الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

11:04 ص

رغم الضغوط الروسية، الشرع: متمسكون بمحاكمة بشار الأسد

الرئيس السوري أحمد الشرع

الرئيس السوري أحمد الشرع

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن حكومته ماضية في جهودها لمحاكمة الرئيس السابق بشار الأسد، الذي لجأ إلى روسيا بعد انهيار نظامه في ديسمبر من العام الماضي، مشيرًا إلى أن هذه القضية تمثل مصدر إزعاج واضح لموسكو.

وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أوضح الشرع أن العلاقات بين دمشق وموسكو لا تزال في بدايتها بعد عقد من الحرب، مؤكدًا سعي سوريا للحفاظ على توازن دقيق في التعامل مع روسيا لما لها من دور أساسي كعضو دائم في مجلس الأمن.

وقال الرئيس السوري: "لقد كانت حربًا طويلة وصعبة استمرت عشر سنوات، ورغم إعلانهم عن مقتلي مرات عدة خلالها، نحن بحاجة إلى روسيا ولدينا مصالح استراتيجية معها، ولا نريد دفعها لاتخاذ خيارات أخرى تجاه سوريا".

وشدد على أن قضية الأسد تمثل إزعاجًا لموسكو، لكنه أكد أن دمشق لن تتنازل عن حقها في المطالبة بمحاكمة الأسد، موضحًا أن بلاده ستتمسك بموقفها كسوريين يسعون لمحاسبة المسؤولين عن معاناة الوطن.

مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بعد خمسة عقود

كشف الشرع عن مفاوضات مباشرة تجري بين سوريا وإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد أكثر من خمسين عامًا من الصراع، منذ توقيع اتفاق فك الاشتباك عام 1974 الذي أُلغي بعد سقوط نظام الأسد، فيما وسعت إسرائيل وجودها في الأراضي السورية وطردت بعثة الأمم المتحدة واستولت على أراضٍ جديدة.

وأوضح أن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة جوية على الأراضي السورية منذ ديسمبر 2024، استهدفت مواقع حساسة منها القصر الرئاسي ووزارة الدفاع، مؤكّدًا أن دمشق امتنعت عن الرد رغبة في التركيز على إعادة البناء بعد سنوات الحرب.

وأشار الشرع إلى أن التحركات الإسرائيلية لا تعود لمخاوف أمنية كما تزعم تل أبيب، بل لطموحات توسعية واضحة، مضيفًا: "إسرائيل تبرر تدخلها بالخشية من الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني، لكننا نحن من طرد تلك القوات من سوريا".

شروط سوريا لإبرام اتفاق نهائي

وأكد الشرع أن المفاوضات بين دمشق وتل أبيب قطعت شوطًا جيدًا، مشددًا على أن الشرط الأساسي لإبرام اتفاق نهائي هو انسحاب إسرائيل إلى حدودها قبل الثامن من ديسمبر.

وأشار إلى مشاركة الولايات المتحدة في المفاوضات ودعم عدد من القوى الدولية للموقف السوري، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن تأييده لوجهة النظر السورية، متعهدًا بدفع العملية التفاوضية بأقصى سرعة ممكنة.

موقف دمشق من المطالب الإسرائيلية في جنوب سوريا

علق الشرع على المطالب الإسرائيلية بنزع السلاح من منطقة جنوب دمشق، واصفًا الفكرة بأنها صعبة التطبيق، محذرًا من أن أي منطقة خالية من السلاح قد تتحول إلى ساحة فوضى يصعب السيطرة عليها.

وتابع: "إذا استخدمت تلك المنطقة لإطلاق النار على إسرائيل، فمن سيتحمل المسؤولية؟ هذه أرض سورية ويجب أن تحتفظ دمشق بكامل الحرية في إدارتها".

وأضاف أن إسرائيل تحتل مرتفعات الجولان بذريعة حماية أمنها وتفرض شروطًا في جنوب سوريا لنفس السبب، محذرًا من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى مزيد من التوسع الإسرائيلي، مستشهدًا بسخرية: "ربما بعد سنوات سيحتلون وسط سوريا بحجة حماية الجنوب، ثم يصلون إلى ميونيخ في هذا المسار".

اقرأ أيضًا:

قبل لقائه المرتقب مع ترامب، سوريا تحبط مؤامرتين لاغتيال الشرع

search