الأحد، 16 نوفمبر 2025

05:20 م

“وقف الأمة” سرقت غزة، كشف أكبر عملية فساد للإخوان باسم التبرعات

أهالي غزة

أهالي غزة

منذ اندلاع الحرب على غزة في 2023، انطلقت جمعية “وقف الأمة” التي أسسها جماعة الإخوان في تركيا والأردن، لبدء حملة جمع تبرعات عالمية لمساعدة أهالي القطاع، وشارك في الحملة شخصيات إعلامية ودينية تدعو للتبرع لوقف إطلاق النار، إلى أن تمكنت الجمعية الوليدة في جمع ما يقرب من نصف مليار دولار، حسب تقديرات حركة حماس خلال شهري يناير وأكتوبر من العام الماضي.

حملة تبرعات تصل لـ نصف مليار دولار

استغلت جمعية “وقف الأمة” الأوضاع الإنسانية في غزة في جمع الأموال لصالح أهالي غزة، غير أنها استولت عليها جميعًا، بحسب بيانًا صادر عن حركة حماس في عام 2024 دعت فيه إلى عدم التعامل مع جمعية “وقف الأمة ” أو القائمين عليها . 

من تبرعات الإغاثة إلى السرقة الإخوانية

ولم تتوقف الجماعة عن جمع التبرعات والظهور عبر القنوات التلفزيونية ومنصات المؤثرين، كما بدأت بشن هجمات إلكترونية عبر حسابات وهمية ضد كل من يتحدث عن شبهات فسادها، ورغم ذلك نشر عدد من الشخصيات الفلسطينية والعربية شهادات حول ما سمي بـ"قضية نصف مليار دولار".

وخلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت عاصفة جدل واسعة حول حملة التبرعات الضخمة التي قادتها مؤسسة "وقف الأمة" الناشطة من تركيا، وسط تزايد الاتهامات بشأن طبيعة الأموال ومصيرها.

جمع الأموال لصالح أغراض الإخوان

وتعليقًَا على هذه الأحداث، قال المحامي ثروت الخرباوي عضو مجلس الشيوخ، إن حركة حماس كانت الجهة التي كشفت ما وصفه بـ "لصوصية الإخوان"، مشيرًا إلى أن الجماعة اعتادت منذ عهد حسن البنا استخدام القضية الفلسطينية كواجهة لتحقيق مكاسب مالية وسياسية.

المحامي ثروت الخرباوي عضو مجلس الشيوخ

وحول سرقة الإخوان لأموال التبرعات لصالح أغراضهم الشخصية، أوضح الخرباوي في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول أن تقيم لنفسها تنظيمًا قويًا محكمًا، يمتلك مبالغ طائلة وأفراد وأسلحة وتنظيم سري خاص، حتى تتمكن من أن تقيم لنفسها جيش مسلح.

وأشار إلى أن جزء من هذه الأمول يذهب غنائم في جيوب قادة الإخوان، والآخر تمويل الإرهاب في المناطق التي تستهدفها جماعة الإخوان لزعزعة الاستقرار فيها، وهي تضع نصب أعينها على مصر في المقام الأول.

صبغ القضية الفلسطينية صبغة دينية

ومن جهته، قال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، منير أديب، إن جماعة الإخوان المسلمين حاولت صبغ القضية الفلسطينية صبغة دينية، وجمعت الأموال تحت عنوان إغاثة الشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أن واقعة السرقة ليست الأولى، فكان للدكتور أمير بسام أحد قيادات الإخوان وعضو مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين، تسجيل صوتي لأكثر من 3 سنوات، اتهم فيه محمود حسين، القائم بأعمال مرشد الاخوان، بأنه سرق أموال الجماعة ووضعها في جعبته، من خلال شراء سيارات وعقارات في تركيا باسمه.

الخبير في شؤون الحركات الإسلامية منير أديب

ولفت أديب في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إلى أن التنظيم في مصر وضع على قوائم الإرهاب، وهناك مئات الآلاف من أسر التنظيم يريدون أن ينفقون على أنفسهم، وبالتالي يجمع التنظيم الأموال تحت مسمى “إغاثة الشعب الفلسطيني”.

وتابع أن الأموال تأخذ لحسابات شخصية، أو يتم إنفاقها في إعالة أسر جماعة الإخوان في البلدان، الذي يعتبر توظيف ديني أيدولوجي للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن التنظيمات الدينية لا يوجد بداخلها أي عوامل للرقابة حول دخول وخروج الأموال.

شبكة تمويل واسعة للإخوان

وفي السياق ذاته، قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، ماهر فرغلي، إن جماعة الإخوان استولت على نحو نصف مليار دولار من أموال التبرعات المخصصة لدعم قطاع غزة، مؤكدًا أن ما حدث يمثل واحدة من أكبر عمليات الفساد المرتبطة بالحملات الخيرية التي تديرها الجماعة.

استغلال القضية الفلسطينية لصالح الإخوان

وكتب فرغلي عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أن الإخوان اعتادوا تاريخيًا استغلال قضايا غزة والأقصى وفلسطين لجمع الأموال، لكن هذه المرة جاء الموقف مختلفًا بعدما رفضت حركة حماس ما جرى، وأصدرت بيانًا رسميًا أكدت فيه أن الإخوان استولوا على مبلغ ضخم يصل إلى نصف مليار دولار جرى جمعه باسم غزة.

وأوضح أن بداية الكشف عن القصة جاءت على يد شاب حمساوي يدعى خالد حسن، الذي فتح ملف فساد جمعية “وقف الأمة”، وهي جمعية أسسها إخوان الأردن ويشرف عليها كل من سعيد أبو العبد، يزيد نوفل، فؤاد الزبيدي، عبدالله سمير، خلدون حجازي، أحمد العمري، وزيد العيص. 

وأضاف أن حديث خالد حسن أثار ردود فعل، أبرزها رد الباحث محمد مختار الشنقيطي، قبل أن تتدخل حماس رسميا لإغلاق الجدل عبر بيان واضح اتهمت فيه الجمعية والإخوان بسرقة الأموال.

 الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية ماهر فرغلي

وأشار فرغلي إلى أن “وقف الأمة”، التي تقف خلف الحملة التي جمعت نصف مليار دولار، تديرها مجموعة من الشخصيات الدينية المقيمة في إسطنبول، وتنشط منذ عام 2013 في جمع التبرعات، حيث أطلقت أكثر من ألفي حملة خلال السنوات الماضية. 

وأكد أن الجمعية أعلنت حملتها الأخيرة قبل أيام، وأطلقت حملة تسويق واسعة شارك فيها إعلاميون من قناة إخبارية شهيرة وعلماء ودعاة، وشملت وسائل إعلام فضائية ومكتوبة وإلكترونية، إلى جانب تنظيم مؤتمرات في تركيا لحشد المتبرعين.

وأضاف أن ما جرى يمثل دليلًا واضحًا على حجم شبكة التمويل التي تديرها الجماعة، محذرًا من استمرار توظيف الأزمات الإنسانية في غزة لتحقيق مكاسب مالية وتنظيمية.

أخطر تنظيم للإسلام السياسي في الغرب

لم تكن هذه هي المرة الأولى لاستيلاء جماعة الإخوان على أموال الإغاثة، ففي 2021، حذرت تقارير صحفية أوروبية، من خطر جماعة الإخوان في البلاد، بالتزامن مع تكثيف الإجراءات الأمنية والاستخباراتية التي تستهدف كشف النشاطات المشبوهة للتنظيم داخل القارة العجوز، بهدف التوصل إلى إعلان الجماعة تنظيمًا إرهابيًا ووقف نشاطها بشكل نهائي.

ووفق تقرير نشرته صحيفة فلوكس بلات النمساوية، حذرت رئيسة مركز أبحاث الإسلام العالمي في فرانكفورت الألمانية وعضو المجلس الاستشاري العلمي للمركز النمساوي لتوثيق الإسلام السياسي، سوزان شروتر، من خطر تنامي جماعة الإخوان داخل المجتمعات الأوروبية، وقالت إنها تمثل أخطر تنظيم للإسلام السياسي في الغرب.

واستعرض التقرير، الإجراءات النمساوية والألمانية التي استهدفت تضييق الخناق على التنظيم وحظر رموزه وتدشين مركز لمراقبة نشاطه، فيما دعت شروتر لاتخاذ مزيد من الإجراءات لمناهضة نشاطه خلال الفترة المقبلة.

ووفقًا للدراسة التي أعدها مجموعة من الباحثين، هم، فتوح هيكل وأشرف العيسوي وخالد أحمد عبدالحميد ووائل صالح تحت عنوان “خطر جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا”، يوجد العديد من الجمعيات الخيرية التابعة لجماعة الإخوان في العديد من الدول الأوروبية.

ففي بريطانيا على يعمل "منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية" كمظلة دعم وتمويل لعشر جمعيات خيرية كلها تنتمي إلى جماعة الإخوان، ويضم هذا المنتدى عددًا من المنظمات غير الحكومية مع أعضاء من "منظمة الإغاثة الإسلامية"، و"منظمة العون الإسلامي"، و"مؤسسة الأيدي المسلمة"، وهيئة الأعمال الخيرية، ومؤسسة الإغاثة الإنسانية، و"منظمة المساعدة الإسلامية"، والجمعية الخيرية، وجمعية الأيتام المحتاجين، ومؤسسة الإمداد.

كما أن مؤسسة الإغاثة الإسلامية، التي تتخذ من لندن مركزًا رئيسيًا لها والتي أنشئت في عام 1984 في مدينة برمنغهام، من طرف كوادر التنظيم الدولي للإخوان وقياداته وفي طليعتهم إبراهيم الزيات وهاني البنا ورجل الأعمال المصري الأصل البريطاني الجنسية عمر الألفي، تقوم بدور رئيسي في جمع التبرعات المالية للجماعة.

اقرأ أيضًا:

التبرعات لم تصل لغزة، فضيحة جديدة تلاحق الإخوان

search