"مطاريد العزيزية".. الحاج محمد رمضان: جعلوني مجرما على أبواب عرفات

“اتبهدلنا”، هكذا بدأ الشاب محمد رمضان حديثه لـ"تليجراف مصر"، عن رحلة الحج والتي خاضها برفقة صديقه وزوجته خلال هذا العام من خلال تأشيرة زيارة إلى المملكة السعودية، مؤكدًا أن الغالبية العظمى من الذين توفوا خلال موسم الحج 2024 من أصحاب الحج غير النظامي الذين تخلوا أصحاب الشركات عنهم وأوهموهم بأنهم سيكونوا في أمان فور وصولهم إلى الأراضي المقدسة.

وفق قول “رمضان”، فإن هذا العام كان مختلفًا بسبب الإجراءات التي أقرتها السعودية لأداء مناسك الحج وعدم تواجد أي شخص بدون تصريح، ورفعت شعار “لا حج بدون تصريح”، فكانت الشرطة بالمرصاد لهم، مضيفا أنه كان مشاركًا مع شركة سياحية أتاحت له تأشيرة زيارة، ووفرت لهم سكنا في منطقة العزيزية وأوهمتهم الشركة أن هناك أتوبيسات ستقلهم إلى جبل عرفات.

واستكمل، أن جميع الوعود التي كانت من القائمين على شركة السياحة لم تتحقق، فوجدوا نفسهم محاصرين من الشرطة السعودية، وأصبحوا في خوف تام من ترحيلهم من الأراضي السعودية، وعدم إتمام مناسك الحج، متابعًا: “اتضحك علينا وكنا خايفين الفلوس كمان تروح علينا”.

جثث على الطريق

أما عن يوم عرفة، فأشار الشاب الثلاثيني إلى أن جثث المتوفين كانت ملقاة في الطرقات وأكثرهم من الحجاج غير النظامين التابعين لبعض الشركات التي أوهمتهم بوجود أتوبيسات ستقلهم إلى عرفات فوجدوا نفسهم أمام خيارين، وهو عدم أداء مناسك الحج والمتمثلة في الذهاب لجبل عرفات، أو الذهاب إليه مشيًا، في ظل ارتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة.

وتابع، في شهادته عما حدث في حج 2024، أن بعض الأهالي تركوا كبار السن بدون أي متعلقات خاصة بهم أو أرقام تليفون إذا فقدوا الطريق يتم الاتصال عليها، ودون طعام أو شراب وبلا ملابس احتياطية، والجميع تجاوز عمرهم الـ60 عامًا، وأغلبهم من أصحاب الأمراض المزمنة، مما أدى إلى وفاة الكثيرين خلال رحلة الذهاب لجبل عرفات سيرًا على الأقدام.

ملاحقات أمنية

“فضلنا خايفين لحد ما ربنا كرمنا”، هكذا استمر الشاب محمد رمضان في حديثه، مؤكدًا أنهم كانوا مصابين بالرعب من توقيف الشرطة السعودية لهم، مثلهم كمثل العديد من المصريين الموجودين، والذين كانوا فريسة لبعض الشركات التي لم يكن همها سوى الأموال دون النظر إلى حالة كبار السن الذين توفوا نتيجة الإهمال.

واختتم “رمضان”، قائلا:"محدش يطلع حج زيارة تاني"، واصفًا شعوره أثناء فترة الحج لهذا العام بأنه كان يشعر بالمحاصرة وكأنهم كالمجرمين، مؤكدًا أن هناك عددا كبيرا من الحجاج لم يذهبوا إلى اتمام رحلات الحج على الرغم من إنفاقهم للغالي والنفيس وكل ما يملكون بسبب استغلال الشركات لهم.