الجمعة، 26 ديسمبر 2025

10:10 م

سوريا تغير جلدها مع عيد الميلاد، كيف ستبدو "ليرة الشرع" الجديدة؟

إطلاق ليرة سورية جديدة

إطلاق ليرة سورية جديدة

تستعد سوريا لإطلاق عملة وطنية جديدة اعتباراً من الأول من يناير 2026، في خطوة وصفها مسؤولون بأنها بداية مرحلة اقتصادية ونقدية مختلفة، فيما ستحذف صور آل الأسد التي ظلت تزين الأوراق النقدية لعقود.

وأوضح حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر الحصرية، أن المرسوم رقم 293 لعام 2025 منح المصرف الصلاحيات الكاملة لتحديد فترات الاستبدال ومراكز صرف العملة الجديدة، مشيراً إلى أن التعليمات التفصيلية ستصدر بقرار مباشر منه لضمان سهولة وسرعة تنفيذ عملية التبديل لجميع المواطنين في مختلف المناطق، وذلك وفق وكالة الأنباء السورية “سانا”.

وأكد “الحصرية” أن المصرف سيعقد مؤتمراً صحفياً لعرض جميع التفاصيل بشفافية كاملة، مضيفاً أن المصرف سيستمر في أعمال التحضير من 25 إلى 27 ديسمبر الجاري لاستكمال الاستعدادات اللازمة قبل الإطلاق الرسمي.

كيف تخطط الدولة لتغيير عملتها؟

من جانبه، قال الخبير المصرفي الدكتور عز الدين حسانين إن أي دولة عند اتخاذ قرار تغيير عملتها تمتلك خيارين رئيسيين، الأول يقتصر على تغيير الشكل فقط، بحيث تحتفظ الدولة بقيمة العملة نفسها لكن بتصميم جديد أو صور مطبوعة مختلفة. 

وأضاف حسانين لـ"تليجراف مصر"، أن هذا يعني، على سبيل المثال، أن الليرة السورية ستظل بقيمة 12,500 ليرة مقابل الدولار، لكنها ستصدر بشكل جديد يختلف عن النسخ السابقة.

أما الخيار الثاني، وفق حسانين، فهو إصدار عملة جديدة بالكامل، ويعد هذا الخيار أكثر تعقيدًا ويتطلب تخطيطًا دقيقًا لتجنب أي اضطرابات في الأسواق. 

وأوضح أن البنك المركزي عند اختيار هذا الخيار يقوم بتحديد فترة زمنية لسحب العملة القديمة من السوق، والتي قد تمتد من شهر إلى سنة بحسب الظروف الاقتصادية والإمكانات المتاحة.

وأشار الخبير إلى أن البنك المركزي يضع معايير الإصدار وفق المقاييس الدولية لضمان جودة العملة، ويحدد قيمتها مقارنة بالعملات الأجنبية اعتمادًا على قوى العرض والطلب، وحالة التجارة المحلية والعالمية.

الليرة السورية التي تحمل صورة حافظ الأسد

وخلال الفترة الانتقالية، يطلب البنك من المواطنين والشركات تسليم العملة القديمة للبنوك، ليتم ضخ العملة الجديدة بنفس القيمة، ما يضمن سحب جميع الأوراق النقدية القديمة بطريقة منظمة.

وأكد حسانين أن هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان استقرار السوق النقدي والمحافظة على السيولة، مع تعزيز ثقة المواطنين بالعملة الوطنية الجديدة، خاصة بعد أن ظلت بعض الفئات القديمة تحمل صورًا لرئيس النظام السابق، مما جعل الحاجة إلى تحديث التصميم أمرًا ضروريًا.

رمز السيادة الوطنية والمرحلة الاقتصادية الجديدة

عند الرجوع إلى تصريحات حاكم مصرف سوريا المركزي، فأوضح أن العملة الجديدة ستكون رمز للسيادة المالية بعد التحرير، وعنوان لمرحلة جديدة تُدار بإشراف المصرف المركزي وتشارك فيها مختلف الأطراف الوطنية، لتكون إضافة وطنية تسهم في تحقيق الاستقرار والنهوض الاقتصادي.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تمثل فرصة لانطلاقة اقتصادية جديدة، وتعكس معاني الوحدة والحضارة والسيادة المالية بعد استعادة السيطرة السياسية، مؤكدًا أن العملة الجديدة ستحمل هوية وطنية معاصرة تعكس الحداثة والاستقرار الاقتصادي وتساهم في التخفيف من مشكلة نقص السيولة في الأسواق.

تصميم جديد لليرة السورية

وأوضح الحصرية أن العملة الجديدة ستصدر بست فئات مختلفة لتلبية متطلبات التداول اليومي بكفاءة أعلى، تشمل فئات صغيرة ومتوسطة وكبيرة لتسهيل التعامل النقدي. كما سيكون التصميم خاليًا من الصور والرموز، بما يعكس التوجه العالمي نحو تصاميم نظيفة وواضحة.

وشدد الحصرية على أن العملة الجديدة ليست مجرد أرقام، بل أداة لتعزيز الهوية الوطنية والاقتصاد المستقر، مع الالتزام بتطبيق القوة الإبرائية لجميع الفئات الحالية حتى صدور تعليمات رسمية جديدة.

ووفق سجلات تاريخية، ظهرت صورة الرئيس حافظ الأسد على بعض فئات العملة السورية القديمة، مثل فئة 1000 ليرة، قبل الألفية الحالية، ضمن سياق سياسة إبراز القائد على الرموز الرسمية للعملة، لتعزيز دوره الرمزي والسياسي.

وتعد هذه الإصدرات جزءًا من تاريخ النقود السورية في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية، رغم غياب توثيق دقيق للسنة الأولى التي طُبعت فيها صورة حافظ الأسد بشكل رسمي على العملات.

الليرة السورية في البنوك

أما على صعيد العملات الحديثة، فقد ظهرت صورة الرئيس بشار الأسد لأول مرة على ورقة نقدية سورية في عام 2017، ضمن فئة 2000 ليرة، وهي المرة الأولى منذ توليه الحكم عام 2000 التي يظهر فيها رئيس سوري على ورقة نقدية متداولة رسميًا. 

ما موقف الليرة السورية القديمة ؟

أكد مصرف سوريا المركزي في بيان رسمي لوكالة الأنباء السورية "سانا" استمرار صلاحية جميع فئات الليرة السورية الحالية للتداول القانوني، ودعا المؤسسات المالية إلى الالتزام بالتعليمات وعدم رفض أي فئة من الأوراق النقدية، تحاشياً لأي ارتباك في التعاملات النقدية خلال فترة الاستعداد لاستبدال العملة.

وأشار المصرف إلى أن بعض المؤسسات المالية قامت برفض قبول فئات معينة، لا سيما فئتي 1000 و2000 ليرة سورية، دون توجيه رسمي من المصرف، مؤكداً أنه سيتم تطبيق الإجراءات القانونية بحق الجهات غير الملتزمة وفق نظام النقد الأساسي وقانون مصرف سوريا المركزي.

أقرأ أيضًا:-

مصدر سوري: لقاء محتمل بين الشرع ونتنياهو قريبا

بعد إلغاء عقوبات قيصر، سوريا تطلق الليرة الجديدة مطلع 2026

4 قتلى جراء قصف "قسد" أحياء سكنية ونزوح عشرات العائلات من حلب (فيديو)

search