كيف يتفاوت الأجر في الصيام؟.. الإفتاء توضح

دار الإفتاء المصرية
جهاد سداح
أجابت دار الإفتاء على سؤال أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "هل يتفاوت الأجر في الصيام على قدر المشقة؟ خاصة أنه يتفاوت شعور الناس بالمشقة في الصيام، وقد سمعت قبل ذلك إن الثواب على قدر المشقة"، فما صحة ذلك؟".
وجاءت إجابة دار الإفتاء: بالتأكيد يتفاوت الأجر والثواب في عبادة الصيام طوال النهار، خاصة لأصحال الأعمال الشاقة أو اليوم الذي تزداد فيه درجات الحرارة، وهذا بحسب ما أقره الأصوليون والفقهاء، إلا أن ذلك مرتبط بإخلاص النية لله -عز وجل- في العبادة.
هدف الصيام
وأكدت دار الإفتاء، أن مشقة الصيام من أعظم أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، فرض كان الصيام أو نفلا؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه.
وأكملت: وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم يقول: «من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا» متفق عليه.
وتابعت: إذا كان صاحب الصيام مشقة لازمة؛ بحيث لا يتأتى القيام به إلا مع تحمل هذه المشقة؛ كشدة حر، أو طول يوم، أو القيام بعمل، فإن الأجر والثواب يكون حينئذ أعظم وأفضل؛ لما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم قال لها في عمرتها: «إن لك من الأجر قدرا نصبك ونفقتك» أخرجه الدار قطني في "السنن" والحاكم في "المستدرك" وصححه.
الأجر على قدر المشقة
قرر الأصوليون والفقهاء، بحسب دار الإفتاء، أن الأجر على قدر المشقة، أي كلما كثر العمل وشق كان أفضل مما ليس كذلك؛ كما في "المنثور في القواعد الفقهية" للزركشي (2/413، ط. أوقاف الكويت)، وينظر أيضا: "مدارج السالكين" لابن الجوزي (1/106، ط. دار الكتاب العربي)، و "شرح الشيخ زروق المالكي على متن الرسالة"(1/541، ط. دار الكتب العلمية)، و "فتح القدير" للكمال ابن الهمام (2/428، ط. الفكر)، و "رد المحتار" لابن عابدين (2/478، ط. دار الفكر).
مفهوم المشقة
والمقصود بالمشقة هنا: المشقة التي لا تنفك عن العبادة، وهي التي رتب عليها الشرع الأجر العظيم والثواب الجزيل، عن غيرها من العبادات الأخرى التي لا يوجد فيها مشقة؛ إذ أن المشقة ليست مقصودة شرعا لذاتها، وإنما إذا جاءت تبعا لمطلب شرعي أجر الإنسان عليها، وإذا ما قصد الإنسان إدخال المشقة على نفسه فهذا أمر نهى عنه الشرع الحنيف، ووصف صاحبه بالمتنطع، قال صلى الله عليه وآلة وسلم: «هلك المتنطعون» قالها ثلاثا. أخرجه مسلم في "صحيحه"، أي: المتعمقون المتشددون الغالون المجاوزون الحدود في أفعالهم وأقوالهم.
قواعد الأحكام
قال الإمام العز ابن عبد السلام في "قواعد الأحكام"(1/37، ط. مكتبة الكليات الأزهرية): [علمنا من موارد الشرع ومصادره أن مطلوب الشرع إنما هو مصالح العباد في دينهم ودنياهم، وليست المشقة مصلحة، بل الأمر بما يستلزم المشقة بمثابة أمر الطبيب المريض باستعمال الدواء المر البشع، فإنه ليس غرضه إلا الشفاء، ولو قال قائل: كان غرض الطبيب أن يوجده مشقة ألم مرارة الدواء؛ لما حسن ذلك فيمن يقصد الإصلاح].
بناء على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن الأجر والثواب يتفاوت في عبادة الصيام بطول النهار، أو اشتداد الحر فيه، أو القيام بعمل فيه نصب يفوق غيره من الأعمال؛ كأصحاب المهن الشاقة... ونحوه، إلا أن ذلك مرتبط بإخلاص النية لله -عز وجل- في العبادة، وعدم قصد إيقاع عين المشقة ذاتها.

الأكثر قراءة
-
93.12 % للطب البشري.. تنسيق المرحلة الأولى للقبول بالجامعات والمعاهد
-
كيف أعرف مكان لجنتي الانتخابية 2025؟
-
مباراة الأهلي اليوم مباشر والقنوات الناقلة
-
بعد إعلان التنسيق.. أماكن شاغرة لطلاب الشعبة الأدبية بالجامعات
-
ملايين الكورة مش مكفياهم.. "سبوبة التيك توك" تزغلل عيون نجوم الدوري
-
“كبس وابعت أسد”.. كيف صنعت هدايا "التيك توك" البلوجرز؟
-
كليات المرحلة الثالثة المتبقية في تنسيق الثانوية العامة 2025
-
عيد ميلاد وائل جمعة.. أساطير تحطموا على "صخرة الدفاع"

أخبار ذات صلة
توجيه عاجل من مدبولي لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية
03 أغسطس 2025 05:34 م
بعد رحيل عامل.. مسؤول حفل محمد رمضان يكشف تفاصيل جديدة عن الحادث
03 أغسطس 2025 11:10 م
"نموذج لجيل واعٍ".. انتصار السيسي تهنئ الفائزين بمسابقة المبدع الصغير
03 أغسطس 2025 10:59 م
أحمد بدوي: تطبيق القانون بحزم على صناع المحتوى المخالف للأعراف
03 أغسطس 2025 10:09 م
عودة آمنة.. انطلاق القطار الثالث لتيسير عودة السودانيين لبلدهم
03 أغسطس 2025 09:48 م
أحمد كريمة: أموال مشاهير التيك توك حرام في هذه الحالة
03 أغسطس 2025 05:08 م
موعد تقليل الاغتراب الأزهر 2025.. الشروط والرسوم
03 أغسطس 2025 09:37 م
في أسبوعها العالمي.. مطالبات بتوفير أماكن مخصصة للرضاعة في مقار العمل
03 أغسطس 2025 09:35 م
أكثر الكلمات انتشاراً