الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025

06:16 م

ميناء المكلا بين روايتين، شحنة أسلحة أم تحركات منسقة؟

ميناء المكلا بين روايتين، شحنة أسلحة أم تحركات منسقة؟

ميناء المكلا بين روايتين، شحنة أسلحة أم تحركات منسقة؟

فتح البيان السعودي بشأن تطورات الأوضاع في جنوب اليمن، وما تبعه من رد رسمي إماراتي، بابًا واسعًا من التساؤلات حول حقيقة ما جرى في ميناء المُكّلا، وتحديدًا بشأن طبيعة الشحنة التي كانت على متن سفينتين دخلتا الميناء، وهل كانت شحنة أسلحة بدعم خارجي، كما تقول الرياض، أم تحركات منسقة لا تحمل الطابع العسكري، وفق الرواية الإماراتية.

بيان سعودي يثير التساؤلات

أعلنت وزارة الخارجية السعودية، في بيان رسمي، اليوم، وجود خلاف مع دولة الإمارات بشأن تطورات الأوضاع في جنوب اليمن، مشيرة إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي ينفذ عمليات عسكرية قرب الحدود السعودية بدعم مباشر من الإمارات، معتبرة أن هذه التحركات تمثل تهديدًا لأمن المملكة واستقرار المنطقة.

وجاء البيان السعودي عقب تنفيذ تحالف دعم الشرعية، بقيادة الرياض، غارات استهدفت سفينتين دخلتا ميناء المكلا اليمني، قالت السعودية إنهما بدعم من الإمارات.

وفي هذا السياق، قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، اللواء الركن تركي المالكي، إن السفينتين دخلتا ميناء المكلا يومي السبت والأحد دون الحصول على التصاريح الرسمية من قيادة القوات المشتركة للتحالف، مشيرًا إلى أن التحالف استهدف ما وصفه بدعم عسكري خارجي لقوات المجلس الانتقالي.

رد إماراتي ينفي الاتهامات

في المقابل، ردت وزارة الخارجية الإماراتية ببيان رسمي، أعربت فيه عن رفضها القاطع لإقحام اسم دولة الإمارات العربية المتحدة في التوتر القائم بين الأطراف اليمنية، معبرة عن أسفها لما تضمنه البيان السعودي من مغالطات، بحسب وصفها.

وأكدت الخارجية الإماراتية رفضها التام للزج باسمها في ما يجري، ونفت الادعاءات بشأن توجيه أي طرف يمني لتنفيذ عمليات عسكرية تمس أمن السعودية.

وشدد البيان الإماراتي على حرص أبوظبي على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية، واحترامها الكامل لسيادتها وأمنها الوطني، مؤكدة أن العلاقات الأخوية بين البلدين تمثل ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة، وأن التنسيق بين الجانبين قائم ومستمِر.

ميناء المكلا بين روايتين

وبينما تصف الرواية السعودية ما جرى في ميناء المكلا على أنه مرتبط بشحنة أسلحة ودعم عسكري خارجي من الإمارات، يقدّم البيان الإماراتي رواية مغايرة تنفي هذه الاتهامات، وتؤكد عدم وجود أي توجيه أو دعم عسكري يستهدف أمن السعودية، ما يجعل طبيعة ما كان على متن السفينتين محل تساؤل مفتوح بين الطرفين.

تحالف مشترك

ويأتي هذا الجدل في وقت كانت السعودية والإمارات شريكتين في تحالف دعم الشرعية منذ نحو عشر سنوات، في إطار محاربة جماعة الحوثيين ودعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، دون أن تشهد العلاقة بينهما إعلانًا رسميًا عن خلافات بهذا الوضوح من قبل.

موقف سعودي من الأزمة اليمنية

وأكدت السعودية التزامها بأمن اليمن واستقراره وسيادته، ودعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وحكومته، مجددة تأكيدها أن القضية الجنوبية قضية عادلة ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، وأن معالجتها لا تكون إلا عبر الحوار ضمن حل سياسي شامل بمشاركة جميع الأطراف اليمنية، بما فيها المجلس الانتقالي الجنوبي.

قرارات يمنية على وقع التصعيد

وعلى وقع هذه التطورات، أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، فرض حالة الطوارئ لمدة 90 يومًا، مؤكدًا عزمه على حماية المدنيين وتصحيح مسار الشراكة ضمن تحالف دعم الشرعية، وفقًا لـ"روسيا اليوم". 

كما أعلن فرض حظر جوي وبحري وبري على جميع المنافذ اليمنية لمدة 72 ساعة، مع استثناء التصاريح الصادرة عن التحالف.

وأصدر رشاد العليمي قرارًا بإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنح مهلة مدتها أربع وعشرون ساعة لكافة القوات الإماراتية ومنسوبيها لمغادرة جميع الأراضي اليمنية.

اقرأ أيضًا:

حظر جوي وبحري وبري شامل، ماذا يحدث في اليمن؟

التحالف يحبط دعمًا خارجيا لتأجيج الصراع في اليمن بـ"ضربة محدودة"

search