"حقنة هتلر".. خرافة اخترعها الصيادلة ولها 50 ضررًا

أثارت وفاة شاب في أواخر العقد الثاني من عمره، بعد ذهابه إلى إحدى الصيدليات في منطقة المقطم لأخذ “حقنة البرد”، جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول  حقنة البرد وأضرارها التي من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان.

أكثر من 50 ضررًا

من جانبه، قال عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الدكتور مجدي بدران، إن حقنة البرد قد تكون قاتلة أحيانًا، وهناك أكثر من 50 ضررًا للاستخدام العشوائي لمكونات “حقنة البرد” أو “حقنة هتلر” كما تُعرف في أوساط الصيادلة.

وأشار “بدران” في تصريحاته لـ“تليجراف مصر” إلى أن حقنة البرد تؤدي إلى حدوث رد فعل غير طبيعي لجهاز المناعة تجاه مكون أو أكثر من أدوية الحقنة، وقد تتسبب في ردود أفعال خطيرة،  تهدد الحياة، وتؤثر على عدة أجهزة بالجسم في صورة صدمة خطيرة، خاصة مع المرضى بحساسية غير معلومة، أو غير مشخصة، أو مهملة العلاج.

وأكد بدران أن حقنة البرد من الخرافات الموجودة في المجتمع العربي وليس المصري فقط، ومن خزعبلات الثقافة الشعبية الضارة نتيجة غياب الثقافة الصحية، لافتا إلى أن الحقنة تتكون من مضاد حيوي وكورتيزون ومسكن قوي.

وعن الأعراض الناتجة عن أخذ المريض للحقنة، قال بدران إنها تحدث في غضون دقائق أو ساعة، حيث يظهر الطفح الجلدي، بعد مرور ساعات أو أيام أو أسابيع، مؤكدًا أن استخدام حقن البرد، والمضادات الحيوية دون داع يسبب المشاكل الآتية:

• يقلل المناعة.
• ينشر الفطريات في الجسم.
• يسبب التهابات في الأمعاء.
• تشنج في المعدة.
• إسهال حاد.
• آلام أثناء البلع.
• فقدان حاسة التذوق.
• التهاب في الصدر.
• التحسس.
   

اختراع صيادلة

من جانبه قال رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب، أشرف حاتم، إن حقنة البرد اختراع من الصيادلة وهي وصفة غير طبية، لافتًا إلى أن أي شخص يعاني مشاكل في القلب أو الجهاز الدوري أو التنفسي، من الممكن أن يؤدي أخذه لهذه الحقنة إلى وفاته.

وأضاف رئيس لجنة الصحة لـ“تليجراف مصر” أن حقنة البرد ليس لها أي أساس أو وجود في كتب الطب أو المراجع أو حتى لدى العطارين، لافتًا إلى أن أنها غير قانونية، والتصدي لهذا الأمر يحتاج إلى تعاون وزارة الصحة مع هيئة الدواء لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد الصيدليات التي تعطي هذه الحقن.

وشهدت منطقة المقطم، وفاة مفاجئة للشاب “يوسف عصام"، في أواخر العقد الثاني من عمره، بعد ذهابه إلى إحدى الصيدليات في المنطقة لأخذ حقنة “حقنة البرد”، بعد شعوره بحالة إعياء شديدة وارتفاع درجة حرارته خلال عمله مساعدا لوالده في محل دواجن.
وقال “حاتم”، نجل عم المتوفى، إن يوسف، بعد شعوره بالتعب وارتفاع درجة حرارته ذهب إلى الصيدلية لأخذ حقنة، وفارق الحياة فور خروجه من الصيدلية.

وأوضح أن سبب الوفاة يرجع إلى معاناته من مادة المضاد الحيوي دون إدراكه، وأن الطبيب المعالج لم يجر له اختبار حساسية قبل إعطائه الحقنة.

تفاصيل الواقعة

وكان قسم شرطة المقطم، تلقى إشارة من المستشفى، تفيد بوصول جثة شاب في العقد الثاني من عمره، توفي إثر أخذه حقنة دون وصفة طبية بعد شعوره بحالة إعياء، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى المستشفى.

وبإجراء التحريات تبين أن الشاب يدعى “يوسف عصام”، 18 سنة، لقي مصرعه بعد أخذ حقنة دون وصفة طبية في إحدى الصيدليات بدائرة القسم، وعدم وجود شبهة جنائية وتحرر محضر بالواقعة، وصرحت جهات التحقيق بدفن الجثة.

“حقنة البرد” تؤدي إلى الوفاة

ونشرت وزارة الصحة المصرية في وقت سابق، عبر “فيسبوك”، تحذيرًا من أخذ الحقنة المشهور بـ"حقنة البرد" أو "3×1" أو “الخلطة السحرية”، والمكونة من مضاد حيوي، والكورتيزون ومسكن للآلام، وأن الحقنة المنتشرة ليس لها علاقة بعلاج البرد وتستخدم المضادات الحيوية في علاج العدوى البكتيرية، والإفراط في استخدامها يجعل الجسم مقاوم لها على المدى البعيد.

وكان وزير الصحة، أصدر قرارًا بتنظيم عملية السماح للصيادلة المؤهلين بإعطاء الدواء عن طريق الحقن العضلي أو تحت الجلد، بعد مراجعة الضوابط المنصوص عليها بما يضمن حقوق الصيادلة والتيسير على المرضى.

القرار الوزاري يتضمن:

1. عدم إعطاء الحقن للمرضى سوى بوجود وصفة طبية من الطبيب المعالج تستوجب حقن المريض بالدواء المطلوب.
2. شرط اجتياز الصيدلي للدورات التدريبية من خلال وزارة الصحة أو الجهات التي تحددها الوزارة.
3. التأكد من توافر الأدوية المضادة للأعراض التحسسية وعدم إعطاء المرضى سوى الحقن العضلية وتحت الجلد فقط.
4. تنظيم دورات تدريبية متقدمة لأعضاء الفريق الطبي بكافة محافظات الجمهورية، لمنحهم الشهادات والتراخيص اللازمة لضمان سلامة المرضى.