الإثنين، 24 نوفمبر 2025

12:19 ص

مجهر الانتخابات مصوب نحو الأحزاب، من يحكم الشارع في ماراثون النواب؟

انتخابات النواب

انتخابات النواب

أثارت المخالفات التي شهدتها المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، التي انتهت إلى إلغاء نتائج دوائر بأكملها، التساؤلات، حول إذا ما كانت ستتكرر مثل هذه الأحداث الانتخابية في الجولات المتبقية من انتخابات برلمان 2025، والجهة المسؤولة عن ضبط عملية التصويت على الأرض.

رصد مخالفات في انتخابات مجلس النواب

المخالفات التي شهدتها المرحلة الأولى حسب ما حذرت منه غرف عمليات الرصد بالأحزاب السياسية، تتضمن توزيع سلع تموينية وشراء الأصوات لدفع الناخبين نحو مرشحين بعينهم، مما استدعى تدخل الهيئة الوطنية للانتخابات لإلغاء نتائج 19 دائرة في 7 محافظات.

انتخابات مجلس النواب 2025
انتخابات مجلس النواب

على إثر ذلك، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، الهيئة الوطنية للانتخابات باتخاذ ما يلزم لضمان الوصول إلى برلمان حقيقي يمثل اختيار الشارع المصري، وإلغاء الانتخابات كليا أو جزئيا إذا ما استدعى الأمر.

المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب

وتنطلق عملية التصويت بالمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب بالداخل، غدا الإثنين، في 13 محافظة على أن تستمر ليومين متتاليين. 

“ما حدث بالمرحلة الأولى في الانتخابات من مخالفات وإلغاء للدوائر، من المتوقع أن يكون رادعا قويا للأحزاب والمرشحين وأنصارهم، لعدم ارتكاب نفس المخالات، تجنبا لاتخاذ قرارات تضر بالعملية الانتخابية”، حسب قول أستاذ القانون الدستوري بأكاديمية الشرطة، اللواء دكتور طارق خضر. 

الهيئة الوطنية للانتخابات

وأكد اللواء دكتور طارق خضر، أن أدوات الهيئة الوطنية للانتخابات لمواجهة المخالفات مثل توزيع الكراتين وشراء الأصوات تقتصر فقط على داخل ومحيط اللجان، ولكن لا تتسع لتطال ضبط الشارع بمنأى عنها.

وأضاف خضر في تصريحات لـ“تليجراف مصر”، أن الأحزاب السياسية والمرشحين، عليهم مسؤولية كبرى في ضبط العملية الانتخابية، خاصة فيما يتعلق بأشكال الرشاوى، من خلال إعادة تشكيل نفسها والنظر في سلوكياتها وأيدلوجيتها الخاصة، والالتزام بعدم ارتكاب أي مخالفة.

تحركات الأحزاب على الأرض

وتابع: “الأحزاب تحتاج إلى وقفة مصارحة مع نفسها، وأن تكون منافستها على الأرض لجذب ثقة المواطنين"، لافتا إلى أن السلبيات التي شهدتها المرحلة الأولى سببها الأحزاب والمرشحين، وأن الهيئة الوطنية للانتخابات ليست المسؤولة عما يحدث في الشارع.

إبلاغ الجهات المعنية بالمخالفات الانتخابية

وأشار أستاذ القانون الدستوري، إلى أنه حال وقوع المخالفة بعيدا عن مقار اللجان، يتم إبلاغ الجهات الأمنية، وتتخذ اللازم بعد تحديد الأطراف، ويمكن أن يندرج الأمر تحت قوانين العقوبات المتلقة بالرشاوى.

اللواء الدكتور طارق خضر
طارق خضر

وأوضح خضر، أنه عند ثبوت وقوع مخالفة تؤثر على العملية الانتخابية، تتدخل الهيئة الوطنية لاتخاذ ما يلزم من 
إجراءات قد تصل إلى بطلان الانتخابات في الدائرة بأكملها، متابعا: “الرهان الأكبر سيكون على الوعي الشعبي في مواجهة مثل هذه المخالفات”.

وتوقع الدكتور طارق خضر، أن المخالفات الانتخابية ستنحصر في المرحلة الثانية من التصويت، خشية من اتخاذ إجراءات من الجهات المعنية بإبطال الانتخابات، لافتا إلى إلغاء الانتخابات في 19 دائرة بسبع محافظات خلال المرحلة الأولى.

جهات مراقبة الانتخابات البرلمانية

من جانبه، قال رئيس حزب الإصلاح والنهضة، الدكتور هشام مصطفى عبدالعزيز، إن ضبط المخالفات الانتخابية خلال الجولة الثانية، مسؤولية مشتركة لا يجوز اختزالها في جهة واحدة، موضحًا أن الهيئة الوطنية للانتخابات هي الجهة الرقابية الوحيدة صاحبة الولاية القانونية على العملية الانتخابية، بينما تضطلع الأجهزة الأمنية بدور الدعم التنفيذي، لضمان انضباط المشهد وحماية اللجان ومنع أي انتهاكات تقع في محيطها.

وأضاف عبدالعزيز في تصريحات لـ“تليجراف مصر”، أن المخالفات التي تتم بعيدًا عن اللجان، مثل؛ شراء الأصوات أو نقل الناخبين بشكل مخالف، تتطلب تعاونًا واضحًا بين الأجهزة المختصة والهيئة، لأن كثيرًا من تلك الوقائع تتم خارج الإطار الرسمي للعملية الانتخابية، ما يستدعي إجراءات تحقق دقيقة وتنسيقًا يمنع تحول هذه الممارسات إلى ظاهرة متفشية تضر بالعدالة الانتخابية.

دور الأحزاب في مراقبة الانتخابات البرلمانية 2025

وشدد رئيس حزب الإصلاح والنهضة، على أن الأحزاب ليست مراقبًا على غيرها فقط، بل رقيب على نفسها أولًا، وأن دورها في مواجهة المخالفات لا يقتصر على الإدانة، بل يمتد إلى نشر الوعي لدى المواطنين، والالتزام الكامل بقواعد الدعاية، وتقديم بلاغات موثقة عند رصد أي تجاوز، موضحا أن الممارسة الحزبية الجادة تبدأ بتحمل كل حزب لمسؤوليته الأخلاقية والسياسية قبل مسؤولية الدولة.

الدكتور هشام عبد العزيز
الدكتور هشام عبد العزيز

وأكد الدكتور هشام مصطفى عبدالعزيز، أن القرارات التي اتخذتها الهيئة الوطنية للانتخابات، جاءت استجابة لتوجيهات الرئيس السيسي، وخاصة ما يتعلق بالتدقيق في الطعون والالتزام بمحاضر الفرز، متوقعا أنها ستفرض مستوى أعلى من الانضباط والشفافية في المرحلة المتبقية، وستكون رادعًا مهمًا لأي محاولة للالتفاف على إرادة الناخبين.

اقرأ أيضًا:

بدء نظر 251 طعنا على نتائج انتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب 2025

مصدر بالوطنية للانتخابات: نشوى الديب لم تنسحب من انتخابات مجلس النواب

تابعونا على

search