الأحد، 06 يوليو 2025

02:42 م

أميرة درويش.. طالبة الصيدلة التي تحدت الشلل ورحلت قبل اكتمال الحلم

طالبة الصيدلة أميرة درويش

طالبة الصيدلة أميرة درويش

داليا أشرف

A .A

على مدار أيام تتشح مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد حزنًا على رحيل أميرة درويش، تلك الطالبة التي تمسكت بحلمها بأن تصبح طبيبة رغم ظروفها الصحية الصعبة، وبالفعل نجحت في الالتحاق بكلية الصيدلة، لكنها رحلت بعد السنة الدراسية الثالثة وقبل اكتمال حلمها.

أميرة درويش

في عام 2018 تعرضت ابنة محافظة دمياط لحادث مأساوي، حين سقطت من شرفة منزلها بالطابق السادس بعدما اختل توزانها فجأة، ولكن كتب الله لها عمرًا جديدًا.

طالبة الصيدلة أميرة درويش

هذه الحادثة المأساوية شكّلت نقطة تحوّل في حياتها، فقد أصيبت بقطع في الحبل الشوكي والشلل، ما أدى إلى عجزها بشكل تام وجعلها ذلك طريحة الفراش طيلة عام كامل.

أزمة طالبة الصيدلة

اكتئاب وحزن مستمر أصاب أميرة طوال تلك الفترة، ظنت أن حياتها قد انتهت ومعها كل أحلامها في أن تصبح طبيبة، لكنها قررت أن تتحدى واقعها وتهزمه بإرادتها، وكرّست حياتها للدراسة بالقسم العلمي، فكانت تذاكر يوميًا نحو 17 ساعة حتى تنجح في الوصول إلى كلية الطب، وبالفعل تحقق مرادها وحصلت على مجموع 97%.

طالبة الصيدلة أميرة درويش

العقبة الثانية التي واجهت أميرة درويش هي صدمة ارتفاع التنسيق في عام 2020، ما جعلها لا تتمكن من الالتحاق بأي من الكليات الطبية التي لطالما حلمت بها، وجاءت لها كلية العلوم، لكن أميرة لم تستلم أيضًا.

قدمت أميرة للالتحاق بكلية الفنون التطبيقية، ونجحت في اختبار القدرات، لكنها تفاجأت بأن الكلية ليست على استعداد لاستقبال الطلاب ذوي الحالات الصحية المماثلة، وأمامها فقط كليتان، إما التجارة أو الآداب.

طالبة الصيدلة أميرة درويش

أميرة لم تتقبل هذا الوضع، بل كتبت مناشدات عدة وأجرت لقاءات صحفية حتى تتوجه بطلبها إلى وزير التعليم العالي، معبرة فيها عن حلمها ورغبتها الشديدة في الالتحاق بكلية الطب، ولا يجب أن يحرمها ظرفها الصحي من تحقيق حلمها.

لم تيأس أميرة واستمرت في الإلحاح إلى أن تضامن معها رئيس الجامعة المصرية الصينية، وقرّر قبولها للدراسة بكلية الصيدلة في عام 2020، واستقبلها بمنحة دراسية كاملة، وصمّم لها مسارًا خاصًا في الكلية لتتحرك بكرسيها المتحرك بكل حرية.

طالبة الصيدلة أميرة درويش

وفاة أميرة درويش

مرت أربعة أعوام على التحاق أميرة درويش بكلية الصيدلة، وخلال السنوات الثلاث الأولى كانت حريصة على أن تكون من أوائل الكلية، وكان متوقعًا في العام الرابع أن تكون ضمن الأوائل أيضًا، لكن توفيت قبل استكمال مسارها الذي بدأته ونجحت فيه بتحديها كل الصعاب وفتح الأبواب المغلقة.

search