الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025

06:45 م

كواليس مارالاجو، 5 رسائل حصيلة لقاء ترامب ونتنياهو على مائدة الغداء

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مأدبة غداء في منتجع مارالاجو، في لقاء تخللته تصريحات متفرقة للصحفيين قبل الاجتماع وأثنائه وبعد انتهائه، وأكد الزعيمان توافقهما بشكل عام حول معظم الملفات المطروحة، التي شملت تطورات الحرب في غزة، واحتمالات توجيه ضربات جديدة لإيران، إضافة إلى قضايا سياسية وشخصية أثارت جدلًا واسعًا.

مهلة قصيرة لنزع سلاح حماس وتحذيرات من “عواقب كارثية”

في معرض رده على سؤال بشأن الخلاف القائم بين إسرائيل وحركة “حماس” حول ما إذا كانت الحركة الفلسطينية قد وافقت على نزع سلاحها في غزة، قال ترامب إن “حماس” ستُمنح مهلة قصيرة جدًا لتنفيذ نزع السلاح.

وأضاف أن عدم الالتزام بهذا الأمر سيترتب عليه "ثمن باهظ"، واصفًا العواقب المحتملة بأنها ستكون كارثية بالنسبة للحركة، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

دعم محتمل لضربات جديدة ضد إيران 

مع وصول نتنياهو إلى منتجع مارالاجو، طُرح على ترامب سؤال حول ما إذا كان سيؤيد شن هجوم إسرائيلي جديد على إيران بهدف الحد من قدراتها الصاروخية الباليستية، وهي مسألة تشير تقارير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يضغط باتجاهها، ورد ترامب قائلًا إنه سيؤيد ذلك إذا استمروا في تطوير الصواريخ.

وأضاف أن إيران عادت للعمل على البرنامج النووي، مؤكدًا أن الولايات المتحدة مستعدة لتوجيه ضربة فورًا. وخلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب الغداء، بدا أن ترامب يخلط بين البرنامج النووي الإيراني وبرنامج الصواريخ، ما ترك غموضًا حول ما إذا كانت الصواريخ وحدها قد تشكل سببًا كافيًا لاندلاع حرب.

يُذكر أن الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2016، والذي ألغته إدارة ترامب لاحقًا، كان يقيّد البرنامج النووي الإيراني دون أن يشمل قدراتها الصاروخية.

وفي حديثه عن إيران، قال ترامب إنه يأمل ألا تحاول طهران إعادة بناء قدراتها العسكرية، محذرًا من أن ذلك سيجبر الولايات المتحدة على القضاء على هذا الحشد بسرعة كبيرة، وأضاف مازحًا أنه لا يرغب في إهدار الوقود على رحلة قاذفات "بي 2" التي تستغرق عشرات الساعات ذهابًا وإيابًا.

خلاف مع نتنياهو حول الضفة الغربية

تطرق ترامب إلى موجة العنف التي ينفذها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة، حيث يعيش ملايين الفلسطينيين تحت الحكم العسكري الإسرائيلي منذ عقود، مؤكدًا أنه ناقش هذا الملف مع نتنياهو، وقال إن الطرفين ليسا متفقين تمامًا بشأن الضفة الغربية، لكنه أشار إلى أنهما سيتوصلان إلى اتفاق حولها.

وعندما طُلب منه توضيح طبيعة هذا الخلاف، رفض ترامب الخوض في التفاصيل، مكتفيًا بالقول إن الإعلان عن ذلك سيتم في الوقت المناسب، معربًا عن ثقته في أن نتنياهو سيفعل الصواب.

وتأتي هذه التصريحات في ظل تقارير متكررة تفيد بأن إدارة ترامب تعارض الضم الرسمي للأراضي التي يعيش فيها ملايين الفلسطينيين إلى جانب مئات الآلاف من الإسرائيليين في مستوطنات تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي.

جدل حول مزاعم العفو عن نتنياهو

قبل مأدبة الغداء، أثار ترامب جدلاً واسعًا عندما قال إن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج أخبره بأن العفو عن نتنياهو في طريقه"، وتساءل ترامب علنًا عن سبب عدم منح العفو، مضيفًا أنه تحدث مع هرتسوج الذي أبلغه بذلك.

غير أن مكتب الرئيس الإسرائيلي سارع إلى نفي هذه التصريحات، مؤكدًا أن هرتسوج لم يجر أي محادثات مع ترامب منذ تقديم طلب العفو قبل أسابيع.

ويواجه نتنياهو، الذي يُعد أول رئيس وزراء إسرائيلي أثناء توليه المنصب تُوجه إليه اتهامات جنائية، تهمًا بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة تعود إلى عام 2019، وهو ما ينفيه بشكل قاطع.

“جائزة إسرائيل” لترامب بدل نوبل للسلام

في ختام اللقاء، أعلن نتنياهو أن ترامب سيكون أول شخص غير إسرائيلي يفوز بجائزة إسرائيل، تقديرًا لما وصفه بمساهمته الخاصة للشعب اليهودي.

وجاء هذا الإعلان بعد تداول مقطع فيديو يظهر ترامب متذمرًا من عدم حصوله على جائزة نوبل للسلام، رغم ادعائه أنه ساهم في تسوية عدة نزاعات.

وفي مقطع مصور نشره مكتب نتنياهو، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي وهو يتحدث عبر الهاتف مع وزير التعليم الإسرائيلي لإبلاغ ترامب بقرار منحه الجائزة، مشيرًا إلى أن هذا التكريم يأتي تقديرًا لقرارات من بينها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان، وإلغاء الاتفاق النووي الإيراني خلال ولايته الأولى، إضافة إلى جهوده الأخيرة لتأمين إطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة.

ومازح نتنياهو بالقول إن القائمة نسيت الإشارة إلى قاذفات "بي 2" الأمريكية التي استُخدمت هذا العام في ضرب مواقع يُشتبه بأنها نووية في إيران.

وقبل الاجتماع، أدلى ترامب بتصريحات قال فيها إن معظم الرهائن الذين أُطلق سراحهم تم الإفراج عنهم بفضله، مدعيًا أن أيًا منهم لم يُفرج عنه خلال إدارة الرئيس جو بايدن، غير أن الوقائع تشير إلى أن عشرات الرهائن أُطلق سراحهم خلال عام 2023 في فترة رئاسة بايدن، فيما أُعيد آخرون في مطلع عام 2025 بموجب صفقة أُبرمت قبل انتهاء ولايته.

اقرأ أيضًا:

نيويورك تايمز: عام صعب ينتظر نتنياهو

أكسيوس: نتنياهو يوافق على الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة بضغط ترامب

search