من بيروت لقبرص للقاهرة في دقيقة..ما القصة؟

ويلات الحرب قد ينتج عنها مواقف تثير الدهشة، ففي بيروت روى سائق أجرة يدعى حسين خليل، أنه يتعرض لتجربة مربكة أثناء قيادته لسيارته، وهي أنه يظهر على خرائط "أوبر" في مناطق لا علاقة له بها، وذلك بسبب أجهزة التشويش المنتشرة.

ويقول خليل البالغ من العمر 36 عاماً، لوكالة فرانس برس: "نعاني من هذه المشكلة كثيرًا منذ خمسة أشهر. تمر أحيانًا ثلاثة أيام لا نستطيع أن نعمل خلالها على الإطلاق، وأحيانًا قد نبقى ساعةً أو ساعتين من دون عمل، وطبعًا نخسر".

التشويش الإسرائيلي

ويُرجع هذا الاضطراب في تحديد المواقع عبر تطبيقات النقل على غرار "أوبر" إلى تشويش إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والذي يتهم لبنان إسرائيل بالتسبب به عمدًا على خلفية التصعيد مع حزب الله.

وتوضح فريدي خويري، المحللة الأمنية لمنطقة الشرق الأوسط في شبكة "راين"، لفرانس برس كيف أنّ "إسرائيل تستخدم التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي لتعطيل اتصالات حزب الله أو إرباكها" بالدرجة الأولى.

وتلجأ إسرائيل كذلك، وفق خويري، إلى "تقنية تزوير نظام تحديد المواقع العالمي، وهو تكتيك آخر يُستخدم لإرسال إشارات GPS زائفة، بهدف تعطيل وتشويش قدرات الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة بدقة على العمل أو ضرب أهدافها"، والتي يمتلك حزب الله "ترسانة كبيرة" منها.

تلف العالم وأنت مكانك

يقول السكان أنه في كثير من المرات، عند فتح خريطة جوجل سيظهر أنك في مكان غير مكانك، وروت صحفية تابعة لوكالة فرانس برس أنها كانت في مدينة لارنكا القبرصية لكن الخريطة وضعتها في مطار بيروت، ثم في القدس وأخيرا وضعتها في القاهرة.

وبالعودة لخليل، يقول أنه ذات مرة كان في مدينة بعلبك شرقا ولكن الخريطة وضعته في مدينة رفح.

الجيش الإسرائيلي يستخدم كل السبل

وحتى 28 يونيو، يظهر مستوى التشويش في موقع "جي بي إس جام" المتخصص بجمع بيانات حول انقطاع إشارات تحديد المواقع الجغرافية، عاليًا فوق لبنان ومناطق من سوريا والأردن وإسرائيل.

ورداً على سؤال من مكتب فرانس برس في القدس حول التشويش في شمال إسرائيل، اكتفى متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية بالقول "حالياً، نحن غير قادرين على التحدث عن مسائل تشغيلية".

لكنّ الجيش الإسرائيلي كان أوضح في بداية الحرب أن إسرائيل عطّلت نظام جي بي إس "بشكل استباقي لمتطلبات تشغيلية مختلفة".