فعالة أكثر من المضادات الحيوية، أسهل طريقة لتقليل مدة إصابتك بنزلة البرد

تصيب العدوى الفيروسية في الجهاز التنفسي العلوي - والمعروفة أيضًا باسم نزلات البرد الشائعة - الجميع، عادةً ثلاث مرات في السنة، وتستمر في المتوسط ​​تسعة أيام. 

يبدأ الأمر بشعور طفيف بالحكة في الحلق، ثم عطسة، ثم السعال والعطس واحتقان الأنف الكامل مع أو بدون حمى، لبضعة أيام لا تطاق. 

لا تستجيب نزلات البرد للمضادات الحيوية، ومعظم الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية تقدم نتائج متواضعة في أحسن الأحوال. 

غسل الأنف بمحلول ملحي 

وفقًا لصحيفة “إندبندنت” البريطانية، فقد ظهرت أبحاث في السنوات الأخيرة تثبت فعالية الممارسة القديمة المتمثلة في غسل الأنف بمحلول ملحي، في مكافحة نزلات البرد الشائعة لدى كل من البالغين والأطفال. 

ولا يقتصر دور غسل الأنف بمحلول ملحي على تقليل مدة المرض فحسب، بل يقلل أيضًا من انتقال الفيروس إلى الآخرين، ويخفف الحاجة إلى المضادات الحيوية، وقد يخفض حتى من خطر دخول المريض إلى المستشفى، والأفضل من ذلك كله، أنه لا يكلف سوى القليل ولا يتطلب وصفة طبية، وفقًا للطبيبة البريطانية ماري سكوربوتاكوس. 

وقالت: “بصفتي أستاذ مساعد في الطب وطبيب أسرة، أرى حالات نزلات البرد يوميًا، وعادةً ما يكون مرضاي متشككين عندما أنصحهم لأول مرة بغسل الأنف بمحلول ملحي”. 

وأضافت: "ومع ذلك، غالبًا ما يعودون ليخبروني أن هذه الممارسة قد غيرت حياتهم، فهي لا تساعد فقط في علاج فيروسات الجهاز التنفسي العلوي، بل تساعد أيضًا في السيطرة على الحساسية، والاحتقان المزمن وسيلان الأنف الخلفي والتهابات الجيوب الأنفية المتكررة. 

ما هو غسل الأنف بمحلول ملحي؟ 

غسل الأنف بمحلول ملحي هو عملية يتم فيها غمر تجويف الأنف بمحلول ملحي، وفي بعض الدراسات، يتم ذلك باستخدام زجاجة رذاذ تعمل بمضخة.

كيف يعمل غسل الأنف بمحلول ملحي؟ 

للمحلول الملحي الأنفي فوائد رئيسية عديدة: أولاً، يعمل على تنظيف الممرات الأنفية من الشوائب ميكانيكياً، وهذا لا يشمل المخاط والقشور فحسب، بل يشمل أيضاً الفيروس نفسه، بالإضافة إلى مسببات الحساسية والملوثات البيئية الأخرى. 

ثانياً، يتميز الماء المالح بانخفاض طفيف في درجة الحموضة مقارنةً بالماء العذب، وتخلق حموضته بيئة غير مواتية للفيروسات، ما يصعّب عليها التكاثر. 

ثالثًا، يساعد المحلول الملحي الأنفي على استعادة وظائف جزء من نظام الدفاع الطبيعي لدينا، والذي يتكون من نتوءات مجهرية تشبه الشعر تُسمى الأهداب، والتي تُبطّن سطح الممر الأنفي. 

تتحرك هذه الأهداب بتناسق لتؤدي وظيفة تشبه السلم المتحرك، دافعةً الفيروسات والجزيئات الغريبة الأخرى خارج الجسم، ويساعد غسل الأنف بالمحلول الملحي على الحفاظ على فعالية هذا النظام. 

نتائج البحث 

أظهرت دراسة أجريت على أكثر من 11 ألف شخص ونُشرت في مجلة "ذا لانسيت" عام 2024 أن غسل الأنف بمحلول ملحي، بدءًا من ظهور أولى علامات الأعراض وحتى ست مرات يوميًا، يُقلل مدة المرض المصحوب بأعراض بحوالي يومين.

 في حين أفادت دراسات أصغر أن انخفاض مدة المرض قد يصل إلى أربعة أيام. 

أظهرت الأبحاث أيضًا أن غسل الأنف بمحلول ملحي قد يساعد في منع انتشار المرض، فقد أظهرت دراسة أجريت على مرضى في المستشفى أنه بعد الكشف عن الإصابة بفيروس كوفيد-19 عن طريق مسحة أنفية، أدى غسل الأنف بمحلول ملحي كل أربع ساعات على مدار 16 ساعة إلى انخفاض الحمل الفيروسي للفيروس بنسبة 8.9%. 

في المقابل، استمر الحمل الفيروسي في الارتفاع لدى المجموعة الضابطة خلال تلك الفترة. 

لا تقتصر فوائد غسل الأنف بمحلول ملحي على الأمراض المعدية الحادة فحسب، بل تتجاوزها إلى فوائد أخرى.

فقد أظهر تحليل تلوي لعشر تجارب سريرية عشوائية مضبوطة أن غسل الأنف بمحلول ملحي بانتظام لدى مرضى التهاب الأنف التحسسي، المعروف أيضاً بحمى القش، يُمكن أن يُقلل من استخدام أدوية الحساسية بنسبة 62%. 

كما أنه فعال أيضاً في علاج الاحتقان المزمن، وسيلان الأنف الخلفي، والتهابات الجيوب الأنفية المتكررة. 

بشكل عام، يعتبر غسل الأنف بمحلول ملحي بديلاً رخيصًا وفعالًا وقائمًا على الأدلة، ولن يؤدي فقط إلى تقصير مدة المرض، بل سيمنع أيضًا انتشاره، ويقلل من الحاجة إلى المضادات الحيوية غير الضرورية، ويبقي الناس خارج المستشفى.

كيفية إجراء غسول الأنف الملحي 

لمن يرغب بتجربتها، لا تحتاجون إلى أي شيء فاخر، تبيع العديد من الصيدليات الماء المالح في عبوات مزودة بفوهة، وحتى زجاجات رذاذ يمكن إعادة تعبئتها بمحلول ملحي محضر منزلياً. 

امزج حوالي نصف ملعقة صغيرة من الملح غير المعالج باليود مع كوب من الماء، من المهم لسلامتك أن يكون الماء إما مقطرًا أو مغليًا لمدة خمس دقائق على الأقل ثم يُبرد لقتل أي بكتيريا ضارة، يمكنك أيضًا إضافة رشة من صودا الخبز لتخفيف أي شعور بالوخز. 

تجدر الإشارة إلى أن المحاليل الأكثر ملوحة ليست بالضرورة أكثر فعالية، مع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن مياه البحر الطبيعية، لاحتوائها على معادن إضافية مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم، قد توفر فوائد أكبر.

كما يمكن شراء محاليل المياه المالحة تجاريًا، وقد يكون من المفيد تجربتها لمن لا يستجيبون بشكل كافٍ للمحلول الملحي وحده. 

يمكنك استخدام غسول الأنف الملحي بعد أي تعرض محتمل لمرض معدٍ، وللحصول على أفضل النتائج، يُنصح ببدء غسل الأنف عند ظهور أولى علامات العدوى.

يمكنك تكرار الغسل على مدار اليوم حسب الحاجة طوال فترة المرض، وكحد أدنى، يُنصح بغسل الأنف صباحًا ومساءً، كما يمكنك التفكير في الغرغرة بالماء والملح كعلاج مساعد.

اقرأ أيضًا..

أطعمة تعطل الجسم عن التعافي من البرد، تعرف عليها