الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025

11:22 م

كردفان غارقة في مآسي الصراع السوداني، والأطفال أبرز الخاسرين

الحرب في السودان

الحرب في السودان

تشهد منطقة كردفان في السودان تصعيدا عسكريا متسارعا يرافقه تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية، حيث أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم، مقتل ما لا يقل عن 104 أشخاص، من بينهم 43 طفلا، جراء هجمات متعددة بطائرات مسيّرة استهدفت مناطق مختلفة في إقليم كردفان منذ الرابع من ديسمبر وفق ما نقلته وكالة "رويترز".

وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلقه إزاء ما وصفه بالتصاعد المقلق للأعمال القتالية في إشارة إلى الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، إلى جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان.

ولم يقدم تورك تفاصيل إضافية بشأن الجهة المسؤولة عن الغارات الجوية، مكتفيا بالإشارة إلى أن الضربات استهدفت مرافق مدنية، من بينها مستشفيات، وروضة أطفال، إضافة إلى قاعدة تابعة للأمم المتحدة، ما يثير مخاوف واسعة بشأن حماية المدنيين والمنشآت الإنسانية.

انهيار شبه كامل للقطاع الصحي

 حذرت إدارة المستشفيات بوزارة الصحة السودانية من أزمة خانقة تضرب القطاع الصحي في ولاية شمال كردفان، نتيجة النقص الحاد في الكوادر الطبية وشح الموارد، في ظل تدهور متواصل للأوضاع الإنسانية.

وأوضحت الوزارة، أن 6 مستشفيات فقط من أصل 27 لا تزال تعمل ويمكن الوصول إليها، فيما خرجت بقية المستشفيات عن الخدمة أو أصبح الوصول إليها متعذرا بسبب الظروف الأمنية، وفقًا لقناة "العربية".

ووجهت الصحة السودانية نداء عاجلا إلى المنظمات الإنسانية الدولية لدعم ما تبقى من المرافق الصحية في الولاية، محذرة من كارثة صحية وشيكة.

تمدد الدعم السريع 

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد ميليشيا الدعم السريع تمددا شرقا داخل إقليم كردفان الغني بالنفط، والمقسم إلى ثلاث ولايات، وذلك بعد سيطرتها أواخر أكتوبر الماضي على مدينة الفاشر، التي كانت آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور غربي السودان.

ويُعد إقليم كردفان منطقة ذات أهمية استراتيجية بالغة، نظرا لمساحته الشاسعة واعتماده على الزراعة وتربية الماشية، فضلا عن كونه حلقة وصل لوجستية رئيسية بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش في الشمال والشرق والوسط، وإقليم دارفور.

استهداف الطريق القومي وقوافل الإمدادات

وفي هذا السياق، أكد عبدالمطلب عبدالعال، وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم حكومة ولاية شمال كردفان، أن قوات الدعم السريع تواصل استهداف الطريق القومي، الذي يشكل شريانا حيويا يربط مدينة الأبيض في شمال كردفان بمدينة الدلنج في جنوبها.

وأوضح عبد العال، أن هذه القوات استهدفت خلال الأيام الأربعة الماضية شاحنات تجارية تحمل بضائع وأدوية متجهة إلى الولاية، مشددا على أن تلك الشاحنات لا تحمل أي مؤن عسكرية أو أسلحة أو ذخائر.

وأضاف أن الشحنات المستهدفة كانت تحتوي على أدوية منقذة للحياة ومواد غذائية مخصصة لسكان نزحوا قسرا بسبب الحرب إلى مدينة الأبيض، التي تستضيف حاليا أكبر عدد من النازحين في السودان.

إدانة ودعوات للتحرك الدولي

وشدد الناطق الرسمي باسم حكومة شمال كردفان على إدانة الحكومة للانتهاكات المتكررة التي تستهدف المدنيين والأعيان المدنية، داعيا الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية إلى مضاعفة جهودها الإنسانية، في ظل التدفق المتزايد للنازحين القادمين من إقليم دارفور.

اقرأ أيضًا:

لنقص التمويل، خفض يصل إلى 70% في حصص الغذاء للمجاعات بالسودان

تابعونا على

search