريقيا تحت 17 عامًا، بينما حقق المنتخب المغربي للشباب إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق بتتويجه ببطولة كأس العالم للشباب، ليعلن رسميًا ميلاد جيل ذهبي جديد يحمل راية الكرة المغربية.

مجموعة الموت

تواجد أسود الأطلس مجموعة الموت في الدور الأول بكأس العالم للشباب، لكنه تمكن من تصدر المجموعة بعد الانتصار على البرازيل بطلة أمريكا الجنوبية، ثم على إسبانيا بطلة أوروبا، قبل أن يخسر المباراة الثالثة أمام المكسيك بالفريق الثاني بعد أن ضمن التأهل مبكرًا.

في الأدوار الإقصائية، واصل المفرب، تألقه، ليقصي كوريا الجنوبية من دور ثمن النهائي، وحثث الفوز على منتخب الولايات المتحدة في ربع النهائي، قبل أن يتغلب على فرنسا وصيفة أوروبا في نصف النهائي.

المغرب

وفي المباراة النهائية، واجه الأرجنتين، وصيفة أمريكا الجنوبية والمرشح الأقوى للقب، ونجح في الفوز بثنائية نظيفة منحته أول لقب عالمي في تاريخه.

وحقق المنتخب المغربي، 6 انتصارات مقابل هزيمة واحدة فقط بالفريق الثاني، وسجل 12 هدفًا وتلقى 5.

وصنع المغرب، 13 فرصة محققة للتسجيل، واسترجع في المتوسط أكثر من 41 كرة في المباراة الواحدة، في إشارة إلى القوة الدفاعية والروح القتالية العالية التي تميز بها اللاعبون طوال مشوار المونديال.

أفضل لاعب في العالم

تألق عدد من اللاعبين المغاربة خلال البطولة، إذ برز فؤاد الزهواني، الظهير الأيسر كأكثر اللاعبين افتكاكًا للكرة في البطولة بواقع 13، 5 منها أمام كوريا، واثنان أمام الولايات المتحدة، واثنان أمام فرنسا، واثنان أمام الأرجنتين.

وعلى الجهة اليمنى، تألق علي معمر الذي كان الأكثر قيامًا بالتدخلات الدفاعية في البطولة بواقع 27 تدخلًا، من بينها 12 أمام البرازيل، وخمسة أمام كوريا، وثلاثة أمام إسبانيا، وثلاثة أمام الأرجنتين.

أما المدافع إسماعيل باعوف فقد حقق رقمًا استثنائيًا حين أصبح اللاعب الوحيد في البطولة الذي لم يتعرض للمراوغة على الإطلاق، رغم مشاركته في كل الدقائق، وهو رقم يعكس تركيزه العالي وقدرته على قراءة اللعب والتعامل مع المهاجمين بثقة وهدوء.

ونال عثمان معما، جائزة أفضل لاعب في كأس العالم للشباب بعد أداء فني مدهش جمع بين الرؤية والمهارة والفاعلية، إذ كان أكثر اللاعبين صناعة للأهداف بـ4 تمريرات حاسمة، وصنع 5 فرص محققة للتسجيل، ونجح في 20 مراوغة، كما حقق أعلى معدل تقييم في المنتخب المغربي بـ7.41.

عثمان معما

فاكهة المونديال

قدم المهاجم ياسر الزبيري، أداءً استثنائيًا في البطولة، فسدد 15 مرة، 5 منها على المرمى وجميعها تحولت إلى أهداف بنسبة ترجمة بلغت 33%، مع معدل تقييم بلغ 7.26، كما كان أحد أكثر المهاجمين تأثيرًا في مجريات المباريات.

وسجل الزبيري، هدفًا أمام كل من إسبانيا والبرازيل وكوريا الجنوبية، وثنائية أمام الأرجنتين في النهائي، كما تسبب في ثلاثة أهداف عكسية أمام كوريا والولايات المتحدة وفرنسا، ليصبح العنصر الهجومي الأبرز في تشكيلة المنتخب المغربي.

ياسر الزبيري

ويُعد الزبيري، ثالث لاعب إفريقي يسجل في نهائي كأس العالم تحت عشرين عامًا عبر التاريخ، بعد الغاني إيمانويل دواه عام 1993 أمام البرازيل، والنيجيري أوباسي أوجبوك عام 2005 أمام الأرجنتين، ليعيد اللاعب المغربي كتابة التاريخ بعد عشرين عامًا بالضبط وأمام الخصم نفسه.

سحق عمالقة العالم

من المونديال إلى الأولمبياد، ومن الناشئين إلى الكبار، واصلت المنتخبات المغربية تحقيق الانتصارات التاريخية أمام كبار المنتخبات العالمية في السنوات الأخيرة.

وفاز أسود الأطلس على بلجيكا بهدفين دون رد في كأس العالم 2022، ثم أطاح بإسبانيا بركلات الترجيح بعد تعادل سلبي، وتغلب على البرتغال بهدف نظيف في ربع النهائي، كما واصل المنتخب الأولمبي مسيرة المجد بالفوز على الأرجنتين في دورة الألعاب الأولمبية بنتيجة هدفين مقابل هدف.

وعلى مستوى منتخب الشباب، حقق المغرب سلسلة من الانتصارات المدوية بفوزه على إسبانيا بهدفين دون رد، ثم على البرازيل بهدفين مقابل هدف، قبل أن يتغلب على فرنسا بركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لمثله، وينهي البطولة بانتصار رائع على الأرجنتين بهدفين دون رد في النهائي، ليؤكد أن الكرة المغربية باتت تنافس على القمة العالمية.

هكذا، تُثبت الكرة المغربية مرةً أخرى أن نجاحها لم يكن صدفة، بل نتيجة عملٍ متكامل ورؤيةٍ واضحة امتدت عبر سنوات من التخطيط والاستثمار في البنية التحتية والكوادر الفنية واللاعبين الشباب.

المغرب

اقرأ أيضًا:
الزمالك يضرب ديكيداها بثلاثية بالشوط الأول في الكونفدرالية

وزير الرياضة يلتقي رئيس كاف على هامش مباراة السوبر الإفريقي

search