خطبة أول جمعة في رمضان.."شهر الطاعات"
الجامع الأزهر الشريف
أدى إمام الجامع الأزهر بالقاهرة، خطبة اليوم بعنوان “رمضان شهر الطاعات”، بالتزامن مع أول جمعة في شهر رمضان الكريم.
وتأتي خطبة أول جمعة في رمضان، كما أعلن عنها وزير الأوقاف، مختار جمعة، لتبين عدد من أعظم وأهم العبادات في شهر رمضان المبارك.
سيد الشهور وأعظمها
وجاء نص الخطبة كالتالي: إن رمضان المبارك شهر العطايا والهبات، والمِنَح والنَّفَحات والبركات، فهو سيد الشهور وأعظمها، أيامه خير الأيام وأفضلها، ولياليه أشرف الليالي وأطهرها، شهر تتزين الدنيا كلها فرحًا بقدومه، تُفتَّحُ فيه أبوابُ الجنانِ، وتُغلقُ فيه أبوابُ النيرانِ، حيث يقول نبينا (صلَّى الله عليه وسلَّم): (إِذا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ).
سر بين العبد ربه
والعاقل هو من يسارع ويسابق لينال النصيب الأوفَى من تلك النفحات والبركات، فيكثر من فعل الطاعات، حيث يقول الحق سبحانه: {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إنَّ لِرَبِّكم في أيَّامِ دَهْرِكم نَفحاتٍ، ألَا فتَعرَّضُوا لَها، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا فَلا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا).
إلا الصوم فإنه لي
ومن أهم الطاعات في هذا الشهر الفضيل الصيام الذي هو سرٌّ بين العبد وربه، لذلك اختص الله (عز وجل) بثوابه، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ بعَشْر أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ تعالى: إِلاَّ الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، ولِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فم الصائم عند الله أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
قيام الليل
ومن الطاعات في هذا الشهر الكريم: قيام الليل، فرمضان شهر الصيام والقيام، وقد سن لنا رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) صلاة التراويح في شهر رمضان، وأخبرنا أنه من أهم موجبات المغفرة.
عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: (قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ
ومن الطاعات الجليلة في رمضان تلاوة القرآن الكريم ومدارسته، فهو شهرٌ نزل فيه القرآن الكريم، حيث يقول الحق سبحانه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، وقد ربط نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بين فضل الصيام وفضل القرآن في قوله: (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ، فيَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، فَيُشَفَّعَان).
وقراءة القرآن باب عظيم من الأجر، يقول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم): (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: ألْم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ).
يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِل
من أفضل الطاعات في هذا الشهر الفضيل الجـود والسخـاء، فقد كَانَ نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم) أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَد مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ (عليه السلام)، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسهُ القُرْآنَ، فَكان رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.
ويقول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْره، من غَيرِ أَن يُنقَصَ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ)، وهذه دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) لأهل الخير في هذا الشهر الكريم: (يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِل)، حتى لا يكون بيننا في رمضان جائع ولا مسكين ولا محتاج إلا قضينا- متكاتفين- حوائجهم، وأغنيناهم عن ذل السؤال في هذا الشهر الكريم.
صِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الجِوَارِ يعمرَانِ
كما أن رمضان شهر البر والصلة، فلا مجال فيه للخصام أو الخلاف أو المشاحنة، يسارع الناس فيه إلى الخيرات بصفة عامة، وإلى صلة الرحم والصلح بين الناس بصفة خاصة، وفي الحديث القدسي: (أَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بتتُّه)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (صِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الجِوَارِ يعمرَانِ الدِّيَارَ وَيِزيدَانِ فِي الأَعْمَارِ).
الأكثر قراءة
-
خانت زوجها واتهمته بإلقائها من الشرفة، جريمة غريبة بمنشأة القناطر والعشيق يبرىء الزوج
-
قرض الـ 800 مليون دولار، هل المتحف المصري الكبير بحق انتفاع لليابان؟
-
20 دولارا للتأشيرات أو الخدمات.. "النواب" يوافق على قرار هام يخص المصريين بالخارج والسائحين
-
رابط نتيجة الشهادة الابتدائية ولاية نهر النيل 2025
-
سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 2 نوفمبر 2025، كم وصل؟
-
مدرب كورال افتتاح المتحف المصري: واجهنا صعوبات، وهذا كان التحدي الأكبر
-
كانت بتعدل طرحتها، إنقاذ فتاة ابتلعت دبوس داخل مدرسة بالأقصر
-
الافتتاح الكبير.. وخطة العمل المنتظرة
أخبار ذات صلة
توقعت كثافة الأمطار وتراجع الحرارة، الأرصاد تحذر: تقلبات جوية تمهد لشتاء مبكر
02 نوفمبر 2025 11:18 م
لتعزيز الهوية الوطنية، أحمد موسى يطالب بإدراج اللغة المصرية القديمة في المناهج
02 نوفمبر 2025 11:12 م
أزمة في "تجارة إنجليزي" جامعة القاهرة بعد منع طلاب من امتحان الميدتيرم
02 نوفمبر 2025 10:44 م
تعرف علي موعد صرف معاشات شهر ديسمبر 2025
02 نوفمبر 2025 10:24 م
بعد مطاردة سيارة ربع نقل، إحباط تهريب 1.5 طن دقيق مدعم في الأقصر
02 نوفمبر 2025 10:05 م
تم بأيدٍ وطنية، مصطفى وزيري: ترميم تمثال رمسيس الثاني يعكس كفاءة المرممين المصريين
02 نوفمبر 2025 09:16 م
لا يمكنهم فهم رياضيات الباي، وسيم السيسي يفند مزاعم بناء اليهود للأهرامات
02 نوفمبر 2025 08:46 م
أكثر الكلمات انتشاراً