لغز الخلاف بين صلاح وليفربول: صراع خفي يهدد أسطورة الريدز
إن اللاعب محمد صلاح ليس مجرد اسم مؤثر في عالم كرة القدم، بل هو أسطورة مصرية عربية نادرة قد لا يتكرر نجاحها في عالمنا العربي إلا قليلاً.
محمد صلاح – في رأيي– لاعب متكامل مهارياً؛ يلعب بقدميه، ويسجل برأسه، وهو قنّاص دقيق في تصويباته. يكفي أن يعرف المواطن العربي أن ليفربول يلعب اليوم، حتى يفرغ وقته من أجل متابعة محمد صلاح، الذي فاز مع ليفربول بكل البطولات.
لكن يبقى الإنجاز الأعظم والمعجزة الحقيقية التي قدّمها للنادي هي قيادة الريدز للفوز لأول مرة في تاريخه ببطولة البريميرليج بعد تغيير اسم الدوري عام 1992. وقد تُوّج ليفربول باللقب مرتين بفضل مهارة وأهداف محمد صلاح، اللاعب المنقذ والفذ، والذي في رأيي ظُلم كثيرًا عندما لم يتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم، لأن تلك الجائزة لها حسابات أخرى ليست رياضية خالصة.
أين تكمن مشكلة محمد صلاح في ليفربول؟
محمد صلاح يعاني في ليفربول بشدة، ليس بسبب ما يُقال عن تقدمه في السن أو تراجع مستواه، بل لأن هناك عوامل داخلية أثرت عليه وعلى مكانته داخل النادي. وبرأيي، فإن أهم هذه العوامل تتمثل في ثلاثة أطراف:
أولاً: المدرب آرني سلوت… الفشل التكتيكي الذي كُشف مبكرًا
المتابع للموسم الماضي يدرك أن سلوت لم ينجح بقدر ما كان محظوظاً بعاملين رئيسيين:
1. سوء مستوى مانشستر سيتي وآرسنال ومانشستر يونايتد وتشيلسي في ذلك الموسم.
2. الإبداع والمهارة الخارقة لمحمد صلاح التي أنقذت ليفربول في كثير من المباريات.
لكن هذا الموسم، انكشف سلوت تمامًا:
دفاع ليفربول يعاني بشدة وأصبح حصالة للأهداف.
المنظومة الدفاعية مفككة.
والصفقات الجديدة لم تُحدث أي نقلة نوعية للفريق.
ثانياً: ريتشارد هيوز… انقلاب ناعم ضد محمد صلاح
ريتشارد هيوز – مدير التعاقدات – هو من أبرز المتسببين في ظُلم محمد صلاح داخل النادي، ليس بسبب مستوى اللاعب، بل بسبب ارتفاع راتبه وتأثيره داخل الفريق.
هيوز قاد حملة التجديد لصلاح تحت ضغط جماهيري كبير، لكنه لم يكن مقتنعاً بذلك، ثم بدأ بعدها العمل على سحب البساط من تحت أقدام صلاح عبر التعاقد مع لاعبين جدد مثل: إيــزاك، فيرتــز، إيكيتيتي..
وهو يحاول استخدام هذه الصفقات لتبرير فكرة أن "ليفربول ليس فريق النجم الواحد"، في محاولة لإضعاف مكانة صلاح تدريجيًا.
ثالثاً: مايكل إدواردز… الإدارة التي لا ترد الجميل
مايكل إدواردز، الرئيس التنفيذي لليفربول، يلعب هو الآخر دورًا مهمًا في إضعاف مكانة محمد صلاح داخل النادي.
فهو يتخلص تدريجيًا من رموز الحقبة السابقة، ويحاول التأثير على صورة محمد صلاح عبر استخدام تصريحات لاعبين قدامى مثل جيمي كاراغر وغيره، مما يعكس توجهاً إدارياً لا يضع اللاعب في مكانته التي يستحقها بعد كل ما قدّمه للنادي.
محمد صلاح سيبقى أسطورة ليفربول، شاءت الإدارة أم أبت.
مكانته في تاريخ النادي محفوظة، ورصيده لدى الجماهير لا يُمس.
لكن الحقيقة المؤسفة أن ليفربول لم يرد الجميل لصلاح، رغم أنه صنع لهم تاريخًا جديدًا وبطولات لن تُنسى.
مستقبل محمد صلاح الكروي ليس في خطر، لأنه ما زال قادرًا على العطاء لسنوات قادمة.
أما مستقبل ليفربول نفسه، فهو من يبدو مهددًا في ظل إدارة مرتبكة ومنظومة فنية لا ترتقي لاسم النادي أو قيمة نجومه.
الأكثر قراءة
-
بالمستندات، نص التحقيقات مع مديرتي مدرسة الإسكندرية في الاعتداء على 14 طفلًا
-
موعد مباراة بيراميدز وفلامنجو في كأس التحدي والقنوات الناقلة
-
بعد صور متداولة، حقيقة تدهور الحالة الصحية للفنانة عبلة كامل
-
منها إهمال الصيانة، حالات تتيح للمالك فسخ عقد الإيجار القديم
-
نائب محافظ الأقصر يزور مصابي انهيار منزل إسنا ويواسي أسر الضحايا
-
سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم السبت 13 ديسمبر 2025
-
"كميات محدودة"، الحكومة تعلق على تسرب مياه الأمطار إلى بهو المتحف الكبير
-
"العمل" تُعلن عن 747 وظيفة في شركات قطاع خاص بالجيزة
مقالات ذات صلة
اختراق الجدار العربي: أبعاد ومخاطر المشروع الإسرائيلي الجديد
28 نوفمبر 2025 04:23 م
السودان في مواجهة المصير المجهول
20 نوفمبر 2025 01:16 م
بين الفلسفة والسياسة: كيف أسس ابن رشد لعقلانية عربية مفقودة؟
12 نوفمبر 2025 12:49 م
نتنياهو.. ما لم يدركه "ملك إسرائيل"
26 أكتوبر 2025 10:10 ص
أكثر الكلمات انتشاراً