الأحد، 28 ديسمبر 2025

12:45 م

2025 عام التعفن الدماغي، مقترح برلماني لتقنين الألعاب الإلكترونية

العاب إلكترونية

العاب إلكترونية

في ظل تصاعد المخاوف المجتمعية من التأثيرات السلبية للألعاب الإلكترونية على الأطفال والمراهقين، شهد البرلمان تحركًا جديدًا لتقنين وتنظيم عمل هذه المنصات، بعد رصد مخاطر صحية ونفسية وسلوكية متزايدة، ما أعاد فتح ملف حماية النشء من المحتوى الرقمي غير الآمن.

تقييد وتنظيم أوضاع منصات الألعاب الإلكترونية

أعلنت عضو مجلس الشيوخ الدكتورة ولاء هرماس رضوان، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، تقدمها باقتراح إلى كل من رئيس مجلس الوزراء ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بشأن تقييد وتنظيم أوضاع منصات الألعاب الإلكترونية، وعلى رأسها "روبلكس"، وذلك في إطار حماية القيم الأخلاقية والتربوية للأطفال والنشء، والحد من المخاطر النفسية والسلوكية المرتبطة باستخدام هذه المنصات.

وأكدت "هرماس"، أن المقترح يهدف إلى تقنين عمل جميع منصات الألعاب الإلكترونية التي يستخدمها الأطفال، ووضعها تحت إشراف تشريعي وتنظيمي يراعي مصلحة الأسرة والمجتمع، بما يضمن سلامة الأطفال ويُمكن الدولة من متابعة المحتوى الرقمي المقدم لهم بصورة فعالة.

توصيات بإخضاع المنصات لإشراف تشريعي وتنظيمي

وأوضحت عضو مجلس الشيوخ أن المذكرة المقدمة تضمنت توصيات بضرورة إخضاع منصات الألعاب الإلكترونية لإطار قانوني واضح، مشيرة إلى أن تقييد بعض الألعاب الشهيرة مثل "روبلكس" و"بابجي" جاء نتيجة مخاوف متزايدة من تأثيراتها السلبية على الصحة النفسية والجسدية للأطفال والمراهقين.

وأضافت أن المقترح أُحيل إلى لجنة التعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمناقشته مع الحكومة، مؤكدة أن رد الفعل الشعبي على المقترح كان لافتًا، في ظل تزايد شكاوى الأسر من آثار الإدمان والمشكلات العصبية والسلوكية المرتبطة بهذه الألعاب.

مخاطر نفسية وسلوكية وجرائم محتملة

وأشارت هرماس إلى أن خطورة بعض الألعاب لا تقتصر على الأضرار النفسية فقط، بل تمتد إلى التفاعل مع الغرباء، والتحرش، واحتمالات التورط في جرائم، فضلًا عن وجود أنماط من القمار والرهانات الإلكترونية داخل بعض الألعاب، إلى جانب الإعلانات غير الملائمة للأطفال.

وطالبت بضرورة التعاون بين البرلمان والجهات الصحية والتعليمية لإجراء تقييم وطني شامل للأثر الصحي والاجتماعي للألعاب الإلكترونية، مؤكدة أن هذه القضية لا يجب أن تظل حكرًا على لجنة أو وزارة بعينها، بل تتطلب مشاركة جميع مؤسسات المجتمع، بما في ذلك الأسرة والمدرسة ودور العبادة.

الألعاب الإلكترونية تدمر التركيز وتزيد العدوانية

ومن جانبه، حذر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، من التأثيرات الخطيرة للإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية مثل "بابجي" و"روبلكس"، مؤكدًا أنها تؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية والعصبية للأطفال والمراهقين.

وأوضح فرويز أن الاستخدام المفرط لهذه الألعاب يؤدي إلى ضعف التركيز والانتباه والذاكرة، وزيادة العصبية المفرطة في التعامل مع الآخرين، فضلًا عن صعوبات التعلم وتأثيرات سلبية على العصب البصري.

وأضاف أن مظاهر العنف والعصبية التي تظهر في المدارس والشارع، بل وحتى بين البالغين، ترتبط بشكل وثيق بالإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن التأثير لا يقتصر على الأطفال فقط، بل يمتد إلى المراهقين وكبار السن.

وتابع أن هناك دراسة بحثية أجرتها جامعة أوكسفورد في لندن وتوصلت إلى أن الاستخدام المفرط للأطفال الصغار لمواقع التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى ما وصفته الدراسة بـ"التعفن الدماغي"، وهو ما يشير إلى ضعف الانتباه والتركيز، وصعوبات في التذكر والتعلم.

القمار الإلكتروني ومخاطر اجتماعية

وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن بعض الألعاب تتضمن أنماطًا من المراهنات الإلكترونية، ما قد يدفع بعض المستخدمين إلى سلوكيات خطيرة مثل القتل، أو السرقة أو الاحتيال، مؤكدًا أن هذه الظواهر تمثل تهديدًا اجتماعيًا حقيقيًا.

ولفت إلى أن تقييد الألعاب الإلكترونية قد يكون حلًا مؤقتًا، لكنه يسهم في تقليل عدد المستخدمين، كما يزيد وعي الأسر بخطورة الإفراط في الاستخدام، ما يدفعها لمتابعة أبنائها بشكل أفضل.

دعوة لتوفير بدائل آمنة للأطفال

وطالب فرويز بضرورة قيام وزارة الشباب والرياضة بدور فاعل في توفير بدائل آمنة وجاذبة للأطفال والمراهقين، من خلال تنظيم بطولات رياضية وأنشطة مدرسية وألعاب فردية وإعادة تفعيل دور قصور الثقافة والمكتبات العامة، لسحب الأطفال من العزلة الرقمية.

وأكد أن تعريض الأطفال للشاشات يبدأ في سن مبكرة للغاية، أحيانًا منذ الأشهر الأولى، ما يرسخ الاعتماد على الهواتف المحمولة ويؤدي إلى مشكلات مثل قلة الانتباه والانطواء، مشددًا على أن هذه الظواهر لا تعني الإصابة بالتوحد، لكنها تمثل اضطرابات سلوكية خطيرة.

توصيات طبية باستخدام محدود

وشدد فرويز على ضرورة وضع ضوابط عمرية لاستخدام الشاشات، موضحًا أنه يجب منع الاستخدام تمامًا حتى سن 12 عامًا، وتحديد مدة لا تتجاوز ساعتين يوميًا للفئة العمرية من 12 إلى 16 عامًا، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى نتائج أكثر خطورة في المستقبل.

اقرأ أيضًا:

توفي بسبب لعبة إلكترونية، هبة السويدي تستذكر ابنها برسالة مؤثرة

الدعاوى القضائية تجبر "روبلوكس" على حماية الأطفال بنظام جديد

search