الأحد، 02 نوفمبر 2025

07:39 م

تمثال في المنفى، لماذا غابت رأس نفرتيتي عن احتفالات المتحف المصري الكبير؟

تمثال رأس الملكة نفرتيتي

تمثال رأس الملكة نفرتيتي

في مشهد طال انتظاره، اتجهت أنظار العالم أمس، نحو الصرح الحضاري الجديد القابع بجوار أهرامات الجيزة، المتحف المصري الكبير، الذي أزيح عنه الستار ليجسد نبض التاريخ المصري القديم، ويعرض آثارًا زاخرة من حضارة تمتد لآلاف السنين، لكن غاب عنه عنصر رمزي طالما ارتبط بروح الجمال والملكية في التاريخ المصري، رأس الملكة نفرتيتي، التمثال الأسطوري.

رأس نفرتيتي في المتحف المصري الكبير

ووسط أجواء الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير، تصدرت رأس الملكة نفرتيتي، مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما طالب عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بإعادة التمثال إلى مصر، ليكون ضمن الآثار التي يحتضنها المتحف الكبير.

 

سبب غياب رأس نفرتيتي في المتحف المصري الكبير

في عام 1912، أعلنت بعثة تنقيبية ألمانية بقيادة عالم الآثار المصرية الألماني لودفيج بورشارد، عثورها على التمثال النصفي الشهير الذي يشخص رأس الملكة الفرعونية نفرتيتي، والمصنوع من الحجر الجيري، على بعد نحو 300 كم من القاهرة، وقامت حينها بنقله خارج مصر وصولاً إلى ألمانيا، ليتم عرضه في العام التالي في متحف برلين الوطني.

رأس الملكة نفرتيتي

يحتضن متحف برلين، تمثال نصفي للملكة نفرتيتي من تل العمارنة التي انتقل إليها زوج الملكة نفرتيتي الملك أخناتون الذي حكم حتى عام 1335 قبل الميلاد، وتعد هذه القطعة الأثرية الأكثر شهرة في متحف برلين الجديد بمجموعته من الفن المصري.

مطالبة بعودة تمثال نفرتيتي إلى مصر

في عام 2024، أطلق وزير الآثار الأسبق، الدكتور زاهي حواس، وثيقة عودة رأس الملكة نفرتيتي إلى مصر، خلال ندوة تحت عنوان “رحلة البحث عن الملكة نفرتيتي”، ونشر رابط مخصص لجمع توقيعات المطالبة بهذا الأمر، لتصل التوقيعات التي تحقق منها 75.901.

وثيقة عودة تمثال نفرتيتي إلى مصر

وقال حواس في العريضة: "أكتب نيابة عن المصريين - وكل من يدافع بقوة عن إعادة تراث مصر إلى وطنه - لتقديم طلب لإعادة تمثال نفرتيتي المصنوع من الحجر الجيري الملون، والمسجل في متحف نيويس تحت رقم الجرد AM 21300. 

وتابع: “هذا التمثال النصفي، الرائع الذي لا مثيل له في التاريخ من حيث قيمته التاريخية والجمالية، موجود الآن في ألمانيا، ولكن حان الوقت لإعادته إلى موطنه مصر”. 

رأس الملكة نفرتيتي

وواصل: “لسنوات، حُرمت مصر من العديد من أهم قطعها الأثرية المصرية القديمة - ومنها تمثال نصفي من الأسرة الثامنة عشرة، الذي لم يفشل قط في استقطاب أعداد لا تُحصى من الزوار إلى متحف برلين الجديد الشهير، ورغم تجاهل دعوات عديدة لحوار هادف، وكذلك مطالب بالاعتراف بكيفية وصول هذه القطعة الأثرية الفريدة إلى ألمانيا، فإن هذه العريضة تهدف إلى إعادة إشعال هذا الحوار، وإلهام عودة التمثال النصفي إلى القاهرة، والحصول على ردّ محترم من السلطات الألمانية”. 

وأشار إلى أنه على مدار العشرين عامًا الماضية، كانت جهود مصر في استعادة الآثار جديرة بالثناء. فمن أقصى بقاع الأرض كالولايات المتحدة الأمريكية إلى أقاصيها كأوروبا، استعادت السلطات المصرية، بمساعدة هيئات شرطية ودبلوماسية دولية، آلاف القطع الأثرية التي أُخرجت من البلاد بشكل غير قانوني وأعادتها إلى الوطن، لذا، يُعد هذا الطلب نتيجة منطقية لسياسة أمتنا الراسخة في المطالبة بإعادة أي قطع أثرية تاريخية وأثرية أُخذت من البلاد بشكل غير قانوني، وخاصة تلك التي يُعتقد أنها فريدة من نوعها. 

ولفت إلى ما يتعلق بحادثة التمثال النصفي تحديدًا، فإن السجلات المعاصرة واللاحقة، التي تُوثّق عمليات التنقيب وتوزيع لقى مجموعة القطع الأثرية التي تضم تمثال نفرتيتي النصفي، أثبتت أن التمثال نُقل من مصر بما يخالف نص وروح القوانين المصرية السارية آنذاك، منذ أول نشر كامل لتمثال نفرتيتي النصفي، والذي لم يظهر إلا بعد أكثر من عقد من اكتشافه عام 1912على يد لودفيج بورشاردت، بذلت مصر عدة محاولات لاستعادة هذا التمثال النفيس.

وفيما يتعلق بالأطر القانونية، تطرق إلى المادة 13 (ب) من اتفاقية اليونسكو بشأن وسائل حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة (1970) جميع الدول الأطراف في الاتفاقية - التي صادقت عليها ألمانيا في عام 2007 وقبلتها مصر في عام 1973.

وأضح أنها تنص على: "ضمان تعاون خدماتها المختصة في تسهيل إعادة الممتلكات الثقافية المصدرة بطريقة غير مشروعة إلى مالكها الشرعي في أقرب وقت ممكن". 

اقرأ أيضًا:

"شرف أني أرحب بالرئيس السيسي بالموسيقى"، أول تعليق من دنيا الدغيدي مايسترو افتتاح المتحف المصري الكبير

search