أحمد زكي.. حكاية "المولود من جديد" في 1990

“طلتك علينا بالدنيا يا زكي، تغيب مهما تغيب، وتوّ ما تهل علينا ونشوف فيلمك، كأنها أول مرة”.. هذا كان هو حال المصريون بعد نجاة الفنان أحمد ذكي من حادثه الشهير 1990، والذي كاد أن يكلفه حياته، وهو ما وضح في حديثه حينها وتعبيره عن الامتنان إلى الله، وأيضا رسائله إلى ابنه، وأصدقائه، وأيضا مجلس الشعب.    

يصنف أحمد زكي، المولود في مصل هذا اليوم قبل 77 عاما، واحد من عمالقة السينما المصرية الذين تركوا بصمة لا تمحى في تاريخ الفن، وصاحب حياة مثيرة انتهت بطريقة لا تقل درامية عن أعماله، بعد رحلة طويلة مع مرض سرطان الرئة بينما كان يصور فيلمه “حليم”.

حياة أحمد زكي المليئة بالصعاب

عاش الفنان الراحل أحمد زكي مرحلة صعبة بعد حادث سيارة كانت معه فيها نجلاء فتحي، وحجز في غرفة الرعاية المركزة وخضع لجراحات في قدمه، ليكتب له نجاة من أزمة كادت تنهي مسيرته، قبل أن يبدأ فعليا في الشعور بتحسن طفيف ويواصل تقديم أعماله. 

قرار بأداء العمرة واحتفال بالحياة

في حوار سابق مع جريدة “مايو”، قال أحمد ذكي إنه ممتن إلى الله لنجاته من حادث السيارة الشهير في 1990، ولذلك قرر أداء العمرة شكرا “لوُلادته من جديد”، حسب تعبيره، مع عدم تعرض عموده الفقري ووجهه لأي أذى.

استغل زكي فترة علاجه في المستشفى لإعادة ترتيب مشاريعه الفنية حينها، حيث أكد وجود عدة عروض سينمائية تنتظره، أبرزها تصوير المشاهد المتبقية من فيلم الإمبراطور، فضلا عن كشفه مشاريعه التلفزيونية التي كانت قيد الدراسة وقتها، ومن بينها مسلسلي “اعترافات زوج” و“هو وهي” الجزء الثاني.

تطورات جديدة في حالة أحمد زكي الصحية

خضع الملقب بـ"الإمبراطور" إلى عمليتين جراحيتين في ساقه لعلاج تهتك وكسور، تبعها مرحلة علاج طبيعي استمرت حوالي أسبوعين بعد العمليات.

تحدث أحمد زكي، في حواره مع جريدة “مايو”، عن حلمه بتقديم مجموعة من السهرات التلفزيونية تسلط الضوء على شخصيات مصرية بارزة في مختلف المجالات، وأكد وقتها أن هذا المشروع القومي يجب أن يشارك فيه العديد من الفنانين والكتاب، ليصبح مرجعاً ثقافياً للأجيال القادمة.

على الرغم من انشغاله بالمشاريع السينمائية والتلفزيونية في تلك الفترة، قال أحمد زكي، إنه على استعداد للعودة إلى خشبة المسرح إذا عرض عليه نص يستحق، مشيرا إلى أن المسرح المصري يعيش حالة من الانتعاش، لكنه يحتاج إلى تقديم المزيد من الأعمال العالمية.

رسائل أحمد زكي الخاصة

وجه أحمد زكي ثلاث رسائل مؤثرة، ضمن حواره، أولها وجهت إلى مجلس الشعب، في ذلك الوقت، إذ طالبهم بدعم السينما كواجهة حضارية وحماية حقوق الملكية الفكرية، والثانية إلى ابنه هيثم، الذ أمل في رؤيته رجلاً ناجحاً، والأخيرة كانت من نصيب أصدقائه الفنانين صلاح جاهين وشريهان ومحمد وفيق، حيث عبر عن افتقاده لهم وتمنياته لهم بالصحة.