الخميس، 13 نوفمبر 2025

11:23 ص

القيصر لا يتوقف، دولتان جديدتان في مرمى بوتين بعد أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن

قد لا يتوقف شغف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالفتوحات الإقليمية الجديدة عند أوكرانيا، فبينما ازداد القلق بشأن طموحات زعيم الكرملين في الأشهر الأخيرة بشكل خاص في بعض دول أوروبا الشرقية، بما في ذلك مولدوفا وبولندا ودول البلطيق، تأتي إشارات مقلقة أيضًا من آسيا الوسطى وجنوب القوقاز. 

ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أكد خبراء غربيون أن روسيا تستعد لتحركاتها المقبلة في آسيا الوسطى والقوقاز، بهدف استعادة نفوذها في "فنائها الخلفي".

كازاخستان وأرمينيا 

وأشار التقرير إلى أن القيصر يُجهز خطوته التالية هنا، وتحديدًا في كازاخستان وأرمينيا، لتحقيق رؤيته لروسيا الإمبريالية الجديدة، وهذه المرة، على عكس كييف، قد لا يحتاج بوتين إلى اللجوء إلى الدبابات، أو على الأقل ليس بشكل فوري.

وحلل الخبيران سيث كروبسي، نائب وزير البحرية السابق في عهد رونالد ريجان، وجوزيف إبستاين، مدير مركز توران للأبحاث، التهديد الروسي الجديد. 

وبدأ المحللان، من ملاحظة بسيطة: أن كازاخستان وأرمينيا تبتعدان عن دائرة النفوذ الروسي التي كانتا تنتميان إليها تاريخيًا، وقد تأكدت هذه العملية، التي تسارعت بفعل الحرب في أوكرانيا، في تقرير سري قدمه رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين عام 2024، والذي أقرّ بأن روسيا تخسر نفوذها في آسيا الوسطى والقوقاز.

يجب قراءة ادعاءات ميشوستين، في ضوء الاهتمام المتزايد الذي تبديه الولايات المتحدة بـ"الحديقة الخلفية" للاتحاد الروسي، حيث تمتلك كازاخستان احتياطيات هائلة من المعادن النادرة، وتقع، إلى جانب أرمينيا، في قلب طريق تجاري استراتيجي يربط آسيا بأوروبا، مما يسمح لها بتجاوز روسيا وإيران.

في ضوء ذلك، ليس من المستغرب أن الكرملين، الحريص على منع سيناريو غير مواتٍ له، قد كثّف جهوده لزعزعة استقرار المنطقة في الأشهر الأخيرة.

ويستذكر كروبسي وإبستاين أنه في كازاخستان، حاول عملاء روس إثارة الاضطرابات في الشمال ذي الأغلبية الروسية، ولا تقلّ الإجراءات الروسية في أرمينيا تهورًا، حيث اعتقلت السلطات رجل أعمال موالٍ لروسيا كان ينوي القيام بانقلاب، بينما انقلبت الكنيسة الأرمنية، التي يتهمها المنشقون بصلاتها بالمخابرات الروسية، على الحكومة.

يبدو أن مناورات بوتين في أستانا ويريفان تُذكّر بخطة موسكو ضد كييف، وتعد كازاخستان، صاحبة أطول حدود متصلة مع روسيا، والتي تضم أكبر جالية روسية بعد الجالية الأوكرانية، معرضة بشكل خاص لتحركات الكرملين العدائية.

 وقد شكك المشرعون والخبراء في الاتحاد في سلامة أراضيه (وقد صرّح بوتين نفسه بأن "الكازاخستانيين لم تكن لهم دولة قط")، وتتهم وسائل الإعلام الحكومة المحلية بـ"رهاب روسيا" وتدعو للدفاع عن السكان ذوي الأصول الروسية.

ويجادل الخبراء بأن موسكو لن تشن على الأرجح صراعًا ضد أستانا بالتزامن مع صراعها ضد كييف، لكنها بدأت بالفعل في تمهيد الطريق. 

ويتجلى ذلك في وثائق روسية مسربة، نشرتها إذاعة "أوروبا الحرة/ راديو ليبرتي"، والتي تكشف كيف تنشر آلة الدعاية الروسية روايات مؤيدة للكرملين.

في هذه الأثناء، يزعم التقرير أن بوتين يحاول في أرمينيا تأجيج المشاعر القومية عبر وسائل إعلامية مثل سبوتنيك أرمينيا، والتي رددتها، دون قصد، جماعات الشتات المعارضة لاتفاقية السلام الموقعة في أغسطس بين يريفان وباكو بوساطة دونالد ترامب.

وقال محللون إن موسكو تهدف إلى الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء نيكول باشينيان وعرقلة عملية السلام بين أرمينيا وأذربيجان لاستعادة نفوذها على "الممر الأوسط".

يضيف التحليل الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست عنصرًا من عدم القدرة على التنبؤ ناجمًا عن عامل ترامب، فقد سهّل تقارب قطب الأعمال، وإن كان غير متكافئ، مع الرئيس الروسي، مؤخرًا انهيار النفوذ الروسي في جواره والانفتاح على حلفاء جدد، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.

وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز ”، فإن انفتاح دونالد ترامب على موسكو (وتخفيف حدة التوترات مع الصين) سمح لدول آسيا الوسطى بإقامة علاقات أسهل مع أمريكا. 

وفي هذا الصدد، لم يغب عن بال الكرملين أن الرئيس الأمريكي استقبل أمس قادة كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان في البيت الأبيض.

search