الإثنين، 24 نوفمبر 2025

12:14 م

ليست كلها سيئة.. حروق الشمس قد تساعد في الوقاية من السرطان

حروق الشمس

حروق الشمس

اكتشف فريق بحثي من جامعة شيكاجو أن بعض حروق الشمس المُتحكّم فيها يُمكنها تحديد آلية بيولوجية قادرة على إيقاف المراحل المبكرة من سرطان الجلد.

تستكشف الدراسة، المنشورة في مجلة "نيتشر "، كيف تُغيّر الأشعة فوق البنفسجية الاستجابة الالتهابية الخلوية وتُهيئ حالةً مُؤاتيةً لسرطان الجلد.

وأكد الخبراء أن بروتين YTHDF2 يرصد بعض التعديلات الكيميائية في الحمض النووي الريبوزي (RNA)، ويساعد بفضل ذلك على تنظيم التوازن الالتهابي داخل الخلية، ومع ذلك، فإن التعرض المطول للأشعة فوق البنفسجية يُقلل مستوياته بشكل ملحوظ، مما يُضعف قدرة الخلية على الحد من الالتهاب.

وقالت يو ينج هي، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "نحن مهتمون بفهم كيفية مساهمة الالتهاب الناجم عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية في تطور سرطان الجلد".

الأشعة فوق البنفسجية والالتهابات الخلوية

يُسهّل نقص YTHDF2 تفاعل بعض أحماض RNA المُعدّلة بـ m6A مع مُستقبِل الجهاز المناعي TLR3.. من الناحية الفسيولوجية، تُعزّز هذه العملية الكيميائية المسارات الالتهابية داخل الخلية المرتبطة بتطور أورام الجلد.

وبعبارة أخرى، فإن غياب بروتين YTHDF2 يسبب التهابًا أكثر شدة، وهو ما يرتبط بسرطان الجلد.

من ناحية أخرى، عندما يكون YTHDF2 موجودًا، فإنه يمنع تنشيط المستقبلات (يمنع الارتباط بين RNA وTLR3)، وبالتالي الحفاظ على الالتهاب تحت السيطرة.

ومن أبرز نتائج الدراسة سلوك جزيء الحمض النووي الريبوزي U6 (المُصنّف كجزيء صغير)، والذي يزداد حجمه تحت الأشعة فوق البنفسجية. 

ينقل بروتين SDT2 هذا الحمض النووي الريبوزي إلى الحويصلات، حيث يُنشّط أو يُعيق المسارات الالتهابية بناءً على وجود YTHDF2. وقد أثار هذا الأمر دهشة الباحثين، إذ لا تحتوي الحويصلات عادةً على هذا النوع من الجزيئات.

ينتقل بروتين YTHDF2 مع الحمض النووي الريبوزي U6 إلى الحويصلات الداخلية، مانعًا إياه من تنشيط مستقبل TLR3، الذي يبدأ الالتهاب، عندما يختفي البروتين أو يتحلل، يزداد تنشيط مستقبل TLR3، مما يؤدي إلى التهاب مستمر. يمكن أن يُهيئ هذا الالتهاب المستمر بيئةً مناسبةً لتتحول فيها الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية.

حروق الشمس والأشعة فوق البنفسجية السبب

وفقًا لفريق جامعة شيكاغو، تعمل هذه الآلية كـ"نظام مراقبة داخلي"، مما يساعد على حماية الجلد من أضرار أشعة الشمس، ويمكن أن يؤدي الفهم المتعمق لهذه الآلية إلى تطوير استراتيجيات تُعدّل الالتهاب وتُقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد في مراحله المبكرة.

هل الحروق تسبب السرطان أم تمنعه؟

عندما يُصاب الجلد بحروق الشمس، تتفاعل الخلايا مع الضرر الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية، وتساعد دراسة كيفية تفاعل هذه الخلايا مع الحروق المُتحكّم فيها، العلماء على فهم آليات الالتهاب وتلف الخلايا بشكل أفضل.

وبحسب المشروع، يمكن استخدام هذه المعلومات لتطوير استراتيجيات وقائية لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد، وخاصة الورم الميلانيني، قبل ظهوره.

search