الأحد، 26 أكتوبر 2025

08:07 ص

كارثة في إيران، الأقمار الصناعية تُظهر أزمة المياه ومقترح بنقل العاصمة

أزمة جفاف في إيران

أزمة جفاف في إيران

انهارت الأراضي الرطبة في شمال إيران، وأصبحت سماؤها صامتة بشكل مخيف، بعد أن كانت مزدهرة بالطيور في السابق.

في محافظة غلستان، لم تصل مئات الآلاف من الطيور المهاجرة هذا الخريف، إذ دفع الجفاف والسدود المقامة أعلى النهر المنطقة نحو الانهيار البيئي، وذكرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية: "سماء غلستان خالية هذا العام".

أزمة مياه في طهران

وذكرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، هذا الأسبوع، أن تدهور الأراضي الرطبة الشمالية يعكس أزمة مياه أوسع نطاقًا في جميع أنحاء إيران، فالأنهار والبحيرات تتقلص، والمياه الجوفية تستنزف بسرعة، والجفاف المطول يُرهق الزراعة والمناطق الحضرية على حد سواء. 

وعلى إثر هذه الأزمة، اقترح الرئيس الإيراني نقل عاصمة البلاد، مُشيرًا إلى هشاشة طهران، مع أن العديد من المسؤولين يُحذرون من أن سوء الإدارة المنهجي للمياه لا يزال هو المشكلة الجذرية.

وتواجه إيران واحدة من أشد أزمات المياه في تاريخها الحديث، وتتجاوز عواقبها النظم البيئية المحلية بكثير، إذ تُقوّض ندرة المياه الإنتاج الزراعي في إحدى أكثر مناطق المنطقة خصوبة، مما يُهدد الأمن الغذائي وسبل العيش الريفية.

أزمة المياه في طهران

وقد أدى الجفاف المُطوّل وتغير المناخ وممارسات الري غير الفعّالة إلى تسريع استنزاف الأنهار والبحيرات وطبقات المياه الجوفية، بينما أدى الإفراط في استخدام المياه في المراكز الحضرية إلى تفاقم هبوط الأراضي وإجهاد البنية التحتية.

كما يُعدّ الانهيار البيئي في الشمال أيضًا بمثابة تحذير للمناطق الأخرى، فمع جفاف الأراضي الرطبة وانتشار الغبار الملحي، تواجه المجتمعات في جميع أنحاء البلاد مخاطر صحية متزايدة وتدهورًا بيئيًا. 

ويحذر الاقتصاديون والمخططون من أنه بدون إصلاحات شاملة، قد تُعيق أزمة المياه في إيران النمو الاقتصادي، وتُفاقم ضغوط الهجرة، وتُفاقم التفاوتات الإقليمية.

3 سنوات من الجفاف 

عانت الأراضي الرطبة في شمال إيران لثلاث سنوات متتالية من الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وتأثيرات السدود في المنبع، وقد أدى الانهيار الهيدرولوجي الناتج إلى كشف قيعان البحيرات، مما أدى إلى تكوّن غبار مالح، وأضرّ بالمحاصيل وهدد المجتمعات المجاورة. 

ولا يشير اختفاء الطيور المهاجرة، مثل الفلامنجو والبجع، إلى فقدان التنوع البيولوجي فحسب، بل إلى اضطراب أوسع نطاقًا في النظم البيئية الإقليمية التي تدعم سبل العيش المحلية.

ويظهر مقطع زمني تم إنشاؤه من الصور التي التقطتها أقمار Sentinel-2 التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية بين نوفمبر 2020 وأكتوبر 2025، الانكماش الدراماتيكي للأراضي الرطبة.

نقص المياه في المناطق الحضرية

تعكس الأزمة البيئية في الشمال، الضغوط على المراكز الحضرية، فقد أدى الجفاف وتراجع هطول الأمطار والإفراط في استخراج المياه الجوفية، إلى أزمة في نظام المياه في طهران.

في العام الماضي، بلغ معدل هطول الأمطار حوالي 140 ملم، مقارنةً بالمعدل القياسي البالغ 260 ملم، وتشير التقديرات الأولية لعام 2025 إلى مستويات أقل من 100 ملم. 

وقد استُنفدت السدود التي تُغذي المدينة عادةً بنسبة 70% من مياهها، في حين أدى الاعتماد على المياه الجوفية إلى تسريع هبوط الأرض، حيث تغرق بعض المناطق بما يصل إلى 30 سم سنويًا.

اقتراح نقل العاصمة

رداً على الضغوط المتزايدة على المياه والبنية التحتية، اقترح الرئيس الإيراني نقل عاصمة البلاد من طهران إلى الجنوب.

وقال الرئيس مسعود بزشكيان إنه طرح الفكرة مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي العام الماضي، مؤكدًا أن أزمات الموارد المتراكمة تجعل الانتقال التزامًا.

وفي حديثه الأسبوع الماضي بالقرب من الخليج العربي، سلط ظريف الضوء على قدرة المنطقة على الوصول إلى المياه المفتوحة وطرق التجارة، قائلًا إن هذه الخطوة يمكن أن تحفز النمو الاقتصادي مع تخفيف الضغوط على طهران

تقع هذه المنطقة على شواطئ الخليج العربي، وتوفر وصولاً مباشرًا إلى المياه المفتوحة، وفرصًا لتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية. 

وأضاف: “إذا نظرنا إلى إمكانيات هذه المنطقة نظرة مختلفة، يُمكننا بناء منطقة مزدهرة ومتقدمة للغاية. لا يكفي قبول الوضع الراهن دون رسم خريطة علمية ودقيقة ووطنية للمستقبل”.

ومن جانبه قال رئيس منظمة غلستان البيئية غير الحكومية، عبدالحكيم إدريسي: "الأراضي الرطبة تموت، ما لم تُتخذ إجراءات وطنية عاجلة لاستعادة حقوق المياه، ومراجعة الممارسات الزراعية، وتنسيق إدارة المياه بين المحافظات، ستتحول هذه الأزمة قريبًا إلى أزمة إنسانية".

فيما قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: "تواجه طهران وكرج وقزوين حاليًا أزمة مياه، وهذه الأزمة لا يمكن حلها بسهولة. هذه كارثة، وتُظهر أن المياه تحت أقدامنا آخذة في النفاد".

اقرأ أيضًا..

بعد خمول 700 ألف عام، دراسة تحذر من احتمال ثوران بركان "تافتان" بإيران

هزة أرضية بقوة 4.3 تضرب جنوب محافظة كرمان في إيران

تابعونا على

search