الأربعاء، 31 ديسمبر 2025

12:02 م

الأظافر والرموش الصناعية بين الزينة والضرر, تجارب حقيقية وماذا يقول الخبراء؟

الرموش الصناعية

الرموش الصناعية

تجد فتيات كثيرات أنفسهن أمام معايير جمالية جديدة فرضتها مواقع التواصل الاجتماعي منها تركيب الأظافر والرموش الاجتماعية، وبين هوس التريند وضغط التعليقات على اللواتي لا تخضعن إلى إجراء بعض الإجراءات التجميلية، وُلدت ظاهرة اجتماعية.

وتحمل هذه الظاهرة أبعادًا مختلفة، ومن بينها الأبعاد النفسية والدينية والصحية.

ويذكر في هذا التقرير تجارب فتيات خضعن لتجربة تركيب الأظافر والرموش الاصطناعية، وتري كل منها تجربتها، بجانب آراء أطباء علم النفس والأحكام الشرعية وأيضًا المخاطر الصحية.

التائبات عن تركيب الأظافر والرموش الصناعية

وتواصلت عدة فتيات مع "تليجراف مصر"، تروي كل منها تجربتها بعد تركيب ما يسمى بالهارد جيل، التي انتهت بقرار عدم الخضوع مرة آخرى لمثل الإجراءات التجميلية.

وقالت الفتاة لم تذكر اسمها إنها خاضت تجربة تركيب الأظافر مرة واحدة فقط، وكانت في البداية راضية عن شكلها، لكن التجربة نفسها كانت مرهقة جدًا لليد وتسببت في شعور بالألم، إلى جانب تكلفتها المرتفعة.

لم تكن تعلم بالحكم الشرعي 

وأضافت الفتاة أنها لم تكن تعلم في ذلك الوقت بالحكم الشرعي، لذلك قررت لاحقًا إزالتها، إلا أن عملية الإزالة كانت صعبة ومؤلمة واستغرقت وقتًا طويلًا، وأسفرت عن أضرار واضحة في أظافرها، حيث أصبحت ضعيفة للغاية واستغرق الأمر شهورًا حتى عادت لطبيعتها.

تجربة كافية لعدم تكرارها 

وشددت على أن التجربة كانت كافية بالنسبة لها، ولن تفكر في تكرارها مرة أخرى.

تجربة حقيقة للثلاثة أنواع الأظافر 

أكدت الفتاة آية وليد أن تجارب تزيين الأظافر تنقسم إلى نوعين أو ثلاثة، من بينها الصمغ القوي، والفيك نيلز، والهارد جيل. وأوضحت أن بعض هذه الخيارات قد يكون أقل ضررًا نسبيًا ولمدة قصيرة، لكن الفيك نيلز والهارد جيل يتم وضعهما دائمًا بمواد لاصقة قوية.

تجربة الأظافر 

خطورة الهارد جيل

وأضافت أن خطورة الهارد جيل تكمن في أنه في حال التعرض لخبطة أو صدمة قوية، قد ينخلع مع الظفر الطبيعي نفسه، ما يسبب أذى حقيقيًا.

كما أشارت إلى أن المشكلة الأكبر ليست في التركيب فقط، بل في الإزالة، إذ يجب أن تتم بطريقة معينة، وإلا تسببت في تلف الظفر.

الشكل الجمالي للحواجب 

وفيما يتعلق بالحواجب، أوضحت أن الأمر يندرج غالبًا ضمن فئة “الشكل الجمالي”، حيث تلجأ بعض الفتيات إلى هذه التجارب بدافع الفضول أو لمواكبة الترند، وليس بدافع الحاجة الحقيقية

تجربة كافية لاتخاذ قرار

وأكدت الفتاة التي تدعى إ.ص، أن هذه التجربة كانت كافية لاتخاذ قرار نهائي بعدم تكرارها، مشددة على أنها لا تنصح أي فتاة بخوض هذه التجربة، موضحة أن المظهر الجذاب لا يدوم سوى أيام قليلة، بينما يمتد الضرر لعدة أشهر من العلاج، دون ضمان عودة الأظافر إلى حالتها الطبيعية.

وأعربت الفتاة  عن دهشتها من لجوء البعض إلى أنواع يصعب التخلص منها، مثل “الهارد جيل”، معتبرة أن الهوس بالترند والسعي المستمر للظهور بمظهر مثالي يدفع البعض إلى إيذاء أجسادهم دون إدراك للعواقب.

كما لفتت إلى أنها، رغم تعرض أحد حاجبيها للخياطة مرتين ما تسبب في توقف نمو الشعر في موضع الجرح، وهو ما قد يدفع كثيرات للتفكير في المايكروبليدنج، فإنها رفضت الفكرة تمامًا التزامًا بقناعاتها الشخصية.

بالدعاء بالثبات على الطريق الصحيح، مشيرة إلى أن انتشار الخطأ جعله يبدو طبيعيًا، حتى بات الملتزمون يشكون أحيانًا في أنفسهم، قائلة إن الهداية والثبات ضرورة في زمن كثرت فيه المغريات.

تركيب الأظافر الصناعية للعلاج

قال الداعية الإسلامي الدكتور محمد علي لـ"تليجراف مصر"، إن تركيب الأظافر الصناعية لغرض صحيح وعلاجي، كتعويض فقدان بعض الأظافر، لا حرج فيه شرعًا، لأنه يعد من باب التداوي. 

الداعية الإسلامي محمد علي 

وأكد الداعية الإسلامي محمد ضرورة ألا تكون الأظافر طويلة، مع وجوب إزالتها عند الوضوء والغسل إذا لم يترتب على إزالتها مشقة أو ضرر، حتى يصل الماء إلى ما تحتها.

تركيب الأظافر الصناعية للزينة

وأوضح الدكتور محمد علي أن تركيب الأظافر الصناعية بغرض الزينة والتجمل أمام الناس لا يجوز، لما فيه من تغيير لخلق الله، وما قد يتضمنه من غش أو تدليس.

وأشار الداعية في المقابل إلى أن تركيبها للتزين للزوج فقط جائز، بشرط عدم إظهارها للعامة، مع الالتزام بخلعها عند الوضوء والغُسل لأنها تمنع وصول الماء.

وضع حلق في الحاجب

وبشأن وضع حلق في الحاجب، نقلًا عن دار الإفتاء المصرية، أوضح أن الأمر جائز بشرط عدم التدليس، وقد يكون مستحبًا في حق الزوجة إذا قصدت به التجمل لزوجها فقط دون أن يراه غيره.

الجهل بالحكم الشرعي

وأكد أن المرأة إذا لم تكن تعلم الحكم الشرعي فهي معذورة بجهلها، وعليها التوبة والاستغفار متى علمت بالحكم الصحيح.

الرأي النفسي في إجراء الفتيات للإجراءات التجميلية

ومن الجانب النفسي أوضح استشاري الصحة النفسية، الدكتور وليد هندي في تصريحات خاصة لـ “تليجراف مصر”، أن السوشيال ميديا أثرت على المعايير الجمالية للفتيات، فهناك العديد منهن يسعي إلى عمل بعض الإجراءات التجميلية مثل تركيب الرموش “اللاشز” أو تركيب الأظافر الصناعية وهي المعروفة باسم الهارد جيل أو الفيك نيلز، للحصول على مظهر جذاب كما تشاهدن الاعلانات الترويجية الدعائية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف هندي أن المنصات الاجتماعية فتحت مجال لتعليق بعض الغرباء بتعليقات سلبية على صور الفتيات التي لا تتجه إلى بعض الإجراءات التجميلية بعد نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، فتحول المظهر الطبيعي للفتاة إلى أشبه بالوصمة بين فئات المجتمع، ما يضغط على نفسية الآخريات فيفكرن في إجراء تلك الإجراءات

الدكتور وليد هندي

وتابع: “هناك بعض الفتيات تلجأن لإجراءات التجميلية مثل تركيب الأظافر والرموش الاصطناعية دون اقتناع، حيث ترغبن فقط بالتقليد والتشبه بالمجتمع الذي يحيط بهم، وذلك يخلق الشعور بعدم الرضاء عن النفس، ويرجع ذلك لأسباب دينية للفتيات مثل عدم استطاعتهم في أداء الصلاة بشكلها الصحيح، كما يخلق بداخلهم الشعور بالتناقض الشديد، رغم عدم رضاهم عن الخضوع لهذه الإجراءات، فعلى النقيض لا يستطعن الإقلاع عن إجراءها”.

واختتم هندي: “السبب في ذلك التناقض هو إدمان الخضوع للإجراءات التجميلية، كما أوضح أن السبب في ظهور هذه الظاهرة بشكل واسع يرجع للأسعار التنافسية القليلة التي تضعها المراكز التجميلية لزيادة التنافس بينهم”.

الآثار الجانبية لتركيب الأظافر والرموش وفقًا لمنظمة الصحة العالمية 

ووفقًا لـ "National Institutes of Health"، وهي الوكالة الحكومية في الولايات المتحدة، فهناك آثار جانبية شائعة تجاه المواد اللاصقة المستخدمة في لصق الأظافر والرموش الصناعية، إذ يكون هناك رد فعل تحسسي تجاه هذه المواد اللاصقة، فيحتوي بعضها على الفورمالديهايد المعروف بتأثيره المهيج للجلد، ويؤدي هذا التفاعل إلى التهاب الجفن نتيجة للصق الرموش الصناعية، كما تشمل المشاكل الأخرى تلف أو عدوى الجفن أو القرنية، وفقدان الرموش بشكل دائم أو مؤقت.

الرموش الصناعية

وعلى الناحية الآخرى، تُصنع الأظافر الأكريليكية من مادة كيميائية اصطناعية تُسمى PMMA، وبشكل عام، تُعتبر PMMA آمنة، ومع ذلك، حتى بعد اكتمال التفاعل الكيميائي، قد تبقى آثار ضئيلة من MMA في المنتج النهائي، ما قد يُسبب أحيانًا ردود فعل تحسسية جلدية، خاصةً لدى أصحاب البشرة الحساسة. 

إضافةً إلى ذلك، غالبًا ما تُستخدم PMMA مع مواد كيميائية أخرى. على سبيل المثال، قد تحتوي على مذيبات عضوية متطايرة مثل التولوين، الذي يُستخدم لتجفيف الأظافر، ويرتبط معظم هذه المواد بمشاكل في الجهاز التنفسي، بل وقد وُجدت حالات تلف عصبي عند التعرض لها بجرعات عالية. 

بجانب المُلدِّنات التي تُضفي على بلاستيك PMMA المرونة والمتانة، وقد رُبطت هذه المواد الكيميائية بمرض السكري والسمنة ومشاكل الإنجاب، وفقًا لما ذكره لي لي، الأستاذ المشارك في كلية الصحة العامة والخبير في علوم التعرض والصحة.

كيف يؤثر هذا على الصحة؟  

يكمن قلق لي الرئيسي بشأن الأظافر الأكريليكية في التصبغ، أو لون طلاء الأظافر، يتضمن اللون مواد كيميائية مثل مركبات الآزو التي تُضفي اللون على الطلاء. ورغم أن العديد من مركبات الآزو تُعتبر آمنة ومُعتمدة للاستخدام التجميلي، إلا أن بعضها قد يتحلل إلى أمينات عطرية ضارة، قد تكون سامة أو مُسرطنة. 

الرموش الصناعية

بما أن طلاء الأظافر يجب أن يبقى سائلاً، تُضاف إليه مواد عضوية متطايرة للحفاظ على هذه الخاصية، وترتبط هذه المواد الكيميائية بمشاكل صحية، بما في ذلك السرطان. كما يوجد خطر استنشاق هذه المواد الكيميائية الضارة ودخولها إلى الرئتين.

الأشعة الفوق بنفسجية لتجفيف طلاء الأظافر

هل تؤثر مصابيح الأشعة فوق البنفسجية المستخدمة لتجفيف طلاء الأظافر بسرعة على صحة مستخدميها؟.

الأشعة فوق البنفسجية ليست مادة كيميائية بل موجة فيزيائية، فإن التعرض لها يتوقف بمجرد إطفاء الضوء، ويرتبط التعرض للآشعة فوق البنفسجية بشيخوخة الجلد المبكرة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، ويعتمد مستوى الخطر على مدة التعرض، فإذا كان التعرض لبضع دقائق فقط، فإن احتمال حدوث آثار صحية يكون ضئيلاً للغاية.

 الأشعة فوق البنفسجية

ويشار إلى أنه من غير المرجح أن تُنتج مصابيح الأشعة فوق البنفسجية التي تُسخّن الأظافر جزيئات بلاستيكية دقيقة، فالحرارة الناتجة عن تجفيف طلاء الأظافر ومدة التجفيف غير كافية لتحليل المواد بطريقة تُنتج هذه الجزيئات.

اقرأ أيضًا:

سرطان وأشياء أخرى.. مخاطر طلاء الأظافر بـ"الهارد جيل"

search