ممارسة الرياضة في البرد، مفيدة أم ضارة؟
صورة أرشيفية
ممارسة التمارين الرياضية في البرد خلال فصل الشتاء عادة مفيدة للغاية، فقد يُحسّن الطقس البارد عملية الأيض والمزاج، والاستجابة المناعية، ونوعية الحياة، ومع ذلك، وكما هو الحال مع جميع الممارسات الصحية، فإنه يتطلب عناية ووعيًا، قد يكون الطقس البارد حليفًا إذا أُدير بشكل صحيح، أو عامل خطر إذا تم التقليل من شأنه.
الإحماء المناسب، والملابس الرياضية، والترطيب، والاستماع إلى جسمك، والاهتمام بصحتك، هي العناصر التي تتيح لك الاستمتاع بفوائد النشاط البدني في الهواء الطلق على أكمل وجه.
ويؤكد خبراء الطب الوقائي أن العافية هي دائمًا توازن بين التحفيز والحماية، وأن الحفاظ على هذا التوازن يعني القدرة على مواجهة الشتاء بنشاط وهدوء، دون التضحية بمتعة التمرين والعناية بالنفس.
فوائد التدريب في الهواء الطلق في البرد
ووفقا لصحيفة “إل جورنالي” الإيطالية، قالت الدكتورة لورا مازوتا، وهي طبيبة تجميل متخصصة في النظافة الوقائية والتغذية، إن النشاط البدني في بيئة باردة يمنحنا مجموعة من الفوائد الفسيولوجية والنفسية التي تستحق الاهتمام، أولها يتعلق بتوليد الحرارة.
فعندما تنخفض درجات الحرارة، يبذل الجسم جهدًا أكبر للحفاظ على حرارته الداخلية ثابتة، مما يُنشّط عمليات الأيض التي تزيد من حرق السعرات الحرارية حتى مع نفس الشدة، وهذا يعني أن المشي السريع أو الركض المعتدل في الشتاء يستهلك طاقة أكبر من نفس الأنشطة في الأشهر الأكثر دفئًا، وفقا للطبيبة.
لا يقل أهمية عن ذلك تأثير البرد على الدورة الدموية: إذ يُحفّز البرد انقباض الأوعية الدموية الطرفية، مما يُدرّب الأوعية الدموية بشكل طبيعي على الاستجابة، يليه توسع تعويضي للأوعية الدموية يُحسّن عودة الدم الوريدي، ودورة الدم الدقيقة، وأكسجة الأنسجة. كما يستفيد الجهاز المناعي.
وتُظهر الدراسات القائمة على الملاحظة أن من يمارسون أنشطة خارجية بانتظام في الشتاء يميلون إلى امتلاك استجابة مناعية أكثر، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تحسين تنظيم آليات الالتهاب والإجهاد التأكسدي.
ولا ينبغي إغفال التأثير النفسي الإيجابي. تُعدّ ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، واستنشاق الهواء النقي، والتحرك في الأماكن المفتوحة مُخفّفًا طبيعيًا حقيقيًا للتوتر: فهي تُخفّض مستوى الكورتيزول، وتُحسّن التركيز، وتُعزز الشعور بالراحة العامة.
متى لا ينصح بذلك؟
الفئة الأولى من التحذيرات تتعلق بالأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، أو فرط الحساسية القصبية الشديد. يمكن للهواء البارد والجاف أن يُهيّج الشعب الهوائية، ويُسبب تشنجًا قصبيًا، ويُصعّب التنفس، خاصةً إذا كان الجهد المبذول شديدًا أو مفاجئًا.
في هذه الحالات، إذا لم تُوفّر الحماية الكافية، فقد تتأثر الشعب الهوائية بشكل كبير. أما الفئة الثانية من المخاطر فتتعلق بالأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية: فالبرد يُسبب تضيقًا في الأوعية الدموية الطرفية، مما يزيد من ضغط الدم وضغط القلب.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المُسيطر عليه، أو أمراض القلب المعروفة، أو عوامل الخطر الرئيسية، فإن التدريب في ظروف الطقس البارد قد يُشكّل إجهادًا مفرطًا. يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل التخطيط للأنشطة الخارجية .
أهمية مرحلة الإحماء أثناء التدريب في الطقس البارد
وفقا للتقرير، يجب أن تستمر عملية الإحماء المناسبة من 10 إلى 15 دقيقة على الأقل، وأن تتضمن حركات تدريجية تُعيد الجسم تدريجيًا إلى درجة حرارته المثلى. يُعد المشي السريع، وتمارين الذراعين والكتفين الديناميكية، وتمارين تحريك العمود الفقري، وتنشيط الورك، وتمارين القلب والأوعية الدموية الخفيفة، أمورًا أساسية لتنشيط الأنسجة.
فالحرارة المتولدة داخليًا تُقلل من لزوجة العضلات، وتزيد من تدفق الدم، وتُهيئ ردود الفعل الحسية العميقة، مما يجعل الحركات أكثر سلاسة وأمانًا. كما يُحسّن الإحماء المناسب الأداء.
نصائح لتجنب الإصابة بالأمراض أثناء التدريب في الطقس البارد
النصيحة الأولى هي تجنب الخروج وأنت متعرق بعد التدريب: فالتعرق، عند التعرض للهواء البارد، يخفض درجة حرارة الجسم ويضعف جهاز المناعة. من الضروري تغيير الملابس المبللة فورًا وتغطية الرقبة والظهر والصدر جيدًا.
يُعدّ تعويض السوائل من الأمور الأساسية أيضًا: ففي الشتاء، يقلّ الشعور بالعطش، لكنّ فقدان السوائل يستمرّ، وقد يُسهّل الإصابة بنزلات البرد والتهاب الأغشية المخاطية. يُعدّ شرب الماء الدافئ أو شاي الأعشاب خيارًا ممتازًا. كما يُفيد اختيار أوقات معتدلة الحرارة: تجنّب الصباح الباكر أو ساعات المساء المتأخرة عندما تنخفض درجات الحرارة أكثر.
الأكثر قراءة
-
مشاهدة مباراة ريال مدريد وإلتشي في الدوري الإسباني
-
حافظة للقرآن تحلم بدراسة الطب، والدة "أيسل" ضحية العين السخنة: 15 عاما سجنا لا تكفي
-
"تعدى عليها حتى الموت في المياه"، أم تستذكر تفاصيل وفاة ابنتها بعد قضية أطفال سيدز (خاص)
-
تصل للإعدام، العقوبة المتوقعة على المتهمين بواقعة "صغار مدرسة سيدز"
-
لصوص ليسوا ظرفاء، عريس يروي لحظات مرعبة: مسلحون نهبوا محتويات شقتي بأكتوبر على مدار 3 أيام
-
مقرر شهر نوفمبر للصف الأول الإعدادي 2026
-
بعد تطابق الخطة، هل استوحى مسلسل ورد وشوكولاتة مشهد نهاية زينة من مقتل شيماء جمال؟
-
عمرها 3 سنوات، وفاة طفلة اعتدي عليها شقيقها المراهق ببنها
أخبار ذات صلة
أيهما أكثر فائدة للصحة تناول بذور الشيا في الماء أم بالحليب؟
24 نوفمبر 2025 07:05 ص
تحذير جديد من تناول الأطعمة فائقة التصنيع.. هذه الأمراض مرتبطة بها
24 نوفمبر 2025 06:20 ص
من الحكة إلى الإغماء، ما أعراض حساسية الفراولة وكيفية تجنبها؟
24 نوفمبر 2025 02:36 ص
أنماط خفية تتراكم زمنيًا، سبب مخيف وراء تقليد القطط لحركات أصحابها
23 نوفمبر 2025 07:29 م
أكثر الكلمات انتشاراً