الإسبانية غيرت حياته، رحلة أحمد رضوان من الحدادة لصنع المحتوى

الشاب أحمد رضوان

تقى أيمن

A . .A

خاض الشاب أحمد رضوان رحلة طويلة من الكفاح بدأها من ورش حدادة في محافظة الإسكندرية حتى أصبح أهم صانع محتوى على المنصات الإلكترونية المعنية بتعليم اللغة الإسبانية.

رضوان ذاق مرارة الشقاء منذ أن كان في عمر الثالثة عشر، ولد في أسرة بسيطة بالكاد تستطيع توفير حاجتها للمعيشة، مما اضطره لترك التعليم، للعمل في ورشة حدادة رفقة والده ليعين نفسه وأسرته على المعيشة.

لم تمنعه ظروفه المعيشية من عشق اللغة الإسبانية بسبب متابعته للكرة الإسبانية. عندما شاهد لقاءً صحفيًا إسبانيًا لأول مرة مع لاعبي كرة قدم في عام 2014 انبهر بتلك اللغة، وبدأ في السعي لتعلمها، ولكنه تفاجأ بتكلفة مالية باهظة تنتظره، فاضطر إلى اللجوء إلى التطبيقات المجانية عبر الإنترنت التي توفر دورات لتعلمها.

أحمد رضوان قال لـ“تليجراف مصر”، إنه بدأ تعلم الإسبانية من خلال الاعتماد على دورات بواسطة تطبيق مجاني عبر هاتفه المحمول، لكنه وجد الكثير مما ينقصه حتى يتحدثها بطلاقة، لذلك حالفه الحظ بتطبيقات أخرى ساعدته على تعلمها بعمق.

حلم أحمد رضوان

وتابع: “اشتغلت مع والدي في ورشة الحدادة وكان عندي وقتها 17 سنة. كنت بشتغل وبتعلم إسباني وأنا في الورشة”.

اهتم رضوان، بحضور أي فعاليات مرتبطة باللغة الإسبانية، حتى وصل لمستوى متطور في الكتابة والتحدث، وفي عام 2020، حيث كان يدرس بالصف الثاني الثانوي؛ قرر الانتقال إلى القاهرة للبحث عن فرصة عمل.

رضوان قال: “كنت بقدم السي في بتاعي في أي حتة بس كنت عارف إني مش هتقبل عشان لسه طالب”، وحدث أمر على غير توقعه، حيث تواصلت معه إحدى الشركات التي تعمل في مجال ترجمة اللغة الإسبانية، وبدأ العمل فيها بجانب دراسته، حتى حصل على شهادة الشهادة الثانوية وبدأ مرحلة التعليم الجامعي، وخلالها عمل في أكثر من مكان خاص بالتحدث بالإسبانية، واشترك في مؤتمرات مهمة للترجمة الفورية من اللغة العربية إلى الإسبانية مثل المؤتمر الحضاري العالمي 2024 وكان مقره بالقاهرة، وحينذاك كان الشاب هو المترجم الفوري للوفد الإسباني بمصر.

حقق رضوان، العديد من النجاحات حتى تعاقد مع إحدى المنصات المتخصصة في تعليم دورات لإتقان اللغة الإسبانية، وعرف كوجه مؤثر على منصات التواصل الاجتماعي، من خلال شرحه للغة، وحصلت الدورة التعليمية الخاصة به على الأكثر مشاهدة على المنصة الإلكترونية.