الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

01:54 م

حمامات روحية تجلب اللقب، كيف فازت كوت ديفوار بأول كأس أمم في تاريخها؟

منتخب كوت ديفوار

منتخب كوت ديفوار

تُعد قصة تتويج منتخب كوت ديفوار بلقب كأس أمم أفريقيا 1992 في السنغال، واحدة من أكثر الحكايات إثارة وجدلًا في تاريخ الكرة الأفريقية، حيث امتزجت فيها الحقائق الرياضية بالأساطير الشعبية، وأصبحت جزءًا من "الفولكلور الكروي" في البلاد، حيث يرويها الإيفواريون حتى اليوم بألوان مختلفة تتراوح بين المصداقية والترفيه.

طقوس خاصة قبل النهائي

قبل انطلاق البطولة، كان منتخب كوت ديفوار فريقًا قويًا لكنه لم يتوج باللقب من قبل، ووفقًا للروايات المتداولة التي نشرتها "العربية"، لجأ وزير الرياضة آنذاك وبعض مسؤولي الاتحاد إلى الحلول التقليدية، واستدعوا مجموعة من المرابطين والسحرة لأداء طقوس روحية قبل المباريات، بهدف تعزيز فرص الفوز باللقب الأول في تاريخ المنتخب، ويُذكر أن اللاعبين أنفسهم، ومن بينهم النجوم مثل عبدالرزاق فيدو، شاركوا في بعض الطقوس، التي تضمنت غسلًا روحانيًا وطقوسًا خاصة لضمان التركيز والقوة النفسية قبل المباريات، بحسب تصريحاتهم لاحقًا.

منتخب كوت ديفوار عام 1992

النهائي التاريخي والفوز الأسطوري

توجت كوت ديفوار باللقب لأول مرة في تاريخها بعد مباراة نهائية أسطورية أمام غانا، انتهت بركلات ترجيح ماراثونية 11-10، حيث أكد الفوز على قوة المنتخب وقدرته على تحقيق الإنجاز التاريخي، لكن ما بعد المباراة شهد جدلاً كبيرًا على الصعيد المالي بين المسؤولين والمرابطين الذين ساهموا في التحضيرات.

شهادات اللاعبين.. الجانب الروحي والطقوس

ألان جواميني، الحارس الأسطوري، أكد في عام 2013 لموقع "البطولة المغربية"، أن طقوس الغسل الروحي للمرابطين كانت جزءًا من التحضيرات، وقال: "كانوا يغسلوننا قبل المباريات ويقولون إننا فزنا بالكأس بالفعل في مدينة دابو قبل وصولنا فيجب علينا الاعتراف بدورهم".

ألان جواميني

بينما كشف ديدييه أوتوكوري في سيرته الذاتية الصادرة عام 2024 تفاصيل أكثر عن الطقوس، قائلاً إن اللاعبين كانوا يُستيقظون في منتصف الليل للذهاب إلى المرابطين، وأكد أن الحمامات الروحية كانت جزءًا من استعدادات النهائي وقال: "الانتصار كان غير متوقع رغم كل التحضيرات التقليدية".

على مدار 23 سنة بعد 1992، لم يفز منتخب كوت ديفوار باللقب مجددًا إلا في 2015، وهو ما أعطى للقصص الشعبية طابع "اللعنة" بحسب الروايات المتداولة، ومع ذلك، يرى الكثير من الإيفواريين اليوم أن هذه القصة هي مزيج من الحقيقة والأسطورة، وأن مشاركات اللاعبين في الطقوس كانت جزءًا من ثقافة كرة القدم الأفريقية في تلك الفترة، وليست سببًا وحيدًا للفوز أو للإخفاقات اللاحقة.

منتخب كوت ديفوار 

اقرأ أيضا..

"سمك، لبن، تمر هندي"، كيف دفعت منتخبات مصر ثمن تجاهل محلل الأداء وفهلوة المسؤولين؟

الكرة المغربية من صدفة مونديالية لقوة كروية تُهيمن على القارة وتُصدّر النجوم لأوروبا

من القاهرة لـ داكار، 9 نهائيات مثيرة انتهت بـ"ركلات الأعصاب" في كأس أمم أفريقيا

search