السبت، 25 أكتوبر 2025

11:58 م

استبعاد تركيا من مشهد ما بعد الحرب في غزة.. ومصر الأقرب للقيادة

غزة بسبب الحرب الإسرائيلية

غزة بسبب الحرب الإسرائيلية

برز الدور المصري في مقدمة الجهود الدولية لتشكيل قوة الاستقرار داخل قطاع غزة، حيث يرجح أن تتولى القاهرة قيادة القوة المكونة من نحو 5000 جندي، والمكلفة بمهام أمنية وإنسانية عقب انتهاء العمليات العسكرية، وفقًا لصحيفة "الجارديان".

رفض إسرائيل لمشاركة تركية

ورغم التوافق المبدئي على تشكيل هذه القوة، فإن الجدل لا يزال قائمًا بشأن هوية الدول المشاركة، بعد أن أعلنت إسرائيل رفضها القاطع لمشاركة قوات تركية ضمن التشكيلة.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أن أحد الشروط الأساسية في الاتفاق هو رضا إسرائيل عن جنسية القوات المشاركة، مؤكدًا أن الهدف من هذه القوة هو سد الفراغ الأمني تمهيدًا لبدء عملية إعادة إعمار غزة التي تعد من أكبر عمليات إعادة الإعمار في المنطقة.

تركيا تعرب عن استعدادها للمشاركة 

وأعربت تركيا عن استعدادها لإرسال قوات للمشاركة في مهام حفظ الاستقرار، إلا أن إسرائيل أبدت اعتراضًا رسميًا، مبررة موقفها بأن الرئيس رجب طيب أردوغان يتمتع بعلاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، ما يثير مخاوفها من تضارب المصالح، بحسب "الجارديان".

ويرى مراقبون أن استبعاد تركيا من هذه القوة سيكون خطوة مثيرة للجدل، نظرًا لكونها أحد الضامنين لاتفاق ترامب لوقف إطلاق النار الذي يتكون من عشرين نقطة، بالإضافة إلى مكانتها العسكرية القوية في العالم الإسلامي.

في المقابل، تواصل إندونيسيا والإمارات العربية المتحدة مشاوراتهما حول منح القوة تفويضًا رسميًا من مجلس الأمن الدولي، حتى لو لم تكن خاضعة بالكامل لإشراف الأمم المتحدة.

مركز التنسيق المدني العسكري

ووفق الخطة الأمريكية، من المقرر أن تتعاون القوة مع مركز التنسيق المدني العسكري (CMCC) التابع للولايات المتحدة، والذي يتخذ من مدينة كريات جات جنوب إسرائيل مقرًا له، ويضم مستشارين من بريطانيا وفرنسا والأردن والإمارات، وقد افتتح نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس هذا المركز مؤخرًا، على أن يتولى أيضًا تنسيق دخول المساعدات إلى غزة، رغم استمرار إغلاق المعابر الرئيسية.

وعينت وزارة الخارجية الأمريكية، السفير ستيفن فاجن، ليكون رئيسًا للمركز.

وستكون مهمة هذه القوة، نزع سلاح حركة حماس وتأمين الحكومة الفلسطينية الانتقالية التي يجري التفاوض حول تشكيلها.

نتنياهو يرفض مشاركة السلطة الفلسطينية 

وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه تولي السلطة الفلسطينية أي دور في إدارة غزة بعد الحرب، بينما اتفقت الفصائل الفلسطينية في القاهرة على تشكيل لجنة مؤقتة من التكنوقراط المستقلين لتولي إدارة القطاع بدعم عربي ودولي.

وما زال فريق مكون من 81 خبيرًا تركيًا من هيئة إدارة الكوارث والطوارئ بانتظار الإذن الإسرائيلي للدخول إلى غزة، رغم تمركزهم منذ الخميس الماضي على الحدود المصرية مزودين بأجهزة كشف عن الحياة وكلاب بحث متخصصة، بحسب الصحيفة.

أردوغان يدعو للضغط على إسرائيل

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل عبر العقوبات ووقف مبيعات الأسلحة لضمان التزامها ببنود خطة ترامب.

من جانبه، أكد الوزير الأمريكي روبيو أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لن تشارك في إدارة شؤون غزة، معتبرًا أنها تابعة لحماس، وهو ما أثار خلافًا مع الأمم المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، إضافة إلى محكمة العدل الدولية التي شددت مؤخرًا على أن الأونروا تظل جهة لا غنى عنها لتوزيع المساعدات داخل القطاع.

وترى المحكمة أن إسرائيل لم تقدم أدلة كافية تثبت اختراق الأونروا من قبل حماس، فيما شكل الموقف الأمريكي الإسرائيلي المشترك ضد الوكالة معضلة سياسية جديدة، خاصة وأن خطة ترامب تضمنت دورًا للأمم المتحدة في توزيع المساعدات دون أن تذكر الأونروا صراحة.

وفي المقابل، أعلنت النرويج، التي قادت التحرك في الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر العام الماضي، أنها تعمل على إعداد مشروع قرار يستند إلى استنتاجات محكمة العدل الدولية، يؤكد على ضرورة منع إسرائيل من تقييد دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

عدد شاحنات المساعدات التي ادخل غزة

ووفقًا لبنود خطة ترامب لوقف إطلاق النار، كان من المفترض دخول 600 شاحنة مشاعدات يوميًا إلى القطاع، إلا أن المعدل الفعلي لم يتجاوز 89 شاحنة يوميًا، أي ما يعادل 14% فقط من الكمية المتفق عليها.

شاحنات المساعدات في غزة

واتهمت الأونروا إسرائيل بتصعيد العنف في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وبمواصلة سياسة الضم غير القانونية، مؤكدة أن مستقبل غزة والضفة الغربية واحد ولا يمكن فصلهما.

أما رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، توم فليتشر، فوصف زيارته الأخيرة لغزة قائلًا: “شعرت وكأنني أقود سيارتي وسط أنقاض هيروشيما أو دريسدن أو ستالينجراد”.

وفي ختام الأسبوع، اجتمعت وفود من حركتي حماس وفتح في القاهرة برئاسة خليل الحية وحسين الشيخ لمناقشة ترتيبات ما بعد الحرب، حيث أكدت حماس حصولها على ضمانات واضحة من الوسطاء بأن الحرب انتهت فعليًا، واتفقت الفصائل على تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة من التكنوقراط المستقلين لتولي إدارة شؤون القطاع بالتنسيق مع الأطراف العربية والمؤسسات الدولية.

اقرأ أيضًا:

بعد تعيينه رئيسًا لمركز التنسيق المدني العسكري في غزة، من هو ستيفن فاجن؟

search