الخميس، 30 أكتوبر 2025

08:26 م

من ذراع عسكرية إلى قوة متمردة.. ما هي قوات الدعم السريع بالسودان؟

حميدتي وعناصر من قوات الدعم السريع

حميدتي وعناصر من قوات الدعم السريع

أدى تصاعد حدة المواجهات في السودان خلال الأيام الأخيرة، بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في دارفور، وارتكابها عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين، إلى طرح العديد من التساؤلات حول ما هذه القوات التي تقاتل اليوم ضد الدولة؟، بعد أن كانت يومًا ما ذراعًا أمنية للسلطة، ثم تحولت إلى خصم شرس للجيش السوداني نفسه.

البداية كانت حيت تحالف الجيش السوداني مع جماعة شبه عسكرية تعرف باسم قوات الدعم السريع، ما أدى إلى زيادة نفوذها وتجاوزات قائدها الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهو ما وضع الجانبين في مواجهة مباشرة.

نشأة قوات الدعم السريع

تعود جذور قوات الدعم السريع إلى ميليشيات الجنجويد التي أنشأها الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير مطلع الألفية، وساعدت الجيش في مواجهة القبائل غير العربية في إقليم دارفور غربي البلاد.

في حين كان الجيش يمتلك الطيران والأسلحة الثقيلة، تولت ميليشيات الجنجويد العمليات الميدانية على الأرض في المناطق النائية.

وبحسب الأمم المتحدة، أدى الصراع بين عامي 2003 و2008 إلى مقتل نحو 300 ألف شخص ونزوح أكثر من 2.5 مليون آخرين، كما فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقًا في تلك الجرائم، ووجهت في عام 2009 اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية إلى البشير.

سعى البشير لاحقًا إلى إعادة تنظيم هذه الميليشيات، فحولها عام 2013 رسميًا إلى "قوات الدعم السريع" (RSF)، التي بدأت عملها كقوات حرس حدود.

عمر البشير وحميدتي

قائد القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي)

يتزعم قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، وهو قائد سابق في ميليشيا الجنجويد كان من أبرز المقربين من البشير، قبل أن يشارك في الإطاحة به إثر الانتفاضة الشعبية عام 2019.

محمد حمدان دقلو

وفي عام 2021، تحالف حميدتي مع قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان لتنفيذ انقلاب عسكري جديد، تشاركا بعده السلطة حتى اندلاع المواجهات بينهما.

لكن مع اتساع نفوذ حميدتي وطموحاته السياسية، تحول التحالف إلى صراع مفتوح، خصوصًا بعدما رفضت قواته الانضمام إلى صفوف الجيش وفق خطة الدمج التي طرحها البرهان.

وفي 15 أبريل 2023، اندلع القتال بين الطرفين، لتُتهم قوات الدعم السريع منذ ذلك الحين بارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم حرب في مناطق مختلفة من السودان.

حجم القوة ونفوذها 

تقدر أعداد مقاتلي الدعم السريع بين 70 ألفًا و150 ألفًا، ويضم تشكيلها ضباطًا سابقين من الجيش وجهاز الاستخبارات، وفقًا لعالم الاجتماع رولان مارشال من جامعة "ساينس بو" الفرنسية.

وخلال الأشهر الأخيرة، وسع حميدتي قاعدة نفوذه بتجنيد مقاتلين من شرق وشمال السودان، كما عزز علاقاته الخارجية عبر زيارات إلى روسيا، والتعاون مع مجموعة فاجنر الروسية في مجال التنقيب عن الذهب، وفقًا لصحيفة "ذا وول ستريت جورنال".

ورغم اتساع انتشارها، إلا أن قوات الدعم السريع لا تمتلك التفوق العسكري الذي يحظى به الجيش السوداني، إذ تفتقر إلى سلاح الجو والقدرات القتالية داخل المدن الكبرى مثل الخرطوم، بحسب الصحيفة.

اقرأ أيضًا:

صورة مؤثرة من دارفور تعيد مأساة محمد الدرة إلى الذاكرة

بعد 500 يوم حصار، حميدتي: ما جرى في الفاشر عمل احترافي يدرس بالجامعات

حميدتي يهدد مصر، ماذا حدث في "الفاشر" وكيف سقطت في يد "الدعم السريع"؟

search